لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً لاثنى عشر خليفة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
الأستاذ طارق عبده إسماعيل
| المصدر :
www.55a.net
لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً لاثنى عشر خليفة
بقلم الأستاذ طارق عبده إسماعيل
باحث ومعالج في الطب النبوي
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):
(لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً لاثنى عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :
(لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنى عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة وكلهم من قريش) ( صحيح بن داود )
. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن خلفاءه من بعده الذين تجتمع عليهم الأمة في إمامتهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُ كل المسلمين هم إثنى عشر خليفة من قريش وكما سموهم الفقهاء بالأئمة العظماء – أئمة جماعة المسلمين كافة. وذكر بن كثير في تفسيره الجزء الثاني الصفحة اثنين وثلاثون أن هؤلاء الأئمة الإثنى عشر الذين تجتمع عليهم الأمة قد بشر بهم الله سبحانه في التوراة 0 ففي التوراة
(( إن الله يقيم من صلب إسماعيل أثنى عشر عظماً أي عظيماً ))
ومعلوم أن قريش هي من نسل إسماعيل عليه السلام وإسماعيل عليه السلام لم يكن من نسله أنبياء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما العظماء فلا شك أنهم هم الأنثى عشر خليفة القرشيين المذكورين بالأحاديث الذين ملكوا الدنيا كلها ودانت لهم بمسلميها وكافريها حتى خضع لهم ملوك أهل الكتاب أيضا ولهذا ذكرتهم التوراة بالعظماء. وفي كتب التاريخ والسير والتفاسير نجد أن هناك إجماع على أن الأئمة الخلفاء الذين اجتمعت عليهم الأمة المسلمة ( جماعة المسلمين ) هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ثم أفترق المسلمين حتى تنازل عن الأمر الحسن بن علي رضي الله عنهما لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما واجتمع المسلمين مرة أخرى على إمام أعظم وخليفة جامع وسُمي هذا العام بعام الجماعة كما في صحيح البخاري ثم بعد موت معاوية رضي الله عنه لم يجتمع المسلمون على إمام واحد فكان يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير ثم بعد موت يزيد وقتل ابن الزبير وموت مروان بن الحكم أجتمع المسلمين مرة أخرى علي يد عبد الملك بن مروان ومن بعده الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك. وبهذا يسير العدد إحدى عشر خليفة إمام جامع لكافة المسلمين في الأرض ثم بعد ذلك أفترق المسلمين ولم يجتمعوا على إمام واحد. فبعد موت هشام بن عبد الملك ظهرت الدولة العباسية وأمرائها إلى جانب الدولة الأموية التي تقلصت بعد ذلك بالأندلس ثم دويلات هنا وهناك ولم يجتمع المسلمين على إمام واحد وتوالت قرون التفرق والاختلاف والشقاق حتى الدولة العثمانية أيضاً، كان هناك دول ورؤؤس للمسلمين هنا وهناك في وجودها كالمغرب والهند وإفريقيا وغيرها وإلى يومنا هذا لم يحدث اجتماع للمسلمين كافة على إمام وخليفة جامع. ولن يكون ذلك إلا في آخر الزمان كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خليفة وأمير آخر الزمان الذي سيصلي خلفه المسيح عليه السلام هو بلا شك الخليفة الثاني عشر الذي تتم وتختم به هذه المنظومة العظيمة في إمامة المسلمين والأرض كافة بحكم السماء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم فيقوم أميرهم تعال صلي لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة)) (156) صحيح مسلم.
فهذه هي طائفة الخلفاء الظاهرين على الحق المقاتلين في سبيل الله إلى يوم القيامة لأن أخرهم الثاني عشر سيكون في أواخر ظهور علامات الساعة وأحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام. وهذه هي ما تعنيه كلمة لا تزال في الكلام عن الطائفة المنصورة من بداية الخلافة من بعد رسول الله صلى الله إلى أحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام ستكون - اثنى عشر خليفة من قريش كلهم تجتمع عليهم الأمة يقاتلون على الحق ظاهرين وهذا ما تعنيه الأحاديث الأخرى التي تقول أنهم سيكونون بالشام لأن ثمانية خلفاء من الأنثى عشر كان مقر حكمهم لكافة المسلمين ومجريات عظائمهم بالشام وهو معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك أبن مروان والوليد بن عبد الملك وسلميان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك، ثم خليفة آخر الزمان المعروف بالمهدي ستكون إقامته هو كذلك وأعظم فتوحاته بالشام أيضا وهي (الملحمة) وكذلك أشرف مرتبة ينولها وهي صلاة المسيح عليه السلام خلفه بالشام أيضاً، وهذا كله من فضائل الشام المذكورة بكثير من الأحاديث الأخرى. وهؤلاء هم الأئمة الإثنى عشر الخلفاء العظام الذين ملكوا الدنيا بأسرها ودانت لهم بمسلميها وكافريها وليس كما توهم بعض الناس في غيرهم من أناس من أهل البيت رضوان الله عليهم لم ينتظم لهم أمر حكم ولا إمامة ولا خلافه باستثناء سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما دونه من أهل البيت رضوان الله عليهم عاشوا وماتوا وهم مأمومين بالخلفاء الذين ذكرناهم راضي بحكمهم مقاتلين في سبيل الله تحت إمرتهم كما فعل الحسن بن علي رضي الله عنهما وتنازل لمعاوية رضي الله عنه. وكذلك طلب الحسين رضي الله عنه من قاتليه أن يتركوه يذهب ليقاتل في سبيل الله كعامة المسلمين، وأنه لم يأتي ليشق عصى المسلمين ويفرقهم وكان ما كان من الظالمين المعتدين، إلا أن أهل الفتن والأهواء يريدوا غير ذلك ويظنوا أنهم بكذبهم ووهمهم أنهم مهتدون. وبقي لنا أن نذكر في آخر موضوعنا هذا أن لفظ إمام وأئمة مذكور في القرآن الكريم أثنى عشر مرة أيضاً بنفس عدد الأئمة الإثنى عشر المذكورين في الأحاديث التي ذكرناها وأحداثهم عبر التاريخ وهذا من الإعجاز العددي في القرآن الكريم وإليكم هذه الآيات :
- البقرة آية رقم ( 124) – التوبة آية رقم ( 12) – الحجر آية (79 )
هود آية رقم (17 ) – الفرقان آية رقم ( 74 )– الأحقاف آية (12)
الإسراء آية (71 ) - القصص آية رقم (5 ) – القصص آية ( 41)
الأنبياء آية ( 73 ) – السجدة – آية (24) – يس آية رقم (12)
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين