وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ القول في تأويل قوله تعالى : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض } يعني بقوله جل ثناؤه : { وقالوا اتخذ الله ولدا } الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه , { وقالوا } معطوف على قوله : { وسعى في خرابها } . وتأويل الآية : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها , وقالوا اتخذ الله ولدا وهم النصارى الذين زعموا أن عيسى ابن الله ؟ فقال الله جل ثناؤه مكذبا قيلهم ما قالوا من ذلك ومنتفيا مما نحلوه وأضافوا إليه بكذبهم وفريتهم : { سبحانه } يعني بها : تنزيها وتبريئا من أن يكون له ولد , وعلوا وارتفاعا عن ذلك . وقد دللنا فيما مضى على معنى قول القائل : " سبحان الله " بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . ثم أخبر جل ثناؤه أن له ما في السموات والأرض ملكا وخلقا , ومعنى ذلك : وكيف يكون المسيح لله ولدا , وهو لا يخلو إما أن يكون في بعض هذه الأماكن إما في السموات , وإما في الأرض , ولله ملك ما فيهما ؟ ولو كان المسيح ابنا كما زعمتم لم يكن كسائر ما في السموات والأرض من خلقه وعبيده في ظهور آيات الصنعة فيه . كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ القول في تأويل قوله تعالى : { كل له قانتون } . اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معنى ذلك : مطيعون . ذكر من قال ذلك : 1534 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { كل له قانتون } مطيعون . 1535 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { كل له قانتون } قال : مطيعون , قال : طاعة الكافر في سجود ظله . 1536 - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد بمثله , إلا أنه زاد : بسجود ظله وهو كاره . 1537 - حدثنا موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { كل له قانتون } يقول : كل له مطيعون يوم القيامة . 1538 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : حدثني يحيى بن سعيد , عمن ذكره , عن عكرمة : { كل له قانتون } قال : الطاعة . 1539 - حدثت عن المنجاب بن الحارث , قال : ثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس : { قانتون } مطيعون . وقال آخرون : معنى ذلك كل له مقرون بالعبودية . ذكر من قال ذلك : 1540 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا يحيى بن واضح , قال : ثنا الحسين بن واقد , عن يزيد النحوي , عن عكرمة : { كل له قانتون } كل مقر له بالعبودية . وقال آخرون بما : 1541 - حدثني به المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { كل له قانتون } قال : كل له قائم يوم القيامة . والقنوت في كلام العرب معان : أحدها الطاعة , والآخر القيام , والثالث الكف عن الكلام والإمساك عنه . وأولى معاني القنوت في قوله : { كل له فانتون } الطاعة والإقرار لله عز وجل بالعبودية بشهادة أجسامهم بما فيها من آثار الصنعة , والدلالة على وحدانية الله عز وجل , وأن الله تعالى ذكره بارئها وخالقها . وذلك أن الله جل ثناؤه أكذب الذين زعموا أن لله ولدا بقوله : بل له ما في السموات والأرض ملكا وخلقا . ثم أخبر عن جميع ما في السموات والأرض أنها مقرة بدلالتها على ربها وخالقها , وأن الله تعالى بارئها وصانعها . وإن جحد ذلك بعضهم فألسنتهم مذعنة له بالطاعة بشهادتها له بآثار الصنعة التي فيها بذلك , وأن المسيح أحدهم , فأنى يكون لله ولدا وهذه صفته ؟ وقد زعم بعض من قصرت معرفته عن توجيه الكلام وجهته أن قوله : { كل له قانتون } خاصة لأهل الطاعة وليست بعامة . وغير جائز ادعاء خصوص في آية عام ظاهرها إلا بحجة يجب التسليم لها لما قد بينا في كتابنا : " كتاب البيان عن أصول الأحكام " . وهذا خبر من الله جل وعز عن أن المسيح الذي زعمت النصارى أنه ابن الله مكذبهم هو والسموات والأرض وما فيها , إما باللسان , وإما بالدلالة ; وذلك أن الله جل ثناؤه أخبر عن جميعهم بطاعتهم إياه وإقرارهم له بالعبودية عقيب قوله : { وقالوا اتخذ الله ولدا } فدل ذلك على صحة ما قلنا .
القول في تأويل قوله تعالى : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض } يعني بقوله جل ثناؤه : { وقالوا اتخذ الله ولدا } الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه , { وقالوا } معطوف على قوله : { وسعى في خرابها } . وتأويل الآية : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها , وقالوا اتخذ الله ولدا وهم النصارى الذين زعموا أن عيسى ابن الله ؟ فقال الله جل ثناؤه مكذبا قيلهم ما قالوا من ذلك ومنتفيا مما نحلوه وأضافوا إليه بكذبهم وفريتهم : { سبحانه } يعني بها : تنزيها وتبريئا من أن يكون له ولد , وعلوا وارتفاعا عن ذلك . وقد دللنا فيما مضى على معنى قول القائل : " سبحان الله " بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . ثم أخبر جل ثناؤه أن له ما في السموات والأرض ملكا وخلقا , ومعنى ذلك : وكيف يكون المسيح لله ولدا , وهو لا يخلو إما أن يكون في بعض هذه الأماكن إما في السموات , وإما في الأرض , ولله ملك ما فيهما ؟ ولو كان المسيح ابنا كما زعمتم لم يكن كسائر ما في السموات والأرض من خلقه وعبيده في ظهور آيات الصنعة فيه .
القول في تأويل قوله تعالى : { كل له قانتون } . اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معنى ذلك : مطيعون . ذكر من قال ذلك : 1534 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { كل له قانتون } مطيعون . 1535 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { كل له قانتون } قال : مطيعون , قال : طاعة الكافر في سجود ظله . 1536 - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد بمثله , إلا أنه زاد : بسجود ظله وهو كاره . 1537 - حدثنا موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { كل له قانتون } يقول : كل له مطيعون يوم القيامة . 1538 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : حدثني يحيى بن سعيد , عمن ذكره , عن عكرمة : { كل له قانتون } قال : الطاعة . 1539 - حدثت عن المنجاب بن الحارث , قال : ثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس : { قانتون } مطيعون . وقال آخرون : معنى ذلك كل له مقرون بالعبودية . ذكر من قال ذلك : 1540 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا يحيى بن واضح , قال : ثنا الحسين بن واقد , عن يزيد النحوي , عن عكرمة : { كل له قانتون } كل مقر له بالعبودية . وقال آخرون بما : 1541 - حدثني به المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { كل له قانتون } قال : كل له قائم يوم القيامة . والقنوت في كلام العرب معان : أحدها الطاعة , والآخر القيام , والثالث الكف عن الكلام والإمساك عنه . وأولى معاني القنوت في قوله : { كل له فانتون } الطاعة والإقرار لله عز وجل بالعبودية بشهادة أجسامهم بما فيها من آثار الصنعة , والدلالة على وحدانية الله عز وجل , وأن الله تعالى ذكره بارئها وخالقها . وذلك أن الله جل ثناؤه أكذب الذين زعموا أن لله ولدا بقوله : بل له ما في السموات والأرض ملكا وخلقا . ثم أخبر عن جميع ما في السموات والأرض أنها مقرة بدلالتها على ربها وخالقها , وأن الله تعالى بارئها وصانعها . وإن جحد ذلك بعضهم فألسنتهم مذعنة له بالطاعة بشهادتها له بآثار الصنعة التي فيها بذلك , وأن المسيح أحدهم , فأنى يكون لله ولدا وهذه صفته ؟ وقد زعم بعض من قصرت معرفته عن توجيه الكلام وجهته أن قوله : { كل له قانتون } خاصة لأهل الطاعة وليست بعامة . وغير جائز ادعاء خصوص في آية عام ظاهرها إلا بحجة يجب التسليم لها لما قد بينا في كتابنا : " كتاب البيان عن أصول الأحكام " . وهذا خبر من الله جل وعز عن أن المسيح الذي زعمت النصارى أنه ابن الله مكذبهم هو والسموات والأرض وما فيها , إما باللسان , وإما بالدلالة ; وذلك أن الله جل ثناؤه أخبر عن جميعهم بطاعتهم إياه وإقرارهم له بالعبودية عقيب قوله : { وقالوا اتخذ الله ولدا } فدل ذلك على صحة ما قلنا .