الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ القول في تأويل قوله تعالى : { الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } يقول الله جل ثناؤه : اعلم يا محمد أن الحق ما أعلمك ربك وأتاك من عنده , لا ما يقول لك اليهود والنصارى . وهذا من الله تعالى ذكره خبر لنبيه عليه الصلاة والسلام عن أن القبلة التي وجهه نحوها هي القبلة الحق التي كان عليها إبراهيم خليل الرحمن , ومن بعده من أنبياء الله عز وجل . يقول تعالى ذكره له : فاعمل بالحق الذي أتاك من ربك يا محمد ولا تكونن من الممترين , يعني بقوله , { فلا تكونن من الممترين } أي فلا تكونن من الشاكين في أن القبلة التي وجهتك نحوها قبلة إبراهيم خليلي عليه السلام وقبلة الأنبياء غيره كما : 1880 - حدثني المثنى , قال : حدثني إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , قال : قال الله تعالى ذكره لنبيه عليه الصلاة والسلام : { الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } يقول : لا تكن في شك أنها قبلتك وقبلة الأنبياء من قبلك 1881 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { فلا تكونن من الممترين } قال : من الشاكين ; قال : لا تشكن في ذلك . والممتري : مفتعل من المرية , والمرية هي الشك , ومنه قول الأعشى : تدر على أسؤق الممتري ن ركضا إذا ما السراب ارجحن فإن قال لنا قائل : أو كان النبي صلى الله عليه وسلم شاكا في أن الحق من ربه , أو في أن القبلة التي وجهه الله إليها حق من الله تعالى ذكره حتى نهي عن الشك في ذلك فقيل له : { فلا تكونن من الممترين } ؟ قيل : ذلك من الكلام الذي تخرجه العرب مخرج الأمر أو النهي للمخاطب به والمراد به غيره , كما قال جل ثناؤه : { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } 33 1 ثم قال : { واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا } 33 2 فخرج الكلام مخرج الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم والنهي له , والمراد به أصحابه المؤمنون به . وقد بينا نظير ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته .
القول في تأويل قوله تعالى : { الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } يقول الله جل ثناؤه : اعلم يا محمد أن الحق ما أعلمك ربك وأتاك من عنده , لا ما يقول لك اليهود والنصارى . وهذا من الله تعالى ذكره خبر لنبيه عليه الصلاة والسلام عن أن القبلة التي وجهه نحوها هي القبلة الحق التي كان عليها إبراهيم خليل الرحمن , ومن بعده من أنبياء الله عز وجل . يقول تعالى ذكره له : فاعمل بالحق الذي أتاك من ربك يا محمد ولا تكونن من الممترين , يعني بقوله , { فلا تكونن من الممترين } أي فلا تكونن من الشاكين في أن القبلة التي وجهتك نحوها قبلة إبراهيم خليلي عليه السلام وقبلة الأنبياء غيره كما : 1880 - حدثني المثنى , قال : حدثني إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , قال : قال الله تعالى ذكره لنبيه عليه الصلاة والسلام : { الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } يقول : لا تكن في شك أنها قبلتك وقبلة الأنبياء من قبلك 1881 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { فلا تكونن من الممترين } قال : من الشاكين ; قال : لا تشكن في ذلك . والممتري : مفتعل من المرية , والمرية هي الشك , ومنه قول الأعشى : تدر على أسؤق الممتري ن ركضا إذا ما السراب ارجحن فإن قال لنا قائل : أو كان النبي صلى الله عليه وسلم شاكا في أن الحق من ربه , أو في أن القبلة التي وجهه الله إليها حق من الله تعالى ذكره حتى نهي عن الشك في ذلك فقيل له : { فلا تكونن من الممترين } ؟ قيل : ذلك من الكلام الذي تخرجه العرب مخرج الأمر أو النهي للمخاطب به والمراد به غيره , كما قال جل ثناؤه : { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } 33 1 ثم قال : { واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا } 33 2 فخرج الكلام مخرج الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم والنهي له , والمراد به أصحابه المؤمنون به . وقد بينا نظير ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته .