الوقاية من الحب و العشق
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
el rebel
| المصدر :
www.startimes2.com
بسم الله الرحمن الرحيم واللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب أسمى المعاني في الحياة ولولا الحب ماكان للحياة جمال ولامعنى وقالوا
في معنى الحب هو تعلق الانسان بشيئ لايستطيع مفارقته فإذا حل ولامحالة في
القلب فهناك حلول وضعها الاسلام للعلاج والوقاية
يروى عن الأصمعي أنّه وجد في الصحراء حجراً كُتب عليه هذا البيت:
يا معشر العشاق بالله خبِّروا ...... إذا حلَّ عشق بالفتى كيف يصنع
فكتب تحته:
يداري هـواه ثمَّ يكتم سرَّه ....... ويخشع في كلِّ الأمور ويخضع
وجد أحد الصالحين رجلاً يبكي فسأله لم البكاء؟ فقال: أبكي على حبيب فقدتُه. فقال له: هلا أحببت من لا تفقدُه أبداً.
في هذه القصة القصيرة مغازٍ عديدة أهمها:
أنّ الله سبحانه وتعالى يستحقُّ أن يُحَبَّ، فهو وليُّ النعمة وصاحب الفضل وميزان العدل وأهل التقوى والمنقذ من كل المصائب والمحن... وعدّد ما شئت من صفات، فليجرب الواحد منا أن يحب الله وأن يصرِّح له ويبوح له بذلك ويقول: أحبك ربي...
عندئذ سيعرف معنى الحب الحقيقي ومعنى الحب الخالد
لعلاج العشق والحب
أولاً- غض البصر من قبل الطرفين:
فمنافذ الكون إلى القلب تكمن في السمع والبصر؛ ولكن الإسلام طلب منا أن نغضَّ أبصارنا عن المحرَّمات حولنا لأنها أسرع دخولاً وأقوى تأثيراً، وتفعل بالقلوب فعل الملح في الطعام وفعل السحر بالأشياء، ولربما تلاعبت بالقلوب كما تتلاعب الأفعال بالأسماء لذلك جاء الأمر الرباني بقوله تعالى:
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )
فوائد غض البصر:
1- طاعة لله سبحانه وتعالى وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
2- حفظ القلب من السهام المسمومة والتي قد تورد الإنسان الهلاك فبحر الهوى إذا ما مدّ أغرق،
إنّ الذين يغضُّون أبصارهم يعيشون لذّة في قلوبهم ما بعدها لذّة؛ لأن الله سبحانه قد وعد من ترك شيئاً له سبحانه بأن يعوَّضُ بأحسن منه.
ثانياً-دفع الخواطر الطارئة على القلب بالانشغال عنها
والاشتغال عن هذه الخواطر يكون بالعبادات والعلم والأذكار والصحبة الصالحة.
ثالثاً - عدم الاختلاط إلاَّ لضرورة:
لأنّ من طَبع الرجل الميل إلى المرأة فإذا كانت أمامه فإنّه سيتولد في قلبه ميلٌ لها وهذا أول أسباب الحب والتعلق فعَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكتُ بَعْدِي فِتنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِن النِّسَاءِ».
رابعا- الزواج
:
الأولى أن توضع المحبة في إطارها الصحيح والشرعي فعَن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَم نَرَ لِلمُتَحَابَّينِ مِثْلَ النِّكَاحِ )
وبذلك يكون الإسلام جمع للمتحابَّين قمم الحب كلها وخفف عنهم ما يلاقونه من أسى وحزن ولوعة.
خامسا- استعينوا بالصبر والصلاة والصيام
من المهم أنّ يعرف الإنسان أنه ضعيف وبحاجة في كل أحواله إلى الاستعانة بالله سبحانه وتعالى.
وإذا وصل الإنسان إلى كنه الاستعانة سيتحول صبره وما يلاقيه من ألم سروراً لأنّه أطاع الله سبحانه وتعالى ولم يعصه.
فالصلاة والاستعانة بالصبر والهروب إلى المسجد والإلحاح بالدعاء لكفيلون بأن ينقلوا الإنسان من حاله هذه إلى حالة أفضل وأحسن.
-
سادسا- مراعاة الحقوق الثلاثة حق الله وحق الأسرة وحق النفس
:
فالمسلم لا يعيش وحيداً في الكون؛ بل هو كتلة من الكتل المحيطة به، فهو ينتمي إلى مجتمع وأسرة ودين، ويتصف بصفة العزة وعدم الذلة، ولا بد أن يراعي هذه الحالات الثلاثة أثناء تصرفاته المختلفة كما فعل يوسف عليه السلام عندما دعته امراة العزيز فقال: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )
فراعى حق الله سبحانه وتعالى بأنه يراقبه ويراه، وراعى حق البيت الذي تربّى فيه فما ينبغي أن يهينه أو يذله أو يضعه في موقف حرج وراعى حق نفسه بأن لا يوردها مورد الهالكين والظالمين.