إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/102 . (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) النساء/1 . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) الأحزاب70/71 . أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى نبينا محمد وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . ثم أما بعد .. فحياكم الله جميعا أيها الأخوة الأخيار ، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته ، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفي في جنته ودار مقامته إنه ولى ذلك ومولاه .. أحبتي في الله : كان من المنتظر أن يكون لقاؤنا اليوم مع سورة الحجرات كعادتنا لكنني استخرت الله عز وجل في أن يكون هذا اللقاء بمثابة المقدمة والتوطئة بين يدي رمضان والله أسأل أن يبلغنا رمضان وأن يبارك لنا فيه . فمن الحتم اللازم على أهل العلم أن يهيئوا النفوس الشاردة وأن يهيئوا القلوب الغافلة لاستقبال هذا الشهر الكريم ، وهذا الموسم العظيم إنه ربيع أمة سيد النبيين واسمحوا لي أن أدع الأمر هكذا لفضل الله تبارك وتعالى دون ما تحديد لمجموعة من العناصر أو المحاور كما اعتدت في الغالب ، فإنا نترك الأمر لفضل الله جل وعلا ، والله أسأل أن يتكرم علينا بفضله ورحمته ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .. أيها الحبيب اللبيب : المؤمن يفرح بقدوم شهر رمضان ، أما المنافق يتأذى كل الأذى بقدوم شهر رمضان ، هاهو ترمومتر حساس دقيق ، يستطيع الآن كل مسلم أن يقيس به إيمانه من عدمه أو من ضعفه ، المؤمن يفرح بمواسم الطاعة ، يفرح بمواسم الخير ، لأن المؤمن الصادق لا يفرح إلا بفضل الله ، وهل هناك فضل يفوق فضل الله تبارك وتعالى علينا في هذا الشهر العظيم الكريم الذي فرض علينا صيامه وسن لنا نبينا قيامه ؟ لا والله . فلقد اصطفى ربنا شهر رمضان من بين سائر الشهور فكرمه ، إذ أنزل فيه القرآن وفرض على الأمة صيامه ، وكلف نبيه أن يسن للأمة قيامه ، الفرح الحقيقي ليس في المال ، ليس في الجاه والغنى والسلطان ، ليس في الدنيا وبكن الفرح الحقيقي في فضل الله تبارك وتعالى قال جل جلاله : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس/58) أرأيت لو غاب لك حبيب ، لو سافر ولدك للدراسة هنا أو هنالك وغاب عن عينك شهوراً طويلة عاما إلا قليلا ، وهاهو يتصل عليك ، ليبشرك بقدومه كيف سيكون استقبالك لحبيبك ؟ كيف يكون استقبالك لولدك الغائب عن عينك وبصرك ؟ أتصور أن الفرحة لا يستطيع بليغ أديب أن يعبر عنها أو أن يجسدها ، فالمؤمن الصادق يستقبل هذا الغائب الذي يأتيه في العام مرة واحدة يستقبله استقبالاً يليق بقدر هذا الشهر عند الله ، يستقبله بحفاوة بالغة وبفرحة شديدة عارمة ولم لا وهو ربيع الأمة وموسم الخير ، وشهر البركات والطاعات ، الذي سيقربه إن صدق إلى رب الأرض والسماوات ؟ . تدبر معي أيها الحبيب اللبيب قول رسول الله والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " أكررها عليك قال الصادق : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة "([1]) وفي لفظ مسلم : " فتحت أبواب الرحمة " ([2])وفي لفظ الترمذي والبهيقي : " إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد : ياباغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان "([3]) لا إله إلا الله فتحت أبواب الجنة أقسم بالله : محروم ومخذول ، من يفتح له الله أبواب الجنة ولا يسابق الأنفاس ، ليدخل أبوابها محروم ، من يفتح الله له أبواب الرحمة دون أن يزج بنفسه في رحمات الرحمن جل وعلا ، أبواب الجنة تفتح في أول يوم ، أبواب الرحمة تفتح في أول يوم ، فمحروم مخذول من لا يدخل من هذه الأبواب . متى ستدخل الأبواب إن لم تدخلها الآن ؟ أبواب الجنة مفتحة ، وأبواب الرحمة مفتحة وما أدراك ما الجنة ؟ وما أدراك ما الرحمة ؟ سؤالان أجيب عليهما باختصار شديد وإلا ، فإن الجواب على واحد منهما يحتاج ورب الكعبة إلى اللقاء بطوله : ما أدراك ما الجنة ؟ التي سيفتح الله لك أبوابها مع أول يوم من أيام رمضان . الجنة لن أصف نعيمها ، ولن أقف مع قصورها ، ولن أصف لكم حريرها ، ولا حورها ولا ذهبها ولا فضتها ، ولا حريرها ولا نعيمها ، إنما سأقف فقط مع حديثين اثنين للنبي يبين فيهما نبينا آخر رجل يدخل الجنة ويبين فيه أدنى منزلة في الجنة . الأول : رواه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبي قال : " آخر رجل يدخل الجنة من أمتي يمشي على الصراط مرة ويكبو مرة – يعني ينكفئ على وجهه مرة – وتسفعه النار مرة فإذا نجاه الله وعبر الصراط التفت إلى النار من خلفه وهي تضطرم قال : تبارك الذي نجاني منك الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحداً من الأولين والآخرين من خلقه " وهو آخر رجل سفعته النار على الصراط قال : " فيرفع الله له شجرة " وأرجو أن تتصور أيها الحبيب شجرة غرسها ملك الملوك " فيرفع الله له شجرة " وحتى لا يجنح خيالك إلى شجرة أهل الأرض أو إلى شجر الدنيا فكن على يقين بأن ساق كل شجرة في الجنة ، ليس من الخشب ، وإنما من الذهب نعم " يرفع الله له شجرة ، فيقول العبد : أي رب أدنني قربني من هذه الشجرة لأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الرب جل وعلا : فهل لو أدنيتك منها تسألني غيرها فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيرها فيدنيه الله منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها " قال الحبيب : " ثم يرفع الله له شجرة ثانية هي أحسن من الأولى فيسكت العبد ما شاء الله له أن يسكت ثم يقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فيقول الله جل وعلا : ألم تعط العهود والمواثيق ألا تسألني غير الذي سألت ؟ فيقول : وعزتك لا أسألك غيرها فيقربه الحق جل وعلا منها " يقول الحبيب : " ثم يرفع الله له شجرة على باب الجنة هي أحسن من الأوليين " قال الصادق : " فيقول العبد أي رب أدنني من هذه الشجرة " فيقول الله جل وعلا ( يقول الحبيب : وربه يعذره ، لأنه يرى ما لا يصبر عليه ) فيقول الله : ألم تعط العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي سألت فيقول : وعزتك لا أسألك غيرها فيدنيه الله منها فإذا اقترب منها وهي على باب الجنة ونظر إلى ما أعد الله فيها لأوليائه من النعيم المقيم سكت العبد ما شاء له أن يسكت ثم قال : أي رب أدخلني الجنة فيقول الرب الكريم : عبدي ما الذي يرضيك مني ؟ أترضي أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا " . وهنا يضحك ابن مسعود ويسأل الصحابة : لما لا تسألوني : مم أضحك ؟ قالوا : مما تضحك يا ابن مسعود " قال : أضحك لضحك رسول الله فما حدث بذلك ضحك فسألناه : مما تضحك يا رسول الله ؟ قال : أضحك لضحك رب العزة(1). لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك ( كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )(الشورى/11) أضحك لضحك رب العزة حينما يقول الرب للعبد : " أترضى أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا فيقول العبد للرب الكريم : أتهزؤ بي وأنت رب العالمين ؟ فيضحك الرب من عبده ويقول : أنا لا أهزؤ بك ولكني على ما أشاء قادر " هذا آخر رجل يدخل الجنة فما هي أدنى منزلة في الجنة ؟ الحديث رواه مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أن نبينا قال : " سأل موسى بن عمران ربه جل وعلا : يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال الرب جل وعلا لموسى : ذاك رجل يجيء بعدما دخل الناس الجنة ونزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم " فيقول له الرب الكريم : " أدخل الجنة فينطلق ثم يرجع إلى الله فيقول : يا رب لقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم – يعنى لا يجد له مكانا بزعمه – لقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم " فيقول الكريم جل وعلا : " أترضى أن يكون ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا فيقول العبد : رضيت يا رب فيقول الرب : لك ذلك وفقط ؟ لا لك ذلك _ أي لك ملك ملك من ملوك الدنيا _ لك ذلك في الجنة ومثله – أي ضعفه – ومثله ومثله ومثله ومثله فيقول العبد في المرة الخامسة وربه يقول ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله يقول العبد : رضيت يا رب رضيت يا رب فيقول الرب الكريم : " لك ذلك وعشرة أمثاله معك ولك ما اشتهت نفسك وقرت عينك قال موسى : يا رب هذا أدنى أهل الجنة منزلة فما أعلاهم منزلة ؟ قال الرب الكريم : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر"(1) فتحت أبواب الجنة ، يا مسكين ، سابق اطرق هذا الباب ، ولا تمل حتى يفتح لك الملك حتى تلج الباب وإن ولجت الباب ورب الكعبة سعدت سعادة لا شقاء بعدها أبدا . فتحت أبواب الجنة وما أدراك ما الجنة ؟ أنا ما وصفت الجنة وإنما بينت لك منزلة آخر رجل يدخل الجنة وأدنى منزلة في الجنة وأنا لا أعلم هل يا ترى هذا الرجل هو صاحب هذه المنزلة أم لا ، الله جل وعلا أعلم . فتحت أبواب الرحمة ، الله ، وما أدراك ما الرحمة ؟ إنها رحمة الرحمن إنها رحمة الرحيم ، إنها رحمة الغفور ، إنها رحمة اللطيف ، إنها رحمة الله فتحت أبواب الرحمة . والله ، والله ، لو تدبرت ووقفت على سعة رحمة الله وعرفها كل أحد على وجه الأرض ما قنط كافر على الأرض من رحمته والله لو عرفنا رحمة الرحمن ما قنط كافر على الأرض من رحمته أبداً قال جل وعلا : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء )(الأعراف/156) يا رب ونحن شيء في كونك وملكك فلتسعنا رحمتك يا أرحم الراحمين . روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي قال : " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب هو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي "(2) وفي لفظ " إن رحمتي سبقت غضبي " . روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال : " جعل الله الرحمة مائة جزء " تصور الرحمة " فأمسك عنده تبارك وتعالى تسعة وتسعين جزءا وأنزل إلى الأرض جزءاً واحداً فمن هذا الجزء " من مائة جزء من رحمة الله من هذا الجزء الذي أنزله الله الأرض " تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"([4])أما استوعبت هذا الكلام النبوي ، هل رأيت يوماً دابة من الدواب ترفع حافر رجلها عن ولدها حتى لا تصيبه ، خشية أن تؤذيه ؟ هل رأيت هذه المشاهد الرقراقة من مشاهد الرحمة في الكون ؟ هل رأيت غنياً يرحم فقيراً في صورة جميلة رقيقة ؟ ثم هل رأيت طبيباً رحيماً يرحم مريضاً يتألم ؟ ثم هل رأيت رجلاً يرحم كلباً فيقدم له ماءاً أو طعاماً ؟ ثم هل رأيت أماً رحيماً ترحم ولدها وتضم ولدها إلى صدرها ؟ ثم هل رأيت والدا رحيماً كريماً يخرج الطعام من فمه ليطعم به ولده الصغير أو الكبير ؟ . يا لها من مشاهد ! إنها مشاهد الرحمة في الكون ، إنها مشاهد العطف في الكون ، كل هذه المشاهد وغير هذه المشاهد من صور الرحمة في الكون ومن بينها رحمة المصطفى محمد وهذا موضوع طويل جليل لا أريد أن أفتح الباب في الحديث فيه وإلا فوالله لا يتسع له الوقت بل ولا العمر رحمة المصطفى رحمته بالنساء ، رحمته بالأطفال ، رحمته بالشيوخ ، رحمته بالحيوان ، رحمته حتى بأهل المعصية . رحمة الحبيب إنما هي جزء من جزء من مائة جزء من رحمة الرحمن الرحيم جل وعلا ، لذا يقول ربنا جل جلاله في الحديث القدسي الجليل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – عن رسول الله عن رب العزة قال : " أذنب عبدي ذنباً – فقال أي العبد : رب اغفر لي ذنبي " قال الله تبارك وتعالى : " أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب " ثم عاد العبد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال الرب تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب "- ثم أذنب العبد ذنباً – أي ثالثاً – فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال الرب تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فليفعل عبدي ما يشاء فقد غفرت له " ([5]) هذا حديث يفتح لنا باب الرجاء ، لا باب الجرأة على الله ، لا بل من عرف الله أحبه ، ومن عرف الله خافه ، فالحديث لا بفتح لنا أبواب الجرأة على المعصية ، كلا بل يفتح لنا أبواب الرجاء وأبواب الرحمة فالمؤمن الصادق يسير إلى الله بين هذين الجناحين ، جناح الرجاء والخوف ، بجناح الحب والوجل . ففي صحيح البخاري أن عثمان بن مظعون لما مات قالت أم العلاء – امرأة من الأنصار – قالت : رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك أن الله أكرمك – تقصد عثمان بن مظعون – ولما لا ؟! وعثمان بن مظعون هو أول من لقب بالسلف الصالح ؟ وعثمان بن مظعون هو أول من دفن بالبقيع وعثمان بن مظعون ممن شهدوا بدرا ؟ . وعثمان بن مظعون كما في مسند أحمد – ومن أهل العلم من ضعف سند هذه الرواية ، لكن الراجح أن السند حسن بشواهده : لما مات ذهب إليه النبي فقبل النبي عثمان بن مظعون ، حتى سالت دموع النبي على خدي عثمان فلما مات قالت أم العلاء : شهادتي عليك أن الله أكرمك فقال الحبيب : " وما يدريك أن الله أكرمه ؟ قالت : سبحان الله فمن يا رسول الله ؟ فمن هذا الذي سيكرمه الله إن لم يكرم عثمان بن مظعون ؟ ! فقال النبي أعرف الخلق بالرب قال : " أما هو فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير " ثم قال " والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم "([6]) فالعبد السائر إلى الله جل وعلا يسير بين جناحين : الخوف والرجاء قال الرب : أذنب عبدي ذنبا فعل أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فتب إلى الله جل وعلا كلما أذنبت ، وكلما زلت قدمك في بؤرة معصية وكلما جذبت أشواك الآثام ثوبك ، فما عليك إلا أن تطهر الثوب بدموع التوبة والأوبة وأن تغتسل بدموع التوبة وأن ترجع إلى الله جل وعلا وأنت على يقين بأن الحق سبحانه سيفرح بتوبتك وهو الغني عنك : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر/53) قال المصطفي : " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم "([7]) قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (آل عمران/133) من المتقون ؟ ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا )(آل عمران/134-135) هذا هو المراد ، إياك أن تصر على ذنب ، ولو كان صغيرا ، إياك أن تصر على معصية ولو كانت صغيرة لكن إن ضعفت لبشريتك ووقعت في الذنب والمعصية فما عليك إلا أن تجدد التوبة بعد كل ذنب واعلم بأن الله لا يمل حتى تمل . ومن أعظم صور الرحمة أن فرض الله علينا رمضان لنصوم أياماً من أعظم صور الرحمة تدبر معي قول النبي : " إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن"([8])إذن لماذانرى من يشرب الخمر وربما من يزني ويسرق ويسب كيف يحدث ذلك وقد صفدت الشياطين ؟ كيف يقع ذلك وقد سلسلت مردة الجن ؟ . انتبه لتعلم أن كل هذا بسبب عدو شرس بين جنبيك قلما تنتبه إليه إنها النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف/53) ومن ثم فرض الله علينا صيام هذا الشهر بطوله لتزكو هذه النفوس، لتهذب بهذه المدرسة الإيمانية الكبرى نفوسنا ، لنزكى نفوسنا لنزكى أخلاقنا .فالصيام تهذيب للنفس ، وترويض للنفس ، الصيام يفطم النفس عن شهواتها ، ويفطم النفس عن شبهاتها ، ومن ثم لو تدبرت الصيام لسجدت لله شكرا أن فرض الله على الأمة صيام هذا الشهر . فالله غني عنا لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ، بل لو وحد أهل الأرض ربهم جل وعلا ما زاد في ملكك الله شيئاً ، ولو كفر أهل الأرض ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً . الله جل وعلا فرض علينا الصيام ليزكى به النفوس ، ليهذب به الأخلاق ليزكى به الضمائر ، إذا اشتهت نفسك الطعام وهو بين يديك لا إذا اشتهت نفسك المرأة الحلال زوجتك ، وهي بين يديك في حجرة واحدة ، لا إذا سابك أحد أو قاتلك : اللهم إني صائم . فالصيام من أعظم صور الرحمة من الله جل وعلا بأمة الحبيب لذا قال ربنا في الحديث القدسي في الصحيحين : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به والصيام جُنة – أي وقاية – فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر : فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه" ([9])اللهم فرحنا يوم لقياك – " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"([10]). والحديث في الصحيحين ، ورب الكعبة إنه من أعظم وأرق صور الرحمة بالأمة ، فعرض نفسك لرحمة الله سبحانه وتعالى ، وأنت في غاية الرضا عن الله وفي غاية الفرح بربيع أمة رسول الله بموسم الخير ، وشهر الطاعة والبركات والرحمات . كيف نعرض أنفسنا في هذا الشهر لرحمة الله ؟ . خذ هذا البرنامج العملي وأسأل الله أن يعينني وأن يعينك عليه : أول خطوة أذكر نفسي وإخواني بها أن يتخذ القرار بصدق ورجولة وأن يمنعوا أنفسهم من قتل الوقت أمام الفضائيات لو سلمت بصرك وقلبك للفضائيات سيضيع شهرك وإن شئت فقل وأنت صادق : سيضيع عمرك إن استسلمت لجهاز البحث عن القنوات عبر هذه الفضائيات ضاع ليلك يا مسكين وضاع نهارك يا محروم واعلم بأن كل دقيقة تمر عليك في الدنيا إنما هي عطاء من الله ونعمة من الله ، الله ينظر إليك ماذا أنت صانع بها . روى البخاري وغيره من حديث ابن عباس أن النبي قال : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ"([11]). ماذا أنت فاعل في فراغك ؟ ماذا أنت صانع في وقتك ؟ هل ستقتل عمرك وستقتل وقتك في البحث عبر هذه الفضائيات عن كل شيء يحول العباد الزهاد إلى فساق فجار ؟ ماذا أنت صانع ؟ يقول الحسن البصري : ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي عليك بلسان الحال : يا بن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة ، اغتنم الوقت ولا تستسلم لهذا السحر الذي سيحول بينك وببين طاعة الله حتما ستنتقل من برنامج إلى برنامج ، ومن مسلسل إلى آخر ، ومن فيلم إلى آخر ، ومن لقاء إلى آخر وسيضيع ليلك : جمعت شيئين أمنا واتباع هوى والمحسنون على درب المخاوف قد فرطت في الزرع وقت البذر من هذا وإحداهما في المرء تهلكه ساروا وذلك درب لست تسلكه فكيف عند حصاد الناس تدركه اضرب بسهم مع أهل الطاعة ، اضرب بسهم مع أهل القيام ، اضرب بسهم مع أهل الذكر ، اضرب بسهم مع أهل الاستغفار ، اضرب بسهم مع أهل القرآن ، اضرب بسهم مع أهل البحث عن الفقراء والمساكين ، اضرب بسهم مع الذاهبين إلى بيت الله الحرام ، لأداء مناسك العمرة ، لا تستسلم لهذه الفضائيات وإلا فورب الكعبة سيضيع شهرك بل سيضيع عمرك ، ولن تقف على حجم الخسران إلا إذا وجدت نفسك بين معسكر الموتى . أسأل الله أن يختم لنا ولكم بالتوحيد والإيمان . الله الله في القرآن يا أهل الصيام ضعوا لأنفسكم من الآن دراسة جدوى ، متى سننهي القرآن ، في كل ثلاث ليالي مرة في أسبوع مرة في كل عشر ليال مرة في الشهر مرة ، وذلك أضعف الإيمان أم سنقبل على القرآن في رمضان في أول أيامه ولياليه ثم نصاب بعد ذلك بالكسل والفتور ونهجر القرآن في شهر القرآن ، شهر رمضان ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )(البقرة/185) إن منَّ الله عليك بوقت بين العصر والمغرب فاجلس في بيت من بيوت الله وافتح كتاب الله جل وعلا ، واحرص على أن تقضي هذا الوقت كله إن لم تكن مرتبطا بعمل من أعمال الدنيا احرص على أن تقضي هذا الوقت كله مع كتاب الله جل وعلا . لو فعلت ذلك تستطيع في هذا الوقت بفضل الله جل وعلا أن تقرأ كل يوم على الأقل ثلاثة أجزاء " اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول : آلم حرف بل ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " الحديث ([12]) رواه الترمذي وغيره بسند صحيح . " اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" ([13]) رواه مسلم من حديث أبي أمامة : يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة "([14])الحديث رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان . " لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار"([15]) الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر . فضل عظيم وهذا غيث من فيض . الله الله في القرآن في شهر القرآن ، يا أهل التوحيد والصيام ، ثم القيام ، ثم القيام يا أخي أغلق بصرك عن الفوازير ، أغلق بصرك عن الأفلام الساقطة والمسرحيات والمسلسلات الهابطة ، إن سلمت لها بصرك وقلبك وسمعك بعد العشاء أو بعد الإفطار لن تقوم ، انتزع نفسك فالموت يأتي بغته متى تفيق أيها اللاهي متى تستقيظ أيها النائم . دع عنك ما قد فات في زمن الصبا لم ينسه الملكان حين نسيته والروح منك وديعة أودعتها وغرور دنياك التي تسعى لها الليل فاعلم والنهار كلاهما واذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ بل أثبتاه وأنت لاه تلعبُ ستردها بالرغم منك وتسلبُ دار حقيقتها متاع يذهبُ أنفاسنا فيها تعد وتحسبُ أكمل ما تبقى في عجالة بعد جلسة الاستراحة حتى لا أشق على حضراتكم وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم … الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .. أيها الحبيب : الله الله في قيام رمضان : " من قام – أي من صلى صلاة التراويح – من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (1) . ولا تنفلت – أي لا تخرج – من المسجد حتى ينتهي الإمام من صلاة التراويح ، ليكتب الله لك قيام ليلة كاملة كما قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى . الله الله في الفقراء والمساكين لا تزد على طعام يومك الذي تعده لك ولأسرتك لا تزد عليه ثم خذ منه كل يوم إفطار صائم من الفقراء والمساكين " فمن فطر في رمضان صائما، كان له من الأجر مثل أجر الصائم غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"([16]) فطر صائما من الفقراء والمساكين ، ولو على تمرة ، ولو على قدر من التمر ستضعه في بيت من بيوت الله ، ليفطر عليه أهل الصيام ، ثم لا تضيع صلاة المغرب بل من السنة أن تفطر على رطب أو تمر أو ماء ثم تصلى المغرب في بيت الله جل وعلا ، ثم عد بعد ذلك إلى بيتك ، هذا هدى الحبيب ولو علمت ما فيه من الخير لدينك ولبدنك لحرصت عليه ، فهذه التمرة تهيئ المعدة بعد وقت طويل توقفت فيه عن العمل ، تهيئ المعدة لهضم طعام الإفطار لن تشعر بعد ذلك بثقل في صلاة التراويح فكل هدى النبي خير . " يا ابن آدم أَنْفِق أُنْفِق عليك "([17])والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن رسول الله عن رب العزة في الحديث القدسي . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه قال : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وينادي ملكان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً"([18]). وكان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون في رمضان فسابق الريح بالبذل والإنفاق والعطاء ، وعاهد ربك أن تتصدق كل يوم ولو بربع جنيه ، ولو بربع جنيه في الشهر كله ، ودرب نفسك على كف اللسان عن الغيبة والنميمة وقول الزور " فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"([19]) فلندرب ألسنتنا على الصدق على الذكر على الاستغفار ، على الصلاة على النبي المختار . أبواب من أبواب الخير والطاعة لا حصر لها ولا عد ، فلنسابق الريح المرسلة في هذا الموسم – موسم الخيرات والطاعات والبركات والتوبة إلى الله خير بداية وخير نهاية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (التحريم/8) فما من يوم يمر علينا إلا وربنا جل وعلا يتنزل تنزيلاً إلى السماء الدنيا يليق بكماله وجلاله ويقول جل وعلا : " أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"([20])والحديث في الصحيحين وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه قال : " قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعا وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"([21]) وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي قال : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"([22]) وآأسفاه بعد كل هذا الذي ذكرت من كلام ربي ومن كلام نبيي وا أسفاه إن دعينا اليوم إلى التوبة وما أجبنا ، وا حسرتاه إن ذكرنا بكل هذا الخير وما أنبنا يا نادما على الذنوب . أين أثر ندمك ؟ أين بكاؤك على زلة قدمك ؟ يا نادماً على الذنوب أين بكاؤك على زلة قدمك ؟ أما تخشى من العذاب ؟ أما تخشى من العقاب ؟ أين التوبة وأين شروطها ؟ وهل ذقت حلاوة قبولها ؟ فشروطها الندم على كل ما مضى من تقصير والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والمداومة على الأعمال الصالحة وتحلل من أخيك إن كان الذنب متعلقاً بأخيك . ثم هل ذقت علامات قبول التوبة ؟ ما هي علامات قبولها ؟ أن يكون حالك بعد التوبة أحسن مع الله من حالك قبل التوبة أن تنتقل من طاعة إلى طاعة ، ومن فضل إلى فضل ، ومن خير إلى خير ، لا يستوي حالك بعد التوبة مع حالك قبل التوبة ، وإلا ما صدقت مع الله في توبتك . فكثير منا كذاب في توبته ، كثير منا يكذب على الله بالتوبة ، فلنقبل إلى الله ولنرجع إلى الله ونحن على يقين بأن الله سيفرح بتوبتنا وهو الغني عنا . لكن اعلم أن أبواب الملوك لا تقرع بالأظافر ، اعلم أن باب ملك الملوك لا يقرع إلا بقلب محب تائب وجل ، فهيا هيا فلنقبل على الله قال الله سبحانه : ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)(الفرقان/70) اللهم بدل سيئاتنا حسنات . ولتقبل المسلمة على الله بنبذ التبرج وارتداء الحجاب والتوبة إلى الله والعودة في هذا الموسم الكريم المبارك ، وليعاهد ربه كل من ابتلي بالتدخين أن يقلع عن هذه المعصية في رمضان . (1) أخرجه البخاري في كتاب الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان(4/1898) ، ومسلم في كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان(2/1079) وأحمد في مسنده(2/357) (2) أخرجه مسلم في كتاب الصيام (2/2). (3) أخرجه الترمذي في كتاب الصوم باب ما جاء في فضل شهر رمضان (3/682) ، والحاكم في مستدركه (1/421) ، والبيهقي في سننه (4/303) ، وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين وبم يخرجاه بهذه السياق ووافقه الذهبي . (1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب آخلا أهل النار خروجا (1/187) وأحمد في مسنده (1/392،410) . (1) أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/189) (2)أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قول الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (الروم/27)(6/3194) ومسلم في كتاب التوبة ، باب في سعة رحمة الله تعالى (4/2751) ، وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة (2/4295) وأحمد في مسنده (2/242) (1) أخرجه البخاري في كتاب الأدب ، باب جعل الله الرحمة في مائة جزء (10/6000) ، ومسلم في التوبة ، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (4/2752) ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب خلق الله مائة رحمة (5/3541) ، وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة (2/4293) (1) أخرجه البخاري في التوحيد – باب قوله تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه)(13/7507) ومسلم في كتاب التوبة – باب قبول التوبة من الذنوب (4/2758) . (2) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه (3/1234) وأحمد في مسنده (6/436) (1) أخرجه مسلم في كتاب التوبة ، باب سقوط الذنوب بالاستغفار ، توبة (4/2749) وأحمد في مسنده (2/309) وعبد الرازق في مصنفه (11/20271) . (1) أخرجه الترمذي في كتاب الصوم ، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (3/682) وابن ماجة في كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1/1642) والحاكم في مستدركه (1/421) والبيهقي في سننه (4/303) وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياق ووافقه الذهبي . (1) أخرجه البخاري في كتاب الصوم ، باب هل يقول : إني صائم إذا شتم (4/1904) ومسلم في كتاب الصيام ، باب فضل الصيام (2/163) والنسائي (4/2216) وأحمد في مسنده (2/273) والبيهقي في سننه (4/270) . (2) أخرجه البخاري في كتاب فضل ليلة القدر ، باب فضل ليلة القدر (4/2014) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (1/760) وأبو داود في كتاب الصلاة، باب تفريغ أبواب شهر رمضان ، باب في قيام شهر رمضان (2/1372) والترمذي في كتاب الصوم ، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (3/683) (3) أخرجه البخاري في الرقائق ، باب ما جاء في الرقائق (11/6412) والترمذي في كتاب الزهد ، باب الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس (4/2304) وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب الحكمة (2/4170) وقال الترمذي : حسن صحيح . (1) أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن ، باب ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر (5/2910) ، وقال أبو عيسي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . (2) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (1/804) ، وأحمد في مسنده (5/249) (3)أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (1/805) (4) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ، باب قول النبي : " رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار " (13/7529) ، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه (1/815) ، والترمذي في كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في الحسد (4/1936) وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب الحسد (2/4209) (1) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان ، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان (1/37) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (1/759) وأبو داود في كتاب الصلاة ، باب في قيام شهر رمضان (2/1371) والنسائي في قيام الليل ، باب ثواب من قام رمضان إيمانا واحتسابا (3/1601) وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة ، باب ما جاء في قيام شهر رمضان (1/1326) . (1)أخرجه الترمذي في كتاب الصوم ، باب ما جاء في فضل من فطر صائما (3/807) وابن ماجة في كتاب الصيام ، باب في ثواب من فطر صائما (1/1746) وأحمد في مسنده (5/192) وابن حبان (1 895 موارد) . (2)أخرجه البخاري في كتاب التفسير ، باب (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ )(8/4684) ومسلم في كتاب الزكاة ، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف (2/993) وابن ماجة في كتاب الكفارات ، باب النهي عن النذر (1/2123) وأحمد في مسنده (2/242) . (3)أخرجه البخاري في الزكاة ، باب قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) (3/1442) ومسلم في كتاب الزكاة ، باب في المنفق والممسك (2/1010) والبيهقي في سننه (4/187) . (1)أخرجه البخاري في كتاب الصوم ، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (4/1903) وأبو داود في كتاب الصوم ، باب الغيبة للصائم (2/2362) والترمذي في كتاب الصوم ، باب ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم (3/707) وابن ماجة في الصيام ، باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم (1/1689) . (2)أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَاللَّهِ)(13/7494) ومسلم في كتاب المسافرين وقصرها ، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإصابة فيه (1/169) والترمذي في كتاب الدعوات (5/3498) وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل (1/1366) . (1)أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ، باب قوله تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه) (13/7405) ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب الحث على ذكر الله تعالى (4/2675) وأحمد في مسنده (2/251) . (2)أخرجه مسلم في كتاب التوبة ، باب قبول التوبة من الذنوب ، وإن تكررت الذنوب والتوبة (4/2759) وأحمد في مسنده (4/395،404)