خبر وتعليق: أنفلونزا الخنازير
إنه مرض جديد يُضاف لسلسلة الأمراض الجديدة التي لم نسمع بها من قبل، وهو مرض قاتل جاء بسبب انتشار أكل لحم الخنزير، لنقرأ ونحمد الله تعالى على أن جعلنا مسلمين....
خبر مرعب!
قتلت سلالة جديدة من أنفلونزا الخنازير لم تعرف من قبل ما يصل إلى 61 شخصاً في المكسيك وانتشرت إلى الولايات المتحدة حيث أفادت تقارير أنها أصابت العديد من الناس. وقالت حكومة المكسيك اليوم إن 16 شخصاً على الأقل توفوا بسبب المرض في وسط البلاد وإنه قد يكون مسؤولاً أيضاً عن 45 حالة وفاة أخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس الذي قتل 12 على الأقل من الضحايا في المكسيك له نفس التركيب الجيني لسلالة اكتشفت في ولاية كاليفورنيا الأميركية. ومع انتقال أنفلونزا الخنازير بين الناس ثارت المخاوف من تفش كبير في أميركا الشمالية واضطرت حكومة المكسيك إلى إغلاق المدارس أمام ملايين التلاميذ في العاصمة والمناطق المحيطة.
يقول وزير الصحة خوسيه إنجيل كوردوبا إنه فيروس تحوَّر من الخنازير ثم عند مرحلة ما نقل إلى البشر. ويبدو الفيروس في البداية أقرب لفيروس أنفلونزا الخنازير لكن تحليلاً أدق أظهر أنه خليط لم يعرف من قبل من فيروسات أنفلونزا الخنازير والبشر والطيور. ويمكن أن تنتقل أنفلونزا الخنازير أحيانا إلى البشر من الخنازير لكن نادراً ما عرف من قبل أنها انتقلت من إنسان لآخر.
وأصابت السلالة الجديدة سبعة أشخاص في كاليفورنيا وتكساس لكنهم تعافوا جميعا وقالت المكسيك إن لديها ما يقرب من ألف حالة مشتبه فيها. وعلى مستوى العالم تقتل الأنفلونزا الموسمية من 25000 إلى 50000 شخص سنوياً.
وحذرت الحكومة المكسيكية الناس من المصافحة أو تبادل القبلات عند تحية بعضهم البعض أو تقاسم الطعام أو استخدام نفس الأكواب أو السكاكين خشية انتقال عدوى الأنفلونزا. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنها على اتصال يومي بالسلطات الأميركية والكندية والمكسيكية وإنها نشطت مركز العمليات الصحية الإستراتيجية لديها وهو مركز تابع للمنظمة يختص بالتعامل مع الأحداث الصحية العامة الخطيرة.
أنفلونزا الخنازير قد تتحول إلى وباء عالمي
قالت مدير عام منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان: إن إصابات أنفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة يمكن أن تتطور لتصبح وباءً عالمياً. إن تلك الإصابات خطيرة جدا، ويجب أن يتم مراقبة الوضع بشكل حثيث وعن قرب، فالمرض قادر على التحول إلى وباء لأن العدوى تنتقل بين البشر. وبخاصة أن هذا الفيروس له قدرة على الانتشار ويتغير بسرعة ولا يمكن التكهن بسلوكه.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أبدت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" قلقها البالغ من الوباء، وقال، ريتشارد بيسر، المدير بالوكالة للجهاز الأمريكي" الوضع يتطور سريعاً.. هذا شيء نحن قلقون للغاية بشأنه."
ويشار إلى أن "فيروس أنفلونزا الخنازير" من نفس سلالة فيروس الأنفلونزا التقليدي الذي يصيب البشر بالملايين سنوياً، إلا أن فصيلته لا تصيب سوى الخنازير، أو الأشخاص الذين لهم ارتباط مباشر بهذه الحيوانات. وتعمل السلطات الأمريكية على إيجاد المزيد من الإصابات بالمرض.
وقد وضعت منظمة الصحة العالمية التحذير من المرض كوباء جديد، عند المرتبة الثالثة، من مقياس من ستة درجات لتحديد مدى خطورة انتشاره ، وهو ما يعني "انعدام أو محدودية انتقاله كعدوى من شخص لأخر." ولكن بعد ذلك بأيام وضعت المؤشر عند المرتبة الخامسة "على شفير الوباء".
ويشير التاريخ إلى نمط زمني محدد لانتشار الأنفلونزا كوباء، ويحدث كل عشرين عاماً، وكان آخرها عام 1968. وفي هذا السياق، قال د. جي شتاينبيرغ، أخصائي الأمراض المعدية بمستشفى "إيمروي"الجامعة في أتلانتا: "أقول وأنا على ثقة مائة في المائة أن نوعاً جديداً من الأنفلونزا ستنتشر كوباء.. إلا أن ما لا أستطيع الجزم به هو توقيت حدوث ذلك."
صورة لفيروس الأنفلونزا وتتفاوت أعراض "أنفلونزا الخنازير" من ارتفاع الحرارة، الخمول، فقدان الشهية، السعال، جريان الأنف، التهاب الحنجرة، الغثيان، والتقيؤ بالإضافة إلى الإسهال، وفق "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض" الأمريكية. وينتشر الفيروس بشكل مرعب اليوم ويصيب المئات، وربما يقتل الملايين في زمن قصير! نسأل الله العافية.
تعليق إيماني
من قبل لم نكن نسمع بمثل هذه الأمراض... السارس، أنفلونزا الطيور، جنون البقر، الإيدز، أنفلونزا الخنازير... إنها أمراض مستحدثة لم يكن موجودة في الأجيال السابقة، لماذا؟
لو نظرنا اليوم إلى خريطة العالم نلاحظ أن هذه الأمراض تنتشر بشكل أساسي في الدول غير الإسلامية، وبعد مدة تتسرب إلى بعض الدول الإسلامية، فما هي حقيقة الأمر؟
1- إن الله تعالى تعهد لكل من يعرض عن ذكر الله تعالى أنه سيعيش حياة ضنكى! واليوم نجد هؤلاء الناس يجاهرون بالمعاصي ويجحدون نعمة الله، بل وينكرون وجود الخالق جل جلاله. فما هي النتيجة؟ إنها هذه الأمراض التي نراها اليوم، وهناك أمراض أخرى مثل الاكتئاب الذي يؤدي إلى انتحار 800000 شخص كل عام، معظمهم من غير المسلمين! فهل نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام؟
2- كذلك فإن نبينا صلى الله عليه وسلم تعهد لأولئك الزناة الذين يرتكبون الفواحش ولا يدينون دين الحق، ويعلنون بالفاحشة، أنهم ستصيبهم الأمراض التي لم تكن قد خلت في أسلافهم الذين مضوا. وهذه عاقبة كل من يعصي أمر الله وأمر رسوله.
3- إن الله تعالى عندما حرَّم أكل لحم الخنزير إنما حرَّمه لأنه ضار للإنسان، وهذا دليل مادي على ذلك نراه اليوم. فهذا الفيروس "أنفلونزا الخنازير" لم يكن لينتشر لولا تربية الناس للخنزير وأكلهم للحومه وشحمه المليء بالأضرار الطبية. ومن هنا ندرك لماذا حرم الله أكل الخنزير، والله أعلم.
4- أحبتي في الله! هل سأل الملحدون أنفسهم لماذا لا تنتشر مثل هذه الأمراض القاتلة في الدول الإسلامية؟ ونقول لهم إن السبب بسيط جداً، وهو أن تعاليم الإسلام جاءت لتُسعد الإنسان وتضمن له الحياة المطمئنة والصحية.
5- جاء على موقع CNN هذا التعليق: "وشل الفيروس الفتاك كافة مظاهر الحياة في العاصمة، مكسيكو سيتي، حيث أغلقت المؤسسات التعليمية تحسباً من انتشار الفيروس، وحظر "مجلس الأمن القومي الصحي" التجمعات ومشاركة الجمهور في كافة مباريات كرة القدم" .. انظروا يا أحبتي كيف أن فيروساً لا يُرى يبثّ الرعب في قلوب الملايين! ألا ترى معي عزيزي القارئ قدرة الله تتجلى في أضعف مخلوقاته؟!
6- عندما ابتعد الناس عن هذه التعاليم الإلهية بدأت الأمراض تفتك بهم، بدأ الاحتباس الحراري نتيجة التبذير الحضاري، وبدأ التلوث يفتك بالكائنات الحية في البر والبحر، وبدأت الكوارث الطبيعية والأعاصير والزلازل والتسونامي تضرب في كل مكان...
لاحظوا معي أن مثل هذه الأمراض تبدأ دائماً في دول إباحية، والمكسيك دولة تتميز بشواطئ طويلة ومنتجعات يُمارس فيها كل أنواع الفاحشة، بالإضافة إلى تناول لحم الخنزير بشراهة! وأؤكد أن كل من يبتعد عن تعاليم الله تعالى لابدّ أن يُصاب بالأمراض القاتلة، وهذا ما نراه وسوف نرى المزيد إذا لم يتوبوا إلى الله تعالى.
7- في العالم الإسلامي نجد بعض هذه الأمراض تتسرب ولو بشكل قليل، والسبب هو ابتعاد المسلمين عن تعاليم القرآن، وتقليدهم للغرب في كل شيء، ولذلك ينبغي علينا العودة إلى القرآن وتطبيق كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم سواء اتفق مع الغرب أم لم يتفق، لأن هذه التعاليم صادرة من إله عليم حكيم، هو أعلم بنفوس عباده، وأعلم بمصلحتهم.
ولا أجد في هذا الموقف خيراً من هذه الآية الكريمة التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة ما نراه اليوم! هذه الآية خاطبت النبي قبل أربعة عشر قرناً وأخبرته أن هؤلاء الملحدين أصحاب الأموال والعلم والتكنولوجيا، سوف تكون هذه الأموال وسيلة لتعذيبهم في الدنيا... وأنه لا ينبغي لنا أن ننبهر بحضارتهم، لأن حضارتهم وتقدمهم العلمي سوف يكون هو السبب في تعاستهم، وسوف تزهق أنفسهم من الأمراض والاضطرابات النفسية... وهم بالفعل يعترفون أن الحضارة المزيفة والترف والتبذير سيكون سبباً في هلاكهم! يقول تعالى: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 56]. أليست هذه الآية دليلاً مادياً ملموساً على صدق كتاب الله تعالى؟!