يعتبر البعض أن مشاكل بين الزوجين نوع من الفشل في الحياة الزوجية، وبما أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وتحتمل اختلاف الأمزجة بين الأزواج ما يتسبب في بعض الأحيان والمواقف بحال انفعالية، خصوصاً عند النقاش في بعض المواضيع المتعلقة بالشؤون العائلية والمعيشة، فهل حدوث تباين ما أو مشكلة بين الزوجين يعتبر فشلاً في حياتهما؟ وهل عدم التوافق في بعض الأمور يمهد للإنفصال؟
الوضع الاقتصادي
بعض الأزواج لا يهتمون إلا بإرضاء أنفسهم ورغباتهم الشخصية، وتطغي عليهم الأنانية ولا يفكرون في عائلاتهم ومستقبلها، أو حتى في إدخار مبلغ من المال، فيصرفون أموالهم بإسراف، وعندما تطلب الزوجة الأموال لشراء شيء مفيد للعائلة يتأفف الزوج على اعتبار أن الوضع الاقتصادي لا يسمح، وهنا تبدأ المشاكل. فالفقر وقلة الحيلة سبب مهم من أسباب فشل الحيياة الزوجية، ولكن القناعة بما رزقنا الله ضرورية، لذلك يجب أن تفكرا في أن الإنسان لا يحصل على أكثر من رزقه، فتعاون المرأة والرجل على تنظيم المال وكيفية صرفه أو إدخار البعض منه، يعني الإدارة السليمة من أجل مستقبل أفضل. فالمتطلبات الحياتية في تزايد مستمر، لذا يجب التفكير في المستقبل والتنبه للمصروف والتفكير في احتياجات العائلة لتفادي أية مشاكل أو التخفيف من وطأتها أو حدتها.
تقسيم الواجبات
يمتنع الكثير من الأزواج عن القيام ببعض الأعمال المنزلية، ويعتقد البعض أن واجباتهم تقتصر على العمل خارج المنزل وتأمين المال أو الاحتياجات، على عكس المرأة التي لو كانت تعمل خارج المنزل فواجباتها المنزلية تنتظرها يومياً، وأحياناً عليها تلبية بعض الدعوات والذهاب لسداد فاتورة الكهرباء أو الهاتف أو أقساط المدارس للأولاد وغير ذلك من الأمور، فتعيش حال عدم التكافؤ مع زوجها. فماذا لو تعاون الزوجان على العمل وتقاسم الأعمال المنزلية، فلا مشكلة إذا ساعد الزوج زوجته، في تنظيف المنزل، أو في تغيير المصابيح، أو في ملء قارورة المياه، فمن الأفضل توزيع المهمات بحب ورغبة، والنظر إلى الموضوع بايجابية، لأن الحياة شراكة والشراكة تفرض التعاون في المجالات كافة.
العائلة المثالية
مهما كبر الأولاد فإنهم يبقون في نظر أهلهم صغارا، فالوالدان لا يكفان عن توجيه النصائح لأولادهما، واحاطتهم بالرعاية والعطف والحنان، وأحياناً يتدخلان في مفردات حياتهم وعلاقاتهم بل ومعارضتهم في ما يفعلون فلا تنزعجا من نصائح الأهل لأن الأمر لا يقلل من احترامكما.
تربية الأولاد
هناك نوع من الأزواج الذين يظهرون بأنهم الآباء المحبون الذين لا يقدرون على رفض طلب لأولادهم، ويرمون بالمسؤولية وأعباء التربية على الزوجة، فيهملون مسؤولياتهم كآباء وأزواج بحجة الاهتمام بالشؤون الخارجية، وأن ليس لديهم الوقت لذلك، فيغيب عنهم الكثير من الأمور، وينسون أن دور الأب مطلوب، وبأنه المسؤول الأول عن ضبط النظام. فالأولاد بحاجة للشعور بالسلطة، وأن هناك من يحد من تصرفاتهم، ويراقب أعمالهم بعيداً عن الاستبداد أو التسامح الزائد، لذا يجب أن تكون المؤسسة الزوجية قائمة على النظام والضوابط الإجتماعية والتربوية، وحتى الإقتصادية، وكيفية تعليم الأولاد أيضاً تحمل المسؤولية والإنضباط، والمفروض أن تكون قوانين الزوج والزوجة موحدة ومتطابقة، ولا يصدر كل منهما أحكاماً على هواه، والأفضل أن تتبعا النقاط التالية:
تقسيم الوقت
إن تقسيم الوقت من الركائز المهمة في الحياة الزوجية، فعيب أن يتجاهل أحد الشريكين الآخر، وينشغل بعمله أو أصدقائه أو تلبية دعوات العمل، بدون تذكر" الشريك/الشريكة" أو التفكير في مكالمته هاتفياً، فيبدأ القلق والتوتر، ليبدأ بالتالي نمو الخلل في العلاقة، فالتفاهم والإتفاق مهم للسعادة، والمشاركة في الأمور الصغيرة والكبيرة والصراحة المتناهية في ما بينكما تمنع من تدمير هذه العلاقة الزوجية. كما يجب تقسيم الوقت بين الزوج والزوجة، بحسب المستلزمات والواجبات، كأن يتشاركا في تلبية الدعوات معاً ولو كانت دعوات تختص بالعمل، فذلك سيوطد العلاقة ويزيد الثقة.
الإضطرابات الجنسية
لتكن العلاقة الحميمية بعيدة عن الضغوطات، ومبنية على الرغبات والحب، موعداً للاستراحة من ضغط العمل أو المشاكل الحياتية. تناقشا في هذه المواضيع من دون خجل، "ما تحبانه وما لا تحبانه"، ومن الأفضل أن تكون فسحة للحب تجمعكما بعيداً واهتما بمظهريكما ولا تهملا احتياجاتكما، فإذا كانت عكس ما نورد فالأفضل زيارة الطبيب لحل المشكلة بدلاً من تفاقمها.