وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ القول في تأويل قوله تعالى : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني جل ذكره : اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصنات , وهي أيام رمي الجمار , أمر عباده يومئذ بالتكبير أدبار الصلوات , وعند الرمي مع كل حصاة من حصى الجمار يرمي بها جمرة من الجمار . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك : 3086 - حدثني يعقوب بن إبراهيم : قال : ثنا هشيم , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : أيام التشريق . * وحدثني محمد بن نافع البصري , قال : ثنا غندر , قال : ثنا شعبة , عن هشيم , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , مثله . * وحدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني الأيام المعدودات أيام التشريق , وهي ثلاثة أيام بعد النحر . * وحدثني المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني أيام التشريق . * وحدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , مثله . 3087 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا مخلد , عن ابن جريج , عن عمرو بن دينار , عن ابن عباس : سمعه يوم الصدر يقول بعد ما صدر يكبر في المسجد ويتأول : { واذكروا الله في أيام معدودات } * حدثنا علي بن داود , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني أيام التشريق . 3088 - حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري , قال : أخبرنا إسحاق , عن شريك , عن أبي إسحاق , عن عطاء بن أبي رباح في قول الله عز وجل : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هي أيام التشريق . * حدثنا ابن وكيع , قال : ثني أبي , عن طلحة بن عمرو , عن عطاء , مثله . 3089 - وحدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال أيام التشريق بمنى . 3090 - حدثنا محمد بن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن ليث , عن مجاهد وعطاء قالا : هي أيام التشريق . * وحدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد , مثله . 3091 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن منصور , عن إبراهيم قال : الأيام المعدودات : أيام التشريق . * حدثنا ابن بشار , قال : ثنا يحيى , عن سفيان , عن منصور , عن إبراهيم , مثله . 3092 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , قال : أخبرنا يونس , عن الحسن , قال : الأيام المعدودات : الأيام بعد النحر . 3093 - وحدثني ابن بشار , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , قال : سألت إسماعيل بن أبي خالد عن الأيام المعدودات , فقال : أيام التشريق . 3094 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } كنا نحدث أنها أيام التشريق . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هي أيام التشريق . 3095 - وحدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : أما الأيام المعدودات : فهي أيام التشريق . 3096 - وحدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , مثله . 3097 - وحدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , عن مالك , قال : الأيام المعدودات : ثلاثة أيام بعد يوم النحر . 3098 - وحدثنا عن حسين بن الفرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { في أيام معدودات } قال : أيام التشريق الثلاثة . 3099 - وحدثني ابن البرقي , قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة , قال : سألت ابن زيد عن الأيام المعدودات , والأيام المعلومات ؟ فقال : الأيام المعدودات : أيام التشريق , والأيام المعلومات : يوم عرفة , ويوم النحر , وأيام التشريق . وإنما قلنا : إن الأيام المعدودات هي : أيام منى وأيام رمي الجمار لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فيها : إنها أيام ذكر الله عز وجل . ذكر الأخبار التي رويت بذلك : 3100 - حدثني يعقوب بن إبراهيم وخلاد بن أسلم , قال : ثنا هشيم , عن عمر بن أبي سلمة , عن أبيه , عن أبي هريرة , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيام التشريق أيام طعم وذكر " . 3101 - وحدثنا خلاد , قال : ثنا روح , قال : ثنا صالح , قال : ثني ابن شهاب , عن سعيد بن المسيب , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى : " لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل " . 3102 - وحدثنا حميد بن مسعدة , قال : ثنا بشر بن المفضل , وحدثني يعقوب بن إبراهيم , قال : ثنا ابن علية , قالا جميعا : ثنا خالد , عن أبي قلابة , عن أبي المليح , عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3103 - وحدثني يعقوب , قال : ثنا هشيم , عن ابن أبي ليلى , عن عطاء , عن عائشة , قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق وقال : وهي أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3104 - وحدثني يعقوب , قال : ثني هشيم , عن عبد الملك بن أبي سليمان , عن عمرو بن دينار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم , فنادى في أيام التشريق , فقال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3105 - وحدثني يعقوب . قال : ثنا هشيم , عن سفيان بن حسين , عن الزهري , قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة بن قيس فنادى في أيام التشريق فقال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله , إلا من كان عليه صوم من هدي " . 3106 - وحدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن محمد بن إسحاق , عن حكيم بن حكيم , عن مسعود بن الحكم الزرقي , عن أمه قالت : لكأني أنظر إلى علي رضي الله عنه على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء حين وقف على شعب الأنصار وهو يقول : " أيها الناس إنها ليست بأيام صيام , إنما هي أيام أكل وشرب وذكر " . فإن قال قائل : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال في أيام منى : " إنها أيام أكل وشرب وذكر الله " لم يخبر أمته أنها الأيام المعدودات التي ذكرها الله في كتابه , فما تنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم عنى بقوله : وذكر الله : الأيام المعلومات ؟ قيل : غير جائز أن يكون عنى ذلك , لأن الله لم يكن يوجب في الأيام المعلومات من ذكره فيها ما أوجب في الأيام المعدودات , وإنما وصف المعلومات جل ذكره بأنها أيام يذكر فيها اسم الله على بهائم الأنعام , فقال : { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } 22 28 فلم يوجب في الأيام المعلومات من ذكره كالذي أوجبه في الأيام المعدودات من ذكره , بل أخبر أنها أيام ذكره على بهائم الأنعام . فكان معلوما إذ قال صلى الله عليه وسلم لأيام التشريق : " إنها أيام أكل وشرب وذكر الله " فأخرج قوله : " وذكر الله " , مطلقا بغير شرط ولا إضافة , إلى أنه الذكر على بهائم الأنعام , أنه عنى بذلك الذكر الذي ذكره الله في كتابه , فأوجبه على عباده مطلقا بغير شرط ولا إضافة إلى معنى في الأيام المعدودات . وأنه لو كان أراد بذلك صلى الله عليه وسلم وصف الأيام المعلومات به , لوصل قوله : " وذكر " , إلى أنه ذكر الله على ما رزقهم من بهائم الأنعام , كالذي وصف الله به ذلك ; ولكنه أطلق ذلك باسم الذكر من غير وصله بشيء , كالذي أطلقه تبارك وتعالى باسم الذكر , فقال : { واذكروا الله في أيام معدودات } فكان ذلك من أوضح الدليل على أنه عنى بذلك ما ذكره الله في كتابه وأوجبه في الأيام المعدودات . فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى القول في تأويل قوله تعالى : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معناه : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق للنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه في نفر . وتعجله في النفر , ومن تأخر عن النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق إلى اليوم الثالث حتى ينفر في اليوم الثالث فلا إثم عليه في تأخره . ذكر من قال ذلك . 3107 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد الزبيري , قال : ثنا هشيم , عن عطاء , قال : لا إثم عليه في تعجيله , ولا إثم عليه في تأخيره . 3108 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال . ثنا هشيم , عن عوف , عن الحسن , مثله . 3909 - حدثنا أحمد , قال . ثنا أبو أحمد , قال : ثنا هشيم , عن مغيرة , عن عكرمة , مثله . 3110 - حدثني محمد بن عمرو , قال . ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله . { فمن تعجل في يومين } يوم النفر { فلا إثم عليه } لا حرج عليه { ومن تأخر فلا إثم عليه } 3919 - حدثني موسى بن هارون , قال . ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي . أما من تعجل في يومين فلا إثم عليه , يقول . من نفر في يومين فلا جناح عليه , ومن تأخر فنفر في الثالث فلا جناح عليه . 3912 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { فمن تعجل في يومين } يقول . فمن تعجل في يومين . أي من أيام التشريق فلا إثم عليه , ومن أدركه الليل بمنى من اليوم الثاني من قيل أن ينفر فلا نفر له حتى تزول الشمس من الغد . { ومن تأخر فلا إثم عليه } يقول : من تأخر إلى اليوم الثالث من أيام التشريق فلا إثم عليه . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال . أخبرنا عبد الرزاق , قال . أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال . رخص الله في أن ينفروا في يومين منها إن شاءوا , ومن تأخر في اليوم الثالث فلا إثم عليه . 3113 - حدثني محمد بن المثنى , قال . ثنا محمد بن جعفر , قال . ثنا شعبة , عن منصور , عن إبراهيم أنه قال في هذه الآية . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال في تعجيله . * وحدثني هناد بن السري , قال : ثنا ابن أبى زائدة , قال : ثنا إسرائيل , عن منصور , عن إبراهيم قال : لا إثم عليه : لا إثم على من تعجل , ولا إثم على من تأخر . * حدثني ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا إسرائيل , عن منصور , عن إبراهيم , قال : هذا في التعجيل . 3114 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا شريك وإسرائيل , عن زيد بن جبير , قال : سمعت ابن عمر يقول : حل النفر في يومين لمن اتقى . 3115 - وحدثنا أبو كريب , قال : ثنا وكيع , عن ابن أبي ليلى , عن الحكم , عن مقسم , عن ابن عباس . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في تعجله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخره . 3116 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا ابن جريج , قال : قلت لعطاء : أللمكي أن ينفر في النفر الأول ؟ قال : نعم , قال الله عز وجل { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } فهي للناس أجمعين . * حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا سفيان , عن منصور , عن إبراهيم : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : ليس عليه إثم - حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين } بعد يوم النحر { فلا إثم عليه } يقول : من نفر من منى في يومين بعد النحر فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه في تأخره , فلا حرج عليه . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن إبراهيم : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في تعجله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخره . وقال آخرون : بل معناه : فمن تعجل في يومين فهو مغفور له لا إثم عليه , ومن تأخر كذلك . ذكر من قال ذلك : 3117 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : حدثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسرائيل , عن ثوير , عن أبيه , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : ليس عليه إثم . 3118 - وحدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال ثنا سفيان , عن حماد . عن إبراهيم , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } أي غفر له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : غفر له . * حدثنا أحمد بن حازم , قال : ثنا أبو نعيم , قال : ثنا مسعر , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } أي غفر له . * حدثنا أبو كريب , قال : ثنا المحاربي , وحدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد جميعا . عن سفيان , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : قد غفر له . 3119 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن سفيان , عن حماد , عن إبراهيم في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قد غفر له . * حدثنا ابن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله قال في هذه الآية : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برئ من الإثم . 3120 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا حماد بن سلمة , عن علي بن زيد , عن الحسن , عن ابن عمر : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : رجع مغفورا له . 3121 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن ليث , عن مجاهد في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : قد غفر له . 3122 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا سفيان , عن جابر , عن أبي عبد الله , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : قد غفر له , إنهم يتأولونها على غير تأويلها , إن العمرة لتكفر ما معها من الذنوب فكيف بالحج ؟ . 3123 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسرائيل , عن أبي حصين , عن إبراهيم وعامر : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قالا : غفر له . 3124 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : ثني من أصدقه , عن ابن مسعود قوله : { فلا إثم عليه } قال : خرج من الإثم كله { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برئ من الإثم كله , وذلك في الصدر عن الحج . قال ابن جريج : وسمعت رجلا يحدث عن عطاء بن أبي رباح , عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : فلا إثم عليه , قال . غفر له , ومن تأخر فلا إثم عليه , قال : غفر له . 3125 - حدثني أحمد بن حازم , قال : ثنا أبو نعيم , قال . ثنا أسودين سوادة القطان , قال : سمعت معاوية بن قرة قال : يخرج من ذنوبه . وقال آخرون : معنى ذلك : فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه فيما بينه وبين السنة التي بعدها . ذكر من قال ذلك : 3126 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة , قال : سألت مجاهدا عن قول الله عز وجل : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : لمن في الحج , ليس عليه إثم حتى الحج من عام قابل . وقال آخرون : بل معناه . فلا إثم عليه إن اتقى الله فيما بقي من عمره . ذكر من قال ذلك : 3127 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا أبو جعفر الرازي , عن الربيع بن أنس , عن أبي العالية : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقي . 3128 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن المغيرة , عن إبراهيم , مثله . * وحدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , عن أبي العالية , مثله . 3129 - حدثني يونس , قاله : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : لمن اتقى بشرط . 3130 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } لا جناح عليه , ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلا جناح عليه لمن اتقى ; وكان ابن عباس يقول : وددت أني من هؤلاء ممن يصيبه اسم التقوى . 3131 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج : هي في مصحف عبد الله : لمن اتقى الله . 3132 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } فلا حرج عليه , يقول اتقى معاصي الله عز وجل . وقال آخرون : بل معنى ذلك : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق فلا إثم عليه , أي فلا حرج عليه في تعجيله النفر إن هو اتقى قتل الصيد حتى ينقضي اليوم الثالث , ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلم ينفر فلا حرج عليه . ذكر من قال ذلك : 3133 - حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين , قال : ثنا هشيم , قال : أخبرنا محمد بن أبي صالح : لمن اتقى أن يصيب شيئا من الصيد حتى يمضي اليوم الثالث . 3134 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } ولا يحل له أن يقتل صيدا حتى تخلو أيام التشريق . وقال آخرون : بل معناه : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق فنفر فلا إثم عليه , أي مغفور له . ومن تأخر فنفر في اليوم الثالث فلا إثم عليه , أي مغفور له إن اتقى على حجه أن يصيب فيه شيئا نهاه الله عنه . ذكر من قال ذلك : 3135 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , فال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { لمن اتقى } قال : يقول لمن اتقى على حجه . قال قتادة : ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه , أو ما سلف من ذنبه . وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال : تأويل ذلك : فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه , لحط الله ذنوبه , إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده . ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول , فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه , وإن كان اتقى الله في حجه بأدائه بحدوده . وإنما قلنا أن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " وأنه قال صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة " . 3136 - حدثني عبد الله بن سعيد الكندي , قال : ثنا أبو خالد الأحمر , قال : ثنا عمرو بن قيس , عن عاصم , عن شقيق , عن عبد الله , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة " . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا الحكم بن بشير , عن عمرو بن قيس , عن عاصم , عن زر , عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . 3137 - حدثنا الفضل بن الصباح , قال : . ثنا ابن عيينة , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث , أو خبث الحديد " . 3138 - حدثنا إبراهيم بن سعد , قال : ثنا سعيد بن عبد الحميد , قال : ثنا ابن أبي الزناد , عن موسى بن عقبة , عن صالح مولى التوأمة , عن ابن عباس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك " . وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب , مما ينبئ عنه أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله , فهو خارج من ذنوبه , كما قال جل ثناؤه : { فلا إثم عليه لمن اتقى } الله في حجه . فكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضع عن أن معنى قوله جل وعز : { فلا إثم عليه } أنه خارج من ذنوبه , محطوطة عنه آثامه , مغفورة له أجرامه . وأنه لا معنى لقول من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني , ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث ; لأن الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله , أو فيما كان عليه عمله , فيرخص له في تركه بوضع الحرج عنه في تركه . فأما ما على العامل عمله فلا وجه لوضع الحرج عنه فيه إن هو عمله , وفرضه عمله , لأنه محال أن يكون المؤدي فرضا عليه حرجا بأدائه , فيجوز أن يقال : قد وضعنا عنك فيه الحرج . وإذ كان ذلك كذلك , وكان الحاج لا يخلو عند من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه , أو فلا جناح عليه من أن يكون فرضه النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق , فوضع عنه الحرج في المقام , أو أن يكون فرضه المقام إلى اليوم الثالث , فوضع عنه الحرج في النفر في اليوم الثاني , فإن يكن فرضه في اليوم الثاني من أيام التشريق المقام إلى اليوم الثالث منها , فوضع عنه الحرج في نفره في اليوم الثاني منها , وذلك هو التعجيل الذي قيل : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } فلا معنى لقوله على تأويل من تأول ذلك : { فلا إثم عليه } فلا جناح عليه , { ومن تأخر فلا إثم عليه } لأن المتأخر إلى اليوم الثالث إنما هو متأخر عن أداء فرض عليه تارك قبول رخصة النفر , فلا وجه لأن يقال : لا حرج عليك في مقامك على أداء الواجب عليك , لما وصفنا قبل , أو يكون فرضه في اليوم الثاني النفر , فرخص له في المقام إلى اليوم الثالث ; فلا معنى أن يقال : لا حرج عليك في تعجلك النفر الذي هو فرضك وعليك فعله للذي قدمنا من العلة وكذلك لا معنى لقول من قال : معناه : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } ولا حرج عليه في نفره ذلك , إن اتقى قتل الصيد إلى انقضاء اليوم الثالث ; لأن ذلك لو كان تأويلا مسلما لقائله لكان في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } ما يبطل دعواه , لأنه لا خلاف بين الأمة في أن الصيد للحاج بعد نفره من منى في اليوم الثالث حلال , فما الذي من أجله وضع عنه الحرج في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } إذا هو تأخر إلى اليوم الثالث ثم نفر ؟ هذا مع إجماع الحجة على أن المحرم إذا رمى وذبح وحلق وطاف بالبيت فقد حل له كل شيء , وتصريح الرواية المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك , التي : 3139 - حدثنا بها هناد بن السري الحنظلي , قال : ثنا عبد الرحيم بن سليمان , عن حجاج , عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , عن عمرة قالت : سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها متى يحل المحرم ؟ فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رميتم وذبحتم وحلقتم حل لكم كل شيء إلا النساء " . قال : وذكر الزهري عن عمرة , عن عائشة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , مثله . وأما الذي تأول ذلك أنه بمعنى : لا إثم عليه إلى عام قابل فلا وجه لتحديد ذلك بوقت , وإسقاطه الإثم عن الحاج سنة مستقبلة , دون آثامه السالفة , لأن الله جل ثناؤه لم يحصر ذلك على نفي إثم وقت مستقبل بظاهر التنزيل , ولا على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام , بل دلالة ظاهر التنزيل تبين عن أن المتعجل في اليومين والمتأخر لا إثم على كل واحد منهما في حاله التي هو بها دون غيرها من الأحوال , والخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يصرح بأنه بانقضاء حجه على ما أمر به خارج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . ففي ذلك من دلالة ظاهر التنزيل , وصريح قول الرسول صلى الله عليه وسلم دلالة واضحة على فساد قول من قال : معنى قوله : { فلا إثم عليه } فلا إثم عليه من وقت انقضاء حجه إلى عام قابل . فإن قال لنا قائل : ما الجالب اللام في قوله : { لمن اتقى } وما معناها ؟ قيل : الجالب لها معنى قوله . { فلا إثم عليه } لأن في قوله : { فلا إثم عليه } معنى حططنا ذنوبه وكفرنا آثامه , فكان في ذلك معنى : جعلنا تكفير الذنوب لمن اتقى الله في حجه , فترك ذكر جعلنا تكفير الذنوب اكتفاء بدلالة قوله : { فلا إثم عليه } . وقد زعم بعض نحويي البصرة أنه كأنه إذا ذكر هذه الرخصة فقد أخبر عن أمر , فقال : { لمن اتقى } أي هذا لمن اتقى . وأنكر بعضهم ذلك من قوله , وزعم أن الصفة لا بد لها من شيء تتعلق به , لأنها لا تقوم بنفسها , ولكنها فيما زعم من صلة " قول " متروك , فكان معنى الكلام عنده " قلنا " : ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى , وقام قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } مقام القول . وزعم بعض أهل العربية أن موضع طرح الإثم في المتعجل , فجعل في المتأخر , وهو الذي أدى ولم يقصر , مثل ما جعل على المقصر , كما يقال في الكلام : إن تصدقت سرا فحسن , وإن أظهرت فحسن . وهما مختلفان , لأن المتصدق علانية إذا لم يقصد الرياء فحسن , وإن كان الإسرار أحسن وليس في وصف حالتي المتصدقين بالحسن وصف إحداهما بالإثم ; وقد أخبر الله عز وجل عن النافرين بنفي الإثم عنهما , ومحال أن ينفي عنهما إلا ما كان في تركه الإثم على ما تأوله قائلو هذه المقالة . وفي إجماع الجميع على أنهما جميعا لو تركا النفر وأقاما بمنى لم يكونا آثمين ما يدل على فساد التأويل الذي تأوله من حكينا عنه هذا القول . وقال أيضا : فيه وجه آخر , وهو معنى نهي الفريقين عن أن يؤثم أحد الفريقين الآخر , كأنه أراد بقوله : { فلا إثم عليه } لا يقل المتعجل للمتأخر : أنت آثم , ولا المتأخر للمتعجل أنت آثم بمعنى : فلا يؤثمن أحدهما الآخر . وهذا أيضا تأويل لقول جميع أهل التأويل مخالف , وكفى بذلك شاهدا على خطئه . وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ القول في تأويل قوله تعالى : { واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون } يعني بذلك جل ثناؤه : واتقوا الله أيها المؤمنون فيما فرض عليكما من فرائضه , فخافوه في تضييعها والتفريط فيها , وفيما نهاكم عنه في حجكم ومناسككما أن ترتكبوه أو تأتوه وفيما كلفكم في إحرامكم لحجكم أن تقصروا في أدائه والقيام به , ولعلموا أنكم إليه تحشرون , فمجازيكم هو بأعمالكم , المحسن منكم بإحسانه , والمسيء بإساءته , وموف كل نفس منكم ما عملت وأنتم لا تظلمون .
القول في تأويل قوله تعالى : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني جل ذكره : اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصنات , وهي أيام رمي الجمار , أمر عباده يومئذ بالتكبير أدبار الصلوات , وعند الرمي مع كل حصاة من حصى الجمار يرمي بها جمرة من الجمار . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : ذكر من قال ذلك : 3086 - حدثني يعقوب بن إبراهيم : قال : ثنا هشيم , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : أيام التشريق . * وحدثني محمد بن نافع البصري , قال : ثنا غندر , قال : ثنا شعبة , عن هشيم , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , مثله . * وحدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني الأيام المعدودات أيام التشريق , وهي ثلاثة أيام بعد النحر . * وحدثني المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني أيام التشريق . * وحدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , مثله . 3087 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا مخلد , عن ابن جريج , عن عمرو بن دينار , عن ابن عباس : سمعه يوم الصدر يقول بعد ما صدر يكبر في المسجد ويتأول : { واذكروا الله في أيام معدودات } * حدثنا علي بن داود , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : { واذكروا الله في أيام معدودات } يعني أيام التشريق . 3088 - حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري , قال : أخبرنا إسحاق , عن شريك , عن أبي إسحاق , عن عطاء بن أبي رباح في قول الله عز وجل : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هي أيام التشريق . * حدثنا ابن وكيع , قال : ثني أبي , عن طلحة بن عمرو , عن عطاء , مثله . 3089 - وحدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال أيام التشريق بمنى . 3090 - حدثنا محمد بن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن ليث , عن مجاهد وعطاء قالا : هي أيام التشريق . * وحدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد , مثله . 3091 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن منصور , عن إبراهيم قال : الأيام المعدودات : أيام التشريق . * حدثنا ابن بشار , قال : ثنا يحيى , عن سفيان , عن منصور , عن إبراهيم , مثله . 3092 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , قال : أخبرنا يونس , عن الحسن , قال : الأيام المعدودات : الأيام بعد النحر . 3093 - وحدثني ابن بشار , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , قال : سألت إسماعيل بن أبي خالد عن الأيام المعدودات , فقال : أيام التشريق . 3094 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } كنا نحدث أنها أيام التشريق . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هي أيام التشريق . 3095 - وحدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : أما الأيام المعدودات : فهي أيام التشريق . 3096 - وحدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , مثله . 3097 - وحدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , عن مالك , قال : الأيام المعدودات : ثلاثة أيام بعد يوم النحر . 3098 - وحدثنا عن حسين بن الفرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { في أيام معدودات } قال : أيام التشريق الثلاثة . 3099 - وحدثني ابن البرقي , قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة , قال : سألت ابن زيد عن الأيام المعدودات , والأيام المعلومات ؟ فقال : الأيام المعدودات : أيام التشريق , والأيام المعلومات : يوم عرفة , ويوم النحر , وأيام التشريق . وإنما قلنا : إن الأيام المعدودات هي : أيام منى وأيام رمي الجمار لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فيها : إنها أيام ذكر الله عز وجل . ذكر الأخبار التي رويت بذلك : 3100 - حدثني يعقوب بن إبراهيم وخلاد بن أسلم , قال : ثنا هشيم , عن عمر بن أبي سلمة , عن أبيه , عن أبي هريرة , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيام التشريق أيام طعم وذكر " . 3101 - وحدثنا خلاد , قال : ثنا روح , قال : ثنا صالح , قال : ثني ابن شهاب , عن سعيد بن المسيب , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى : " لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل " . 3102 - وحدثنا حميد بن مسعدة , قال : ثنا بشر بن المفضل , وحدثني يعقوب بن إبراهيم , قال : ثنا ابن علية , قالا جميعا : ثنا خالد , عن أبي قلابة , عن أبي المليح , عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3103 - وحدثني يعقوب , قال : ثنا هشيم , عن ابن أبي ليلى , عن عطاء , عن عائشة , قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق وقال : وهي أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3104 - وحدثني يعقوب , قال : ثني هشيم , عن عبد الملك بن أبي سليمان , عن عمرو بن دينار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم , فنادى في أيام التشريق , فقال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله " . 3105 - وحدثني يعقوب . قال : ثنا هشيم , عن سفيان بن حسين , عن الزهري , قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة بن قيس فنادى في أيام التشريق فقال : " إن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله , إلا من كان عليه صوم من هدي " . 3106 - وحدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن محمد بن إسحاق , عن حكيم بن حكيم , عن مسعود بن الحكم الزرقي , عن أمه قالت : لكأني أنظر إلى علي رضي الله عنه على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء حين وقف على شعب الأنصار وهو يقول : " أيها الناس إنها ليست بأيام صيام , إنما هي أيام أكل وشرب وذكر " . فإن قال قائل : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال في أيام منى : " إنها أيام أكل وشرب وذكر الله " لم يخبر أمته أنها الأيام المعدودات التي ذكرها الله في كتابه , فما تنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم عنى بقوله : وذكر الله : الأيام المعلومات ؟ قيل : غير جائز أن يكون عنى ذلك , لأن الله لم يكن يوجب في الأيام المعلومات من ذكره فيها ما أوجب في الأيام المعدودات , وإنما وصف المعلومات جل ذكره بأنها أيام يذكر فيها اسم الله على بهائم الأنعام , فقال : { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } 22 28 فلم يوجب في الأيام المعلومات من ذكره كالذي أوجبه في الأيام المعدودات من ذكره , بل أخبر أنها أيام ذكره على بهائم الأنعام . فكان معلوما إذ قال صلى الله عليه وسلم لأيام التشريق : " إنها أيام أكل وشرب وذكر الله " فأخرج قوله : " وذكر الله " , مطلقا بغير شرط ولا إضافة , إلى أنه الذكر على بهائم الأنعام , أنه عنى بذلك الذكر الذي ذكره الله في كتابه , فأوجبه على عباده مطلقا بغير شرط ولا إضافة إلى معنى في الأيام المعدودات . وأنه لو كان أراد بذلك صلى الله عليه وسلم وصف الأيام المعلومات به , لوصل قوله : " وذكر " , إلى أنه ذكر الله على ما رزقهم من بهائم الأنعام , كالذي وصف الله به ذلك ; ولكنه أطلق ذلك باسم الذكر من غير وصله بشيء , كالذي أطلقه تبارك وتعالى باسم الذكر , فقال : { واذكروا الله في أيام معدودات } فكان ذلك من أوضح الدليل على أنه عنى بذلك ما ذكره الله في كتابه وأوجبه في الأيام المعدودات .
القول في تأويل قوله تعالى : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معناه : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق للنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه في نفر . وتعجله في النفر , ومن تأخر عن النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق إلى اليوم الثالث حتى ينفر في اليوم الثالث فلا إثم عليه في تأخره . ذكر من قال ذلك . 3107 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد الزبيري , قال : ثنا هشيم , عن عطاء , قال : لا إثم عليه في تعجيله , ولا إثم عليه في تأخيره . 3108 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال . ثنا هشيم , عن عوف , عن الحسن , مثله . 3909 - حدثنا أحمد , قال . ثنا أبو أحمد , قال : ثنا هشيم , عن مغيرة , عن عكرمة , مثله . 3110 - حدثني محمد بن عمرو , قال . ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله . { فمن تعجل في يومين } يوم النفر { فلا إثم عليه } لا حرج عليه { ومن تأخر فلا إثم عليه } 3919 - حدثني موسى بن هارون , قال . ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي . أما من تعجل في يومين فلا إثم عليه , يقول . من نفر في يومين فلا جناح عليه , ومن تأخر فنفر في الثالث فلا جناح عليه . 3912 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { فمن تعجل في يومين } يقول . فمن تعجل في يومين . أي من أيام التشريق فلا إثم عليه , ومن أدركه الليل بمنى من اليوم الثاني من قيل أن ينفر فلا نفر له حتى تزول الشمس من الغد . { ومن تأخر فلا إثم عليه } يقول : من تأخر إلى اليوم الثالث من أيام التشريق فلا إثم عليه . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال . أخبرنا عبد الرزاق , قال . أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال . رخص الله في أن ينفروا في يومين منها إن شاءوا , ومن تأخر في اليوم الثالث فلا إثم عليه . 3113 - حدثني محمد بن المثنى , قال . ثنا محمد بن جعفر , قال . ثنا شعبة , عن منصور , عن إبراهيم أنه قال في هذه الآية . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال في تعجيله . * وحدثني هناد بن السري , قال : ثنا ابن أبى زائدة , قال : ثنا إسرائيل , عن منصور , عن إبراهيم قال : لا إثم عليه : لا إثم على من تعجل , ولا إثم على من تأخر . * حدثني ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا إسرائيل , عن منصور , عن إبراهيم , قال : هذا في التعجيل . 3114 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا شريك وإسرائيل , عن زيد بن جبير , قال : سمعت ابن عمر يقول : حل النفر في يومين لمن اتقى . 3115 - وحدثنا أبو كريب , قال : ثنا وكيع , عن ابن أبي ليلى , عن الحكم , عن مقسم , عن ابن عباس . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في تعجله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخره . 3116 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا ابن جريج , قال : قلت لعطاء : أللمكي أن ينفر في النفر الأول ؟ قال : نعم , قال الله عز وجل { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } فهي للناس أجمعين . * حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا سفيان , عن منصور , عن إبراهيم : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : ليس عليه إثم - حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين } بعد يوم النحر { فلا إثم عليه } يقول : من نفر من منى في يومين بعد النحر فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه في تأخره , فلا حرج عليه . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن إبراهيم : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في تعجله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخره . وقال آخرون : بل معناه : فمن تعجل في يومين فهو مغفور له لا إثم عليه , ومن تأخر كذلك . ذكر من قال ذلك : 3117 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : حدثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسرائيل , عن ثوير , عن أبيه , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : ليس عليه إثم . 3118 - وحدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال ثنا سفيان , عن حماد . عن إبراهيم , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } أي غفر له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : غفر له . * حدثنا أحمد بن حازم , قال : ثنا أبو نعيم , قال : ثنا مسعر , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } أي غفر له . * حدثنا أبو كريب , قال : ثنا المحاربي , وحدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد جميعا . عن سفيان , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : قد غفر له . 3119 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن سفيان , عن حماد , عن إبراهيم في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قد غفر له . * حدثنا ابن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن حماد , عن إبراهيم , عن عبد الله قال في هذه الآية : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برئ من الإثم . 3120 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا حماد بن سلمة , عن علي بن زيد , عن الحسن , عن ابن عمر : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : رجع مغفورا له . 3121 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن ليث , عن مجاهد في قوله : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : قد غفر له . 3122 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا سفيان , عن جابر , عن أبي عبد الله , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : قد غفر له , إنهم يتأولونها على غير تأويلها , إن العمرة لتكفر ما معها من الذنوب فكيف بالحج ؟ . 3123 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسرائيل , عن أبي حصين , عن إبراهيم وعامر : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قالا : غفر له . 3124 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : ثني من أصدقه , عن ابن مسعود قوله : { فلا إثم عليه } قال : خرج من الإثم كله { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برئ من الإثم كله , وذلك في الصدر عن الحج . قال ابن جريج : وسمعت رجلا يحدث عن عطاء بن أبي رباح , عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : فلا إثم عليه , قال . غفر له , ومن تأخر فلا إثم عليه , قال : غفر له . 3125 - حدثني أحمد بن حازم , قال : ثنا أبو نعيم , قال . ثنا أسودين سوادة القطان , قال : سمعت معاوية بن قرة قال : يخرج من ذنوبه . وقال آخرون : معنى ذلك : فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه فيما بينه وبين السنة التي بعدها . ذكر من قال ذلك : 3126 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة , قال : سألت مجاهدا عن قول الله عز وجل : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : لمن في الحج , ليس عليه إثم حتى الحج من عام قابل . وقال آخرون : بل معناه . فلا إثم عليه إن اتقى الله فيما بقي من عمره . ذكر من قال ذلك : 3127 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا أبو جعفر الرازي , عن الربيع بن أنس , عن أبي العالية : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقي . 3128 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن المغيرة , عن إبراهيم , مثله . * وحدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , عن أبي العالية , مثله . 3129 - حدثني يونس , قاله : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله . { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : لمن اتقى بشرط . 3130 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } لا جناح عليه , ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلا جناح عليه لمن اتقى ; وكان ابن عباس يقول : وددت أني من هؤلاء ممن يصيبه اسم التقوى . 3131 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج : هي في مصحف عبد الله : لمن اتقى الله . 3132 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } فلا حرج عليه , يقول اتقى معاصي الله عز وجل . وقال آخرون : بل معنى ذلك : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق فلا إثم عليه , أي فلا حرج عليه في تعجيله النفر إن هو اتقى قتل الصيد حتى ينقضي اليوم الثالث , ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلم ينفر فلا حرج عليه . ذكر من قال ذلك : 3133 - حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين , قال : ثنا هشيم , قال : أخبرنا محمد بن أبي صالح : لمن اتقى أن يصيب شيئا من الصيد حتى يمضي اليوم الثالث . 3134 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } ولا يحل له أن يقتل صيدا حتى تخلو أيام التشريق . وقال آخرون : بل معناه : فمن تعجل في يومين من أيام التشريق فنفر فلا إثم عليه , أي مغفور له . ومن تأخر فنفر في اليوم الثالث فلا إثم عليه , أي مغفور له إن اتقى على حجه أن يصيب فيه شيئا نهاه الله عنه . ذكر من قال ذلك : 3135 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , فال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { لمن اتقى } قال : يقول لمن اتقى على حجه . قال قتادة : ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه , أو ما سلف من ذنبه . وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال : تأويل ذلك : فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه , لحط الله ذنوبه , إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده . ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول , فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه , وإن كان اتقى الله في حجه بأدائه بحدوده . وإنما قلنا أن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " وأنه قال صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة " . 3136 - حدثني عبد الله بن سعيد الكندي , قال : ثنا أبو خالد الأحمر , قال : ثنا عمرو بن قيس , عن عاصم , عن شقيق , عن عبد الله , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة " . * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا الحكم بن بشير , عن عمرو بن قيس , عن عاصم , عن زر , عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . 3137 - حدثنا الفضل بن الصباح , قال : . ثنا ابن عيينة , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث , أو خبث الحديد " . 3138 - حدثنا إبراهيم بن سعد , قال : ثنا سعيد بن عبد الحميد , قال : ثنا ابن أبي الزناد , عن موسى بن عقبة , عن صالح مولى التوأمة , عن ابن عباس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك " . وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب , مما ينبئ عنه أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله , فهو خارج من ذنوبه , كما قال جل ثناؤه : { فلا إثم عليه لمن اتقى } الله في حجه . فكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضع عن أن معنى قوله جل وعز : { فلا إثم عليه } أنه خارج من ذنوبه , محطوطة عنه آثامه , مغفورة له أجرامه . وأنه لا معنى لقول من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني , ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث ; لأن الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله , أو فيما كان عليه عمله , فيرخص له في تركه بوضع الحرج عنه في تركه . فأما ما على العامل عمله فلا وجه لوضع الحرج عنه فيه إن هو عمله , وفرضه عمله , لأنه محال أن يكون المؤدي فرضا عليه حرجا بأدائه , فيجوز أن يقال : قد وضعنا عنك فيه الحرج . وإذ كان ذلك كذلك , وكان الحاج لا يخلو عند من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه , أو فلا جناح عليه من أن يكون فرضه النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق , فوضع عنه الحرج في المقام , أو أن يكون فرضه المقام إلى اليوم الثالث , فوضع عنه الحرج في النفر في اليوم الثاني , فإن يكن فرضه في اليوم الثاني من أيام التشريق المقام إلى اليوم الثالث منها , فوضع عنه الحرج في نفره في اليوم الثاني منها , وذلك هو التعجيل الذي قيل : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } فلا معنى لقوله على تأويل من تأول ذلك : { فلا إثم عليه } فلا جناح عليه , { ومن تأخر فلا إثم عليه } لأن المتأخر إلى اليوم الثالث إنما هو متأخر عن أداء فرض عليه تارك قبول رخصة النفر , فلا وجه لأن يقال : لا حرج عليك في مقامك على أداء الواجب عليك , لما وصفنا قبل , أو يكون فرضه في اليوم الثاني النفر , فرخص له في المقام إلى اليوم الثالث ; فلا معنى أن يقال : لا حرج عليك في تعجلك النفر الذي هو فرضك وعليك فعله للذي قدمنا من العلة وكذلك لا معنى لقول من قال : معناه : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } ولا حرج عليه في نفره ذلك , إن اتقى قتل الصيد إلى انقضاء اليوم الثالث ; لأن ذلك لو كان تأويلا مسلما لقائله لكان في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } ما يبطل دعواه , لأنه لا خلاف بين الأمة في أن الصيد للحاج بعد نفره من منى في اليوم الثالث حلال , فما الذي من أجله وضع عنه الحرج في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } إذا هو تأخر إلى اليوم الثالث ثم نفر ؟ هذا مع إجماع الحجة على أن المحرم إذا رمى وذبح وحلق وطاف بالبيت فقد حل له كل شيء , وتصريح الرواية المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك , التي : 3139 - حدثنا بها هناد بن السري الحنظلي , قال : ثنا عبد الرحيم بن سليمان , عن حجاج , عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , عن عمرة قالت : سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها متى يحل المحرم ؟ فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رميتم وذبحتم وحلقتم حل لكم كل شيء إلا النساء " . قال : وذكر الزهري عن عمرة , عن عائشة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , مثله . وأما الذي تأول ذلك أنه بمعنى : لا إثم عليه إلى عام قابل فلا وجه لتحديد ذلك بوقت , وإسقاطه الإثم عن الحاج سنة مستقبلة , دون آثامه السالفة , لأن الله جل ثناؤه لم يحصر ذلك على نفي إثم وقت مستقبل بظاهر التنزيل , ولا على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام , بل دلالة ظاهر التنزيل تبين عن أن المتعجل في اليومين والمتأخر لا إثم على كل واحد منهما في حاله التي هو بها دون غيرها من الأحوال , والخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يصرح بأنه بانقضاء حجه على ما أمر به خارج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . ففي ذلك من دلالة ظاهر التنزيل , وصريح قول الرسول صلى الله عليه وسلم دلالة واضحة على فساد قول من قال : معنى قوله : { فلا إثم عليه } فلا إثم عليه من وقت انقضاء حجه إلى عام قابل . فإن قال لنا قائل : ما الجالب اللام في قوله : { لمن اتقى } وما معناها ؟ قيل : الجالب لها معنى قوله . { فلا إثم عليه } لأن في قوله : { فلا إثم عليه } معنى حططنا ذنوبه وكفرنا آثامه , فكان في ذلك معنى : جعلنا تكفير الذنوب لمن اتقى الله في حجه , فترك ذكر جعلنا تكفير الذنوب اكتفاء بدلالة قوله : { فلا إثم عليه } . وقد زعم بعض نحويي البصرة أنه كأنه إذا ذكر هذه الرخصة فقد أخبر عن أمر , فقال : { لمن اتقى } أي هذا لمن اتقى . وأنكر بعضهم ذلك من قوله , وزعم أن الصفة لا بد لها من شيء تتعلق به , لأنها لا تقوم بنفسها , ولكنها فيما زعم من صلة " قول " متروك , فكان معنى الكلام عنده " قلنا " : ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى , وقام قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } مقام القول . وزعم بعض أهل العربية أن موضع طرح الإثم في المتعجل , فجعل في المتأخر , وهو الذي أدى ولم يقصر , مثل ما جعل على المقصر , كما يقال في الكلام : إن تصدقت سرا فحسن , وإن أظهرت فحسن . وهما مختلفان , لأن المتصدق علانية إذا لم يقصد الرياء فحسن , وإن كان الإسرار أحسن وليس في وصف حالتي المتصدقين بالحسن وصف إحداهما بالإثم ; وقد أخبر الله عز وجل عن النافرين بنفي الإثم عنهما , ومحال أن ينفي عنهما إلا ما كان في تركه الإثم على ما تأوله قائلو هذه المقالة . وفي إجماع الجميع على أنهما جميعا لو تركا النفر وأقاما بمنى لم يكونا آثمين ما يدل على فساد التأويل الذي تأوله من حكينا عنه هذا القول . وقال أيضا : فيه وجه آخر , وهو معنى نهي الفريقين عن أن يؤثم أحد الفريقين الآخر , كأنه أراد بقوله : { فلا إثم عليه } لا يقل المتعجل للمتأخر : أنت آثم , ولا المتأخر للمتعجل أنت آثم بمعنى : فلا يؤثمن أحدهما الآخر . وهذا أيضا تأويل لقول جميع أهل التأويل مخالف , وكفى بذلك شاهدا على خطئه .
القول في تأويل قوله تعالى : { واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون } يعني بذلك جل ثناؤه : واتقوا الله أيها المؤمنون فيما فرض عليكما من فرائضه , فخافوه في تضييعها والتفريط فيها , وفيما نهاكم عنه في حجكم ومناسككما أن ترتكبوه أو تأتوه وفيما كلفكم في إحرامكم لحجكم أن تقصروا في أدائه والقيام به , ولعلموا أنكم إليه تحشرون , فمجازيكم هو بأعمالكم , المحسن منكم بإحسانه , والمسيء بإساءته , وموف كل نفس منكم ما عملت وأنتم لا تظلمون .