وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ القول في تأويل قوله تعالى : { وإذ أخذنا ميثاقكم } قال أبو جعفر : الميثاق : المفعال من الوثيقة إما بيمين , وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق . ويعني بقوله : { وإذ أخذنا ميثاقكم } الميثاق الذي أخبر جل ثناؤه أنه أخذ منهم في قوله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا } 2 83 الآيات الذي ذكر معها . وكان سبب أخذ الميثاق عليهم فيما ذكره ابن زيد ما : 930 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : لما رجع موسى من عند ربه بالألواح قال لقومه بني إسرائيل : إن هذه الألواح فيها كتاب الله , وأمره الذي أمركم به , ونهيه الذي نهاكم عنه , فقالوا : ومن يأخذه بقولك أنت ؟ لا والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول : هذا كتابي فخذوه ! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى فيقول : هذا كتابي فخذوه ؟ قال : فجاءت غضبة من الله فجاءتهم صاعقة فصعقتهم , فماتوا أجمعون . قال : ثم أحياهم الله بعد موتهم , فقال لهم موسى : خذوا كتاب الله ! فقالوا : لا , قال : أي شيء أصابكم ؟ قالوا : متنا ثم حيينا , قال : خذوا كتاب الله ! قالوا : لا . فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم , فقيل لهم : أتعرفون هذا ؟ قالوا : نعم , هذا الطور , قال : خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم ! قال : فأخذوه بالميثاق . وقرأ قول الله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا } حتى بلغ : { وما الله بغافل عما تعملون } 2 83 : 85 قال : ولو كانوا أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق . وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ القول في تأويل قوله تعالى : { ورفعنا فوقكم الطور } . قال أبو جعفر : وأما الطور فإنه الجبل في كلام العرب , ومنه قول العجاج : داني جناحيه من الطور فمر تقضي البازي إذا البازي كسر وقيل إنه اسم جبل بعينه . وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى . وقيل : أنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت . ذكر من قال : هو الجبل كائنا ما كان 931 - حدثني محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا , فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم , وقالوا حنطة . فنتق فوقهم الجبل - يقول : أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة , والطور بالسريانية : الجبل - تخويفا - أو خوفا , شك أبو عاصم - فدخلوا سجدا على خوف وأعينهم إلى الجبل , وهو الجبل الذي تجلى له ربه . 932 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : رفع الجبل فوقهم كالسحابة , فقيل لهم : لتؤمنن أو ليقعن عليكم , فآمنوا . والجبل بالسريانية : الطور . 933 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : حدثنا يزيد بن زريع , قال : حدثنا سعيد , عن قتادة قوله : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور } قال : الطور : الجبل , كانوا بأصله فرفع عليهم فوق رءوسهم , فقال : لتأخذن أمري أو لأرمينكم به . * - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { ورفعنا فوقكم الطور } قال : الطور : الجبل اقتلعه الله فرفعه فوقهم , فقال : { خذوا ما آتيناكم بقوة } فأقروا بذلك . 934 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر عن الربيع , عن أبي العالية : { ورفعنا فوقكم الطور } قال : رفع فوقهم الجبل يخوفهم به . 935 - حدثنا ابن وكيع , قال : حدثنا أبي , عن النضر , عن عكرمة , قال : الطور : الجبل . 936 - وحدثنا موسى , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : لما قال الله لهم : { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } فأبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم , فنظروا إليه وقد غشيهم , فسقطوا سجدا على شق , ونظروا بالشق الآخر . فرحمهم الله , فكشفه عنهم . فذلك قوله : { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة } 7 171 وقوله : { ورفعنا فوقكم الطور } . 937 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : الجبل بالسريانية : الطور . وقال آخرون : الطور : اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه . ذكر من قال ذلك : 938 - حدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال ابن عباس : الطور : الجبل الذي أنزلت عليه التوراة , يعني على موسى , وكانت بنو إسرائيل أسفل منه . قال ابن جريج : وقال لي عطاء : رفع الجبل على بني إسرائيل فقال : لتؤمنن به أو ليقعن عليكم , فذلك قوله : { كأنه ظلة } . وقال آخرون : الطور من الجبال : ما أنبت خاصة . ذكر من قال ذلك : 939 - حدثت عن المنجاب , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { الطور } قال : الطور من الجبال : ما أنبت , وما لم ينبت فليس بطور . خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ القول في تأويل قوله تعالى : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال أبو جعفر : اختلف أهل العربية في تأويل ذلك , فقال بعض نحويي أهل البصرة : هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له , وذلك أن معنى الكلام : ورفعنا فوقكم الطور وقلنا لكم خذوا ما آتيناكم بقوة , وإلا فقذفناه عليكم . وقال بعض نحويي أهل الكوفة : أخذ الميثاق قول فلا حاجة بالكلام إلى إضمار قول فيه , فيكون من كلامين غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من الكلام الذي هو بمعنى القول أن يكون معه أن كما قال الله جل ثناؤه : { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك } 71 1 قال : ويجوز أن تحذف أن . والصواب في ذلك عندنا أن كل كلام نطق به مفهوم به معنى ما أريد ففيه الكفاية من غيره , ويعني بقوله { خذوا ما آتيناكم } ما أمرناكم به في التوراة , وأصل الإيتاء : الإعطاء . ويعني بقوله : { بقوة } بجد تأدية ما أمرك فيه وافترض عليكم . كما : 940 - حدثت عن إبراهيم بن بشار , قال : حدثنا ابن عيينة , قال حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : تعلموا بما فيه . * - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 941 - وحدثني المثنى قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : طاعة . 942 - وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرازق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : القوة : الجد , وإلا قذفته عليكم . قال : فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة . 943 - وحدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو , قال حدثنا أسباط , عن السدي : { بقوة } يعني بجد واجتهاد . 944 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد وسألته عن قول الله : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : خذوا الكتاب الذي جاء به موسى يصدق ويحق . فتأويل الآية إذا : خذوا ما اقترضناه عليكم في كتابنا من الفرائض فاقبلوه واعملوا باجتهاد منكم في أدائه من غير تقصير ولا توان . وذلك هو معنى أخذهم إياه بقوة بجد . وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ القول في تأويل قوله تعالى : { واذكروا ما فيه لعلكم تتقون } . قال أبو جعفر : يعني : واذكروا ما فيما آتيناكم من كتابنا من وعد ووعيد شديد وترغيب وترهيب , فاتلوه واعتبروا به وتدبروه إذا فعلتم ذلك كي تتقوا وتخافوا عقابي بإصراركم على ضلالكم فتنتهوا إلى طاعتي وتنزعوا عما أنتم عليه من معصيتي . كما : 945 - حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , قال : حدثنا ابن إسحاق , عن داود بن الحصين , عن عكرمة عن ابن عباس : { لعلكم تتقون } قال : تنزعون عما أنتم عليه . والذي آتاهم الله هو التوراة . كما : 946 - حدثني المثنى , قال حدثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { اذكروا ما فيه } يقول : اذكروا ما في التوراة . 947 - كما حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { اذكروا ما فيه } يقول : أمروا بما في التوراة . * - وحدثني يونس , قال أخبرنا ابن وهب , قال سألت ابن زيد عن قول الله : { واذكروا ما فيه } قال : اعملوا بما فيه طاعة لله وصدق , قال : وقال اذكروا ما فيه لا تنسوه ولا تغفلوه .
القول في تأويل قوله تعالى : { وإذ أخذنا ميثاقكم } قال أبو جعفر : الميثاق : المفعال من الوثيقة إما بيمين , وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق . ويعني بقوله : { وإذ أخذنا ميثاقكم } الميثاق الذي أخبر جل ثناؤه أنه أخذ منهم في قوله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا } 2 83 الآيات الذي ذكر معها . وكان سبب أخذ الميثاق عليهم فيما ذكره ابن زيد ما : 930 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : لما رجع موسى من عند ربه بالألواح قال لقومه بني إسرائيل : إن هذه الألواح فيها كتاب الله , وأمره الذي أمركم به , ونهيه الذي نهاكم عنه , فقالوا : ومن يأخذه بقولك أنت ؟ لا والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول : هذا كتابي فخذوه ! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى فيقول : هذا كتابي فخذوه ؟ قال : فجاءت غضبة من الله فجاءتهم صاعقة فصعقتهم , فماتوا أجمعون . قال : ثم أحياهم الله بعد موتهم , فقال لهم موسى : خذوا كتاب الله ! فقالوا : لا , قال : أي شيء أصابكم ؟ قالوا : متنا ثم حيينا , قال : خذوا كتاب الله ! قالوا : لا . فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم , فقيل لهم : أتعرفون هذا ؟ قالوا : نعم , هذا الطور , قال : خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم ! قال : فأخذوه بالميثاق . وقرأ قول الله : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا } حتى بلغ : { وما الله بغافل عما تعملون } 2 83 : 85 قال : ولو كانوا أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق .
القول في تأويل قوله تعالى : { ورفعنا فوقكم الطور } . قال أبو جعفر : وأما الطور فإنه الجبل في كلام العرب , ومنه قول العجاج : داني جناحيه من الطور فمر تقضي البازي إذا البازي كسر وقيل إنه اسم جبل بعينه . وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى . وقيل : أنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت . ذكر من قال : هو الجبل كائنا ما كان 931 - حدثني محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا , فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم , وقالوا حنطة . فنتق فوقهم الجبل - يقول : أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة , والطور بالسريانية : الجبل - تخويفا - أو خوفا , شك أبو عاصم - فدخلوا سجدا على خوف وأعينهم إلى الجبل , وهو الجبل الذي تجلى له ربه . 932 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : رفع الجبل فوقهم كالسحابة , فقيل لهم : لتؤمنن أو ليقعن عليكم , فآمنوا . والجبل بالسريانية : الطور . 933 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : حدثنا يزيد بن زريع , قال : حدثنا سعيد , عن قتادة قوله : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور } قال : الطور : الجبل , كانوا بأصله فرفع عليهم فوق رءوسهم , فقال : لتأخذن أمري أو لأرمينكم به . * - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { ورفعنا فوقكم الطور } قال : الطور : الجبل اقتلعه الله فرفعه فوقهم , فقال : { خذوا ما آتيناكم بقوة } فأقروا بذلك . 934 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر عن الربيع , عن أبي العالية : { ورفعنا فوقكم الطور } قال : رفع فوقهم الجبل يخوفهم به . 935 - حدثنا ابن وكيع , قال : حدثنا أبي , عن النضر , عن عكرمة , قال : الطور : الجبل . 936 - وحدثنا موسى , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : لما قال الله لهم : { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } فأبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم , فنظروا إليه وقد غشيهم , فسقطوا سجدا على شق , ونظروا بالشق الآخر . فرحمهم الله , فكشفه عنهم . فذلك قوله : { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة } 7 171 وقوله : { ورفعنا فوقكم الطور } . 937 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : الجبل بالسريانية : الطور . وقال آخرون : الطور : اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه . ذكر من قال ذلك : 938 - حدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال ابن عباس : الطور : الجبل الذي أنزلت عليه التوراة , يعني على موسى , وكانت بنو إسرائيل أسفل منه . قال ابن جريج : وقال لي عطاء : رفع الجبل على بني إسرائيل فقال : لتؤمنن به أو ليقعن عليكم , فذلك قوله : { كأنه ظلة } . وقال آخرون : الطور من الجبال : ما أنبت خاصة . ذكر من قال ذلك : 939 - حدثت عن المنجاب , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { الطور } قال : الطور من الجبال : ما أنبت , وما لم ينبت فليس بطور .
القول في تأويل قوله تعالى : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال أبو جعفر : اختلف أهل العربية في تأويل ذلك , فقال بعض نحويي أهل البصرة : هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له , وذلك أن معنى الكلام : ورفعنا فوقكم الطور وقلنا لكم خذوا ما آتيناكم بقوة , وإلا فقذفناه عليكم . وقال بعض نحويي أهل الكوفة : أخذ الميثاق قول فلا حاجة بالكلام إلى إضمار قول فيه , فيكون من كلامين غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من الكلام الذي هو بمعنى القول أن يكون معه أن كما قال الله جل ثناؤه : { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك } 71 1 قال : ويجوز أن تحذف أن . والصواب في ذلك عندنا أن كل كلام نطق به مفهوم به معنى ما أريد ففيه الكفاية من غيره , ويعني بقوله { خذوا ما آتيناكم } ما أمرناكم به في التوراة , وأصل الإيتاء : الإعطاء . ويعني بقوله : { بقوة } بجد تأدية ما أمرك فيه وافترض عليكم . كما : 940 - حدثت عن إبراهيم بن بشار , قال : حدثنا ابن عيينة , قال حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : تعلموا بما فيه . * - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 941 - وحدثني المثنى قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : طاعة . 942 - وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرازق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : القوة : الجد , وإلا قذفته عليكم . قال : فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة . 943 - وحدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو , قال حدثنا أسباط , عن السدي : { بقوة } يعني بجد واجتهاد . 944 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد وسألته عن قول الله : { خذوا ما آتيناكم بقوة } قال : خذوا الكتاب الذي جاء به موسى يصدق ويحق . فتأويل الآية إذا : خذوا ما اقترضناه عليكم في كتابنا من الفرائض فاقبلوه واعملوا باجتهاد منكم في أدائه من غير تقصير ولا توان . وذلك هو معنى أخذهم إياه بقوة بجد .
القول في تأويل قوله تعالى : { واذكروا ما فيه لعلكم تتقون } . قال أبو جعفر : يعني : واذكروا ما فيما آتيناكم من كتابنا من وعد ووعيد شديد وترغيب وترهيب , فاتلوه واعتبروا به وتدبروه إذا فعلتم ذلك كي تتقوا وتخافوا عقابي بإصراركم على ضلالكم فتنتهوا إلى طاعتي وتنزعوا عما أنتم عليه من معصيتي . كما : 945 - حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , قال : حدثنا ابن إسحاق , عن داود بن الحصين , عن عكرمة عن ابن عباس : { لعلكم تتقون } قال : تنزعون عما أنتم عليه . والذي آتاهم الله هو التوراة . كما : 946 - حدثني المثنى , قال حدثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { اذكروا ما فيه } يقول : اذكروا ما في التوراة . 947 - كما حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { اذكروا ما فيه } يقول : أمروا بما في التوراة . * - وحدثني يونس , قال أخبرنا ابن وهب , قال سألت ابن زيد عن قول الله : { واذكروا ما فيه } قال : اعملوا بما فيه طاعة لله وصدق , قال : وقال اذكروا ما فيه لا تنسوه ولا تغفلوه .