الإيدز .. كيف عالجه الإسلام؟ رؤية جديدة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : عبد الدائم الكحيل | المصدر : www.kaheel7.com

الإيدز .. كيف عالجه الإسلام؟ رؤية جديدة

تقول الإحصائيات إن الدول الإسلامية هي الأقل تضرراً من وباء الإيدز، ويؤكدون أن سبب ذلك يعود لتعاليم الإسلام القوية والصارمة والتي ساهمت بشكل مباشر من الحد من هذا الوباء، وهذا يؤكد أن الإسلام دين الرحمة..، لنقرأ....



تعتبر الأمراض الجنسية من أكثر الأمراض صعوبة في العلاج. كما تؤكد المراجع الطبية على أن هذه الأمراض المعدية هي الأكثر انتشاراً في العالم. فلا غرابة إذا علمنا أنه كل عام يُصاب بمرض السيلان أكثر من ربع مليار إنسان في العالم!

من الأمراض الخطيرة التي تسببها العلاقات الجنسية المحرمة مرض الهربز الذي يعد من أخطر الأمراض الجنسية نظراً لسرعة العدوى به، فهو ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر بالمريض واستعمال أدواته الخاصة. وبنتيجة تفشي الفواحش والإعلان بها تفشت أمراض جديدة لم نسمع بها من قبل، مثل الورم القنبيطي المؤتف، والمليساء الرخوية السارية وغير ذلك كثير.

وصدق الله سبحانه وتعالى عندما حدثنا عن عواقب الزنا ومساوئه فقال: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) [الإسراء: 32]. و صدق حبيب الرحمن صلّى الله عليه وسلم عندما قال: (ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت) [رواه الطبراني]. والسؤال: لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أشياء من عند نفسه، إذن كيف عرف بأنه ستظهر أمراض تؤدي للموت مثل الإيدز؟

فيروس نقص المناعة المكتسب – الإيدز. هذا الفيروس الذي لا يكاد يُرى حتى بأضخم المجاهر الإلكترونية فقطره يبلغ واحد على عشرة آلاف من الميليمتر، وعلى الرغم من صغره فقد سبب موت ملايين البشر في سنوات قليلة بسبب الفاحشة وما نتج عنها، فهل نعتبر نحن المسلمون، ونعتز بتعاليم ديننا الذي حمانا من هذا الوباء المهلك؟

إحصائيات

تخبرنا الأمم المتحدة بأن هنالك في العالم 14 ألف شخص يُصابون بالإيدز وذلك كل يوم!!! ونصف هذا العدد من النساء، ومن هؤلاء 2000 طفل وطفلة! ونحن نقول كل يوم، فتأمل هذه الأعداد الضخمة. إن الخسارات التي سيسببها هذا المرض في عام 2008 هي 22 بليون دولار! لقد حصد الإيدز حتى اليوم (منذ 1980 وحتى نهاية 2005) أكثر من 27 مليون إنسان منهم رجال ونساء وأطفال، وفي عام 2005 فقط فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم، وهنالك أكثر من 40 مليون شخص يعيشون مع هذا الفيروس وسوف يموتون عاجلاً أم آجلاً.

يمثل نسب توزع المصابين بالإيدز اليوم (2005) في العالم تبعاً للأمم المتحدة، ونلاحظ أنه يوجد اليوم 40 مليون مصاب بالإيدز في مختلف بلدان العالم، كما نلاحظ أن العالم العربي والإسلامي شبه خال من هذا الوباء، ألا تظن معي أن الإسلام بتعاليمه فقط استطاع أن يحمي المؤمن من هذا الفيروس، حيث عجز الغرب بوسائله وأدواته وإمكاناته؟

كيف يصل الفيروس للجسم؟

إن السبب المباشر هو الاتصال الجنسي أو الشذوذ الجنسي، ويمكن أن يدخل هذا الفيروس من شخص مصاب به إلى آخر عن طريق اللعاب من خلال التقبيل، أو عن طريق الدم في الجروح في الجلد أو عن طريق الأغشية المخاطية في الأنف مثلاً. كما بينت الدراسات الجديدة أن الإيدز ينتشر من خلال دموع العين، أما البول والبراز والعرق فلا تحوي هذا الفيروس. حتى إن الأم المصابة بالفيروس سوف تنقل الإصابة إلى طفلها الرضيع من خلال الحليب.

 

صورة بالمجهر الإلكتروني لفيروس الإيدز HIV-1 وتوضح أن هذا الفيروس صغير جداً وضعيف جداً ولكنه سلاح إلهي موجه ضد من يرتكب الفواحش ويعلن بها، وقد عجز الباحثون على الرغم من المليارات التي أنفقوها عن علاج لهذا الفيروس الحقير!! مصدر الصورة

 http://phil.cdc.gov/phil/home.asp

أعراض هذا المرض

وتقول الدراسات الطبية أن الفيروس قد يبقى في الجسم 15 عاماً قبل أن يمارس هجومه. ويبدأ هذا المرض غالباً بما يشبه الأنفلونزا ثم يتطور إلى صداع وتعب شديد، وهنالك أناس لا تظهر عليهم أية أعراض للمرض، إنما يباغتهم بشكل مفاجئ. ثم يتطور المرض على شكل عقد لمفاوية.

ومعظم الأعراض تكون قبل المرض بأشهر مثل التعب والإعياء والسعال الجاف وذات الرئة والحمى والعرق المتكرر وفقدان الوزن ولطخات ملونة في الجلد أو في الأنف أو اللسان. بالإضافة إلى إسهال حاد وفقدان ذاكرة وكآبة واضطرابات عصبية متنوعة وتقرحات جلدية وشرجية.

 

صورة لبعض نتائج الإيدز وهي التقرحات الجلدية السرطانية التي تفتك بصاحبها بسبب فيروس الإيدز، فهذا الفيروس يفقد الجسم مناعته ويفقده القدرة على مواجهة الأمراض، وكأن الله تعالى يريد أن يعطينا إشارة إلى أن جسدك هذا قد أكرمك الله به لتستخدمه في سبيل الخير وتحافظ عليه وسيمنحك الله القوة، أما الذين يرتكبون الفواحش ويعلنون بها فقد سلَّط الله عليهم أضعف مخلوق ليفقدهم قوتهم ومناعتهم، وهذه نتيجة من لا يستجيب لنداء الله ويعصي أمره.

عمل الفيروس

لدى بدء عمل الفيروس في الجسم يلاحظ أن عدد الخلايا المقاومة في الدم CD4+ T ينخفض من 1200 خلية إلى 200 خلية فقط في الميليمتر المكعب من الدم. وهذا يعني أن مقاومة الجسم لأي مرض قد انخفضت كثيراً ومن السهل أن يصاب بالعديد من الأمراض في الدماغ والأمعاء والعيون والرئتين بالإضافة إلى العديد من السرطانات.

لا يخفى على أحد الأمراض الخطيرة والتي ظهرت حديثاً كنتيجة للشذوذ الجنسي والزنا وما نتج عنها من تعاطي للمخدرات، حتى إن الأمراض الجنسية تُعتبر الأشد فتكاً والأكثر وجعاً وألماً. وقد نعجب إذا علمنا أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حدثنا عن هذا الأمر قبل حدوثه بأربعة عشر قرناً.

يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. وهذا الحديث يعني أن الفاحشة أي الزنا وما شابهه من شذوذ جنسي إذا ما تفشّى في قوم وانتشر وأعلنوا به، فلا بدّ أن تنتشر الأمراض التي لم تكن معروفة أو مألوفة من قبل، وهذا ما حدث فعلاً.

لقد كان من أخطر نتائج الفواحش والزنا في العصر الحديث ما يسمى بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، كما تسببت كثرة الفواحش بالعديد من الأمراض مثل الزهري والسيلان ومرض الهربس الذي ظهر كوباء جنسي واسع الانتشار، حتى إن معدل الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة بلغ أكثر من نصف مليون إصابة.

 

يحاول العلماء باستمرار دراسة فيروس الإيدز ومعرفة الأسرار الكثيرة التي يحملها، فيستخدمون المجهر الإلكتروني والمخابر المتطورة وينفقون المليارات من الدولارات، ويسخرون كل طاقتهم وعلى الرغم من ذلك يعجزون عن محاربة مخلوق لا يكاد يُرى!! فكيف سيواجه هؤلاء الملحدون رب العالمين سبحانه وتعالى يوم القيامة؟؟ وماذا سيقولون له؟ إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!!

الدول الإسلامية هي الأقل تضرراً والسبب هو القرآن!!!

يقول الباحثون اليوم إن الدول الإسلامية هي الأقل تضرراً من هذا الفيروس بسبب تعاليم الإسلام التي تحرم بشدة الزنا والاختلاط والنظر إلى المحرمات. وانظروا معي يا أحبتي إلى هذه الآيات التي تهذب النفوس وتخوف عباد الله من عواقب الزنا، هذا هو قرآننا وهذه هو ديننا:

1- أسوأ سبيل هو سبيل الزنا، وقد أثبت العلماء العواقب الوخيمة للفواحش بأنواعها، ولذلك يقول تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32]. تأملوا معي كم كانت هذه الآية سبباً في إبعاد المؤمنين عن طريق الفاحشة، وكم لها من أثر نفسي عميق على نفس المؤمن، مما ساهم في خفض الإصابة بالإيدز إلى حدود تقترب من الصفر. ولو قمنا بإحصائية على الأناس الذين يطبقون في حياتهم هذه الآيات ويسلكون طريق الله القويم، لوجدنا أن نسبة الإصابة بالأمراض الجنسية لديهم صفراً! وهذا يدل على صدق قول الحبيب عليه الصلاة والسلام عندما أكد أن الفاحشة إذا ظهرت فسوف تظهر معها الأمراض، صدقت يا رسول الله!

2- يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية وعلماء النفس وكذلك الباحثون في الأخلاق الطبية أن أفضل طريقة لعلاج ظاهرة تفشي الزنا وزنا المحارم والشذوذ الجنسي هي أن يفكر الإنسان بالنتائج السلبية لهذا السلوك، وأن يخاطب نفسه ويقرر أنه سيغير منهجه ويحاول كتابة ذلك على ورقة ويكتب فيها أنه لن يصرّ على هذا السلوك بل يسعى للتغيير. ونقول أليس هذا ما أمرنا به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟ انظروا معي إلى هذه الآية الرائعة، والتي كانت سبباً (مع بقية الآيات) في إبعاد المسلمين عن الزنا والفواحش، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].

3- يحاول العلماء اليوم وضع حلول للحد من انتشار الإيدز، ويتفقون على أن أفضل طريقة هي الابتعاد عن الفواحش بأنواعها. ويؤكدون أن تخويف الزاني هي الطريقة المثلى لمنعه من ممارسة الفاحشة، وهذا ما فعله القرآن! ولكن العلماء يخوفون الناس من عواقب الزنا ويقفون عند حد الإصابة بالإيدز ومن ورائه الموت، وهذه الوسيلة كانت غير فعالة على الإطلاق فلم تساهم في الحد من انتشار الإيدز وبقيت المعدلات مرتفعة، لأن هذا النوع من التخويف لا يؤثر في النفوس.

ولكن الله تعالى الذي خلق الأنفس وهو أعلم بها وبما يصلحها قد خوَّفها بطريقة تستجيب لها مباشرة، فقال: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) [الفرقان: 68-69]. انظروا معي إلى هذا التخويف المرعب: (وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) فالنفس قد تتحمل الموت أو الإصابة بالإيدز أو غيرها من الأمراض، ولكنها لن تتحمل أبداً الخلود في العذاب المهين. والدليل على فعالية الأمر الإلهي أن الإحصائيات تقول إن أقل نسبة إصابة بالإيدز هي في الدول الإسلامية، وهذا دليل مادي ملموس على قوة تعاليم الإسلام.

ولكن علماء النفس أيضاً يقترحون تقنية ثانية وهي مبدأ الترغيب، أي أن نرغّب الناس ونوضح لهم النتائج الإيجابية للعزوف عن الزنا والابتعاد عن الفواحش والشذوذ، وذلك من خلال أن نشرح لهم الحياة النقية والهادئة والصحة السليمة التي سيحصل عليها فيما لو ابتعد عن الفاحشة.

وسبحان الله! هذا ما فعله القرآن في الآية التالية، يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 70]. وأقول بالله عليكم: هل الدين الذي ينهى أتباعه عن الفاحشة ويريد لهم الحياة السليمة والصحة الجيدة، ويريد لهم النقاء والطهارة والبعد عن الأمراض والقلق والتوتر النفسي، هل مثل هذا الدين يصلح أن نسميه دين إرهاب؟ إنه دين محبة وتسامح وأخلاق ومودة.

حادثة عجيبة

إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد جرت معه حادثة عجيبة عندما جاءه رجل يستأذنه أن يسمح له بالزنا! فكيف عالج النبي الرحيم هذا الخلل؟ لم يوبّخه، ولم يشتمه ولم يضربه، بل كان معا رحيماً رؤؤفاً فقال له: (هل ترضاه لأمك)؟

وهنا تحركت عاطفة الرجل وقال: لا يا رسول الله! ويتابع الحبيب الأعظم تركيزه على هذا الجانب النفسي والعاطفي فيقول: (هل ترضاه لابنتك)؟ ويكرر الرجل رفضه لهذا الأمر. ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم يعدد له أقرب الناس إليه ويخاطب بذلك فطرته السليمة فيقول: (هل ترضاه لعمتك، لخالتك، لأختك ...) حتى أصبح الرجل يكره الزنا بعد هذه الأسئلة.

ويقول عندها النبي الكريم: (وكذلك الناس لا يرضونه لأهلهم)!! ويخرج الرجل قانعاً مطمئناً، وهذا هو الأسلوب النبوي في علاج الأمراض المستعصية، فأين هم علماء الاجتماع والتربية اليوم من هذا الأسلوب النبوي الرائع في علاج أمراض النفس؟

يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور: 21].

ملاحظات:

لقد وردتنا بعض الملاحظات من الإخوة الأفاضل ونود أن نشير إليها في عجالة:

1- أثبت العلماء حديثاً أن الختان يقلل كثيراً من احتمال الإصابة بالإيدز، ويقي الإنسان من هذا المرض الخطير، وهذا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً.

2- كما أثبت العلماء أن الإيدز ينتقل بطرق أخرى غير جنسية مثل نقل الدم والإبر الملوثة، ولذلك يجب الانتباه إلى ذلك.

3- تشير الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية إلى أن حالات الإصابة بالإيدز في العالم العربي والإسلامي تزداد، وذلك بسبب الابتعاد عن التعاليم الإسلامية، ولذلك نرجو الانتباه إلى خطورة هذه الظاهرة، وأن نحافظ على أولادنا وبناتنا، وأفضل طريقة أن نعمم ثقافة القرآن الكريم والالتزام بتعاليمه لأنه هو الحل الأمثل لمشاكلنا وهمومنا.

ـــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com