يَا بَنِي القول في تأويل قوله تعالى : { يا بني إسرائيل } قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : { يا بني إسرائيل } : يا ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ; وكان يعقوب يدعى إسرائيل , بمعنى عبد الله وصفوته من خلقه ; وإيل هو الله ; وإسرا : هو العبد , كما قيل جبريل بمعنى عبد الله . وكما : 666 - حدثنا ابن حميد , حدثنا جرير عن الأعمش , عن إسماعيل بن رجاء , عن عمير مولى ابن عباس , عن ابن عباس : إن إسرائيل كقولك عبد الله . 667 - وحدثنا ابن حميد , قال : حدثنا جرير , عن الأعمش , عن المنهال , عن عبد الله بن الحارث , قال : إيل : الله بالعبرانية . وإنما خاطب الله جل ثناؤه بقوله : { يا بني إسرائيل } أحبار اليهود من بني إسرائيل الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنسبهم جل ذكره إلى يعقوب , كما نسب ذرية آدم إلى آدم , فقال : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } 7 31 وما أشبه ذلك . وإنما خصهم بالخطاب في هذه الآية والتي بعدها من الآي التي ذكرهم فيها نعمه , وإن كان قد تقدم ما أنزل فيهم وفي غيرهم في أول هذه السورة ما قد تقدم أن الذي احتج به من الحجج والآيات التي فيها أنباء أسلافهم وأخبار أوائلهم , وقصص الأمور التي هم بعلمها مخصوصون دون غيرهم من سائر الأمم ليس عند غيرهم من العلم بصحته , وحقيقته مثل الذي لهم من العلم به إلا لمن اقتبس علم ذلك منهم . فعرفهم بإطلاع محمد على علمها مع بعد قومه وعشيرته من معرفتها , وقلة مزاولة محمد صلى الله عليه وسلم دراسة الكتب التي فيها أنباء ذلك , أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى علم ذلك إلا بوحي من الله وتنزيل منه ذلك إليه ; لأنهم من علم صحة ذلك بمحل ليس به من الأمم غيرهم . فلذلك جل ثناؤه خص بقوله : { يا بني إسرائيل } خطابهم كما : 668 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله : { يا بني إسرائيل } قال : يا أهل الكتاب للأحبار من يهود . إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ القول في تأويل قوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } قال أبو جعفر : ونعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل جل ذكره اصطفاؤه منهم الرسل , وإنزاله عليهم الكتب , واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضراء من فرعون وقومه , إلى التمكين لهم في الأرض , وتفجير عيون الماء من الحجر , وإطعام المن والسلوى . فأمر جل ثناؤه أعقابهم أن يكون ما سلف منه إلى آبائهم على ذكر , وأن لا ينسوا صنيعه إلى أسلافهم وآبائهم , فيحل بهم من النقم ما أحل بمن نسي نعمه عنده منهم وكفرها وجحد صنائعه عنده . كما : 669 - حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } أي آلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه . 670 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { اذكروا نعمتي } قال : نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرسل , وأنزل عليهم الكتب . 671 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } يعني نعمته التي أنعم على بني إسرائيل فيما سمى وفيما سوى ذلك , فجر لهم الحجر , وأنزل عليهم المن والسلوى , وأنجاهم عن عبودية آل فرعون . 672 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { نعمتي التي أنعمت عليكم } قال : نعمه عامة , ولا نعمة أفضل من الإسلام , والنعم بعد تبع لها . وقرأ قول الله { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم } 49 17 الآية . وتذكير الله الذين ذكرهم جل ثناؤه بهذه الآية من نعمه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , نظير تذكير موسى صلوات الله عليه أسلافهم على عهده الذي أخبر الله عنه أنه قال لهم , وذلك قوله : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } 5 20 عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ القول في تأويل قوله تعالى : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال أبو جعفر : قد تقدم بياننا معنى العهد فيما مضى من كتابنا هذا واختلاف المختلفين في تأويله والصواب عندنا من القول فيه . وهو في هذا الموضع عهد الله ووصيته التي أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن يبينوا للناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول , وأنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة أنه نبي الله , وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند الله . { أوف بعهدكم } وعهده إياهم : أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة , كما قال جل ثناؤه : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } 5 12 الآية , وكما قال : { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } 7 156 : 157 الآية . وكما : 673 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة بن الفضل , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وأوفوا بعهدي } الذي أخذت في أعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم . { أوف بعهدكم } : أي أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتباعه , بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال التي كانت في أعناقكم بذنوبكم التي كانت من أحداثكم . 674 - وحدثنا المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : عهده إلى عباده : دين الإسلام أن يتبعوه . { أوف بعهدكم } يعني الجنة . 675 - وحدثنا موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : { أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } أما أوفوا بعهدي : فما عهدت إليكم في الكتاب , وأما أوف بعهدكم : فالجنة , عهدت إليكم أنكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنة . 676 - وحدثني القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : ذلك الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } 5 12 إلى آخر الآية . فهذا عهد الله الذي عهد إليهم , وهو عهد الله فينا , فمن أوفى بعهد الله وفى الله له بعهده . 677 - وحدثت عن المنجاب , قال : حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } يقول : أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره { أوف بعهدكم } يقول : أرض عنكم وأدخلكم الجنة . 678 - وحدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : أوفوا بأمري , أوف بالذي وعدتكم , وقرأ : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } حتى بلغ : { ومن أوفى بعهده من الله } 9 111 قال : هذا عهده إليكم الذي عهده لهم . بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ القول في تأويل قوله تعالى : { وإياي فارهبون } قال أبو جعفر : وتأويل قوله : { وإياي فارهبون } وإياي فاخشوا , واتقوا أيها المضيعون عهدي من بني إسرائيل والمكذبون رسولي الذي أخذت ميثاقكم فيما أنزلت من الكتب على أنبيائي أن تؤمنوا به وتتبعوه , أن أحل بكم من عقوبتي , إن لم تنيبوا وتتوبوا إلي باتباعه والإقرار بما أنزلت إليه ما أحللت بمن خالف أمري وكذب رسلي من أسلافكم . كما : 679 - حدثني به محمد بن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وإياي فارهبون } أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره . 680 - وحدثنا المثنى بن إبراهيم , قال : حدثني آدم العسقلاني , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { وإياي فارهبون } يقول : فاخشون . 681 - وحدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : { وإياي فارهبون } بقول : وإياي فاخشون .
القول في تأويل قوله تعالى : { يا بني إسرائيل } قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : { يا بني إسرائيل } : يا ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ; وكان يعقوب يدعى إسرائيل , بمعنى عبد الله وصفوته من خلقه ; وإيل هو الله ; وإسرا : هو العبد , كما قيل جبريل بمعنى عبد الله . وكما : 666 - حدثنا ابن حميد , حدثنا جرير عن الأعمش , عن إسماعيل بن رجاء , عن عمير مولى ابن عباس , عن ابن عباس : إن إسرائيل كقولك عبد الله . 667 - وحدثنا ابن حميد , قال : حدثنا جرير , عن الأعمش , عن المنهال , عن عبد الله بن الحارث , قال : إيل : الله بالعبرانية . وإنما خاطب الله جل ثناؤه بقوله : { يا بني إسرائيل } أحبار اليهود من بني إسرائيل الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنسبهم جل ذكره إلى يعقوب , كما نسب ذرية آدم إلى آدم , فقال : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } 7 31 وما أشبه ذلك . وإنما خصهم بالخطاب في هذه الآية والتي بعدها من الآي التي ذكرهم فيها نعمه , وإن كان قد تقدم ما أنزل فيهم وفي غيرهم في أول هذه السورة ما قد تقدم أن الذي احتج به من الحجج والآيات التي فيها أنباء أسلافهم وأخبار أوائلهم , وقصص الأمور التي هم بعلمها مخصوصون دون غيرهم من سائر الأمم ليس عند غيرهم من العلم بصحته , وحقيقته مثل الذي لهم من العلم به إلا لمن اقتبس علم ذلك منهم . فعرفهم بإطلاع محمد على علمها مع بعد قومه وعشيرته من معرفتها , وقلة مزاولة محمد صلى الله عليه وسلم دراسة الكتب التي فيها أنباء ذلك , أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى علم ذلك إلا بوحي من الله وتنزيل منه ذلك إليه ; لأنهم من علم صحة ذلك بمحل ليس به من الأمم غيرهم . فلذلك جل ثناؤه خص بقوله : { يا بني إسرائيل } خطابهم كما : 668 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله : { يا بني إسرائيل } قال : يا أهل الكتاب للأحبار من يهود .
القول في تأويل قوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } قال أبو جعفر : ونعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل جل ذكره اصطفاؤه منهم الرسل , وإنزاله عليهم الكتب , واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضراء من فرعون وقومه , إلى التمكين لهم في الأرض , وتفجير عيون الماء من الحجر , وإطعام المن والسلوى . فأمر جل ثناؤه أعقابهم أن يكون ما سلف منه إلى آبائهم على ذكر , وأن لا ينسوا صنيعه إلى أسلافهم وآبائهم , فيحل بهم من النقم ما أحل بمن نسي نعمه عنده منهم وكفرها وجحد صنائعه عنده . كما : 669 - حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } أي آلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه . 670 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { اذكروا نعمتي } قال : نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرسل , وأنزل عليهم الكتب . 671 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } يعني نعمته التي أنعم على بني إسرائيل فيما سمى وفيما سوى ذلك , فجر لهم الحجر , وأنزل عليهم المن والسلوى , وأنجاهم عن عبودية آل فرعون . 672 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { نعمتي التي أنعمت عليكم } قال : نعمه عامة , ولا نعمة أفضل من الإسلام , والنعم بعد تبع لها . وقرأ قول الله { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم } 49 17 الآية . وتذكير الله الذين ذكرهم جل ثناؤه بهذه الآية من نعمه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , نظير تذكير موسى صلوات الله عليه أسلافهم على عهده الذي أخبر الله عنه أنه قال لهم , وذلك قوله : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } 5 20
القول في تأويل قوله تعالى : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال أبو جعفر : قد تقدم بياننا معنى العهد فيما مضى من كتابنا هذا واختلاف المختلفين في تأويله والصواب عندنا من القول فيه . وهو في هذا الموضع عهد الله ووصيته التي أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن يبينوا للناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول , وأنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة أنه نبي الله , وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند الله . { أوف بعهدكم } وعهده إياهم : أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة , كما قال جل ثناؤه : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } 5 12 الآية , وكما قال : { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } 7 156 : 157 الآية . وكما : 673 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة بن الفضل , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وأوفوا بعهدي } الذي أخذت في أعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم . { أوف بعهدكم } : أي أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتباعه , بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال التي كانت في أعناقكم بذنوبكم التي كانت من أحداثكم . 674 - وحدثنا المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : عهده إلى عباده : دين الإسلام أن يتبعوه . { أوف بعهدكم } يعني الجنة . 675 - وحدثنا موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : { أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } أما أوفوا بعهدي : فما عهدت إليكم في الكتاب , وأما أوف بعهدكم : فالجنة , عهدت إليكم أنكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنة . 676 - وحدثني القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : ذلك الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } 5 12 إلى آخر الآية . فهذا عهد الله الذي عهد إليهم , وهو عهد الله فينا , فمن أوفى بعهد الله وفى الله له بعهده . 677 - وحدثت عن المنجاب , قال : حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } يقول : أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره { أوف بعهدكم } يقول : أرض عنكم وأدخلكم الجنة . 678 - وحدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } قال : أوفوا بأمري , أوف بالذي وعدتكم , وقرأ : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } حتى بلغ : { ومن أوفى بعهده من الله } 9 111 قال : هذا عهده إليكم الذي عهده لهم .
القول في تأويل قوله تعالى : { وإياي فارهبون } قال أبو جعفر : وتأويل قوله : { وإياي فارهبون } وإياي فاخشوا , واتقوا أيها المضيعون عهدي من بني إسرائيل والمكذبون رسولي الذي أخذت ميثاقكم فيما أنزلت من الكتب على أنبيائي أن تؤمنوا به وتتبعوه , أن أحل بكم من عقوبتي , إن لم تنيبوا وتتوبوا إلي باتباعه والإقرار بما أنزلت إليه ما أحللت بمن خالف أمري وكذب رسلي من أسلافكم . كما : 679 - حدثني به محمد بن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وإياي فارهبون } أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره . 680 - وحدثنا المثنى بن إبراهيم , قال : حدثني آدم العسقلاني , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله : { وإياي فارهبون } يقول : فاخشون . 681 - وحدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : { وإياي فارهبون } بقول : وإياي فاخشون .