حالات الزواج مربكة .. وأرقام الطلاق مقلقة

الناقل : mahmoud | المصدر : www.womengateway.com

أكد الشيخ عادل الشعلة ان مشروع‮ »‬التزويج‮« ‬الذي‮ ‬دشنه المجلس الإسلامي‮ ‬العلمائي‮ ‬مؤخراً،‮ ‬جاء للمساهمة في‮ ‬وقف ارتفاع حالات الطلاق والعنوسة في‮ ‬البحرين،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى ضرورة تقديم المساعدات المالية لجيل الشباب الذي‮ ‬لا‮ ‬يستطيع تأمين الأمور المالية لإتمام عملية الزواج‮. ‬
ونفى الشعلة ان‮  ‬يكون مشروع‮ »‬التزويج‮«  ‬مكسباً‮ ‬طائفيا لفئة معينةً،‮ ‬مؤكدا انه من اجل مصلحة ابناء البلد جميعا‮. ‬وفيما‮ ‬يلي‮ ‬نص الحوار مع الشعلة‮..‬

من أين انبثقت فكرة هذا المشروع؟ وما هي‮ ‬الأهداف التي‮ ‬جعلتكم تتبنونه؟‮ ‬
‮- ‬ان فكرة‮ »‬التزويج‮« ‬تفرض نفسها علينا من خلال تلمسنا للواقع الشبابي‮ ‬الذي‮ ‬أخذ‮ ‬يتبلور في‮ ‬اتجاهات‮ ‬غير مُرضية نتيجة التعقيدات الحياتية المتنوعة،‮ ‬أما بالنسبة للأهداف التي‮ ‬دعتنا لذلك كثيرة،‮ ‬منها‮:‬

أولاً‮: ‬رغبتنا في‮ ‬التقرب إلى الله تعالى بمشروع له مردودات ملموسة على حياة الناس،‮ ‬وفكرة التزويج من شأنها معالجة الكثير من الحاجات الفكرية والثقافية والأخلاقية والقانونية وغيرها مما‮ ‬يدخل في‮ ‬صيانة الحياة الزوجية ويشد من تماسكها في‮ ‬ظل هذه التحديات،‮ ‬والمعالجة المادية بشكل خاص من شأنها أن تُدخل الفرحة على أم تحلم أن ترى حفيدها قبل موتها متزوجا،‮ ‬وأب‮ ‬يتطلع لتربية ابنٍ‮ ‬له قبل أن‮ ‬يهرم،‮ ‬وهذا ما نستمده مما رُوي‮ ‬عن رسول الله‮ »‬ص‮« ‬أنه قال‮: »‬إِن أحب الأَعْمَالِ‮ ‬إِلى اللهِ‮ ‬عَز وَجَل إِدْخَال السّرُورِ‮ ‬عَلَى المُؤْمِنين‮«.‬

ثانياً‮: ‬تثقيف النّاس ثقافة أسرية متشرعة،‮ ‬تصون كيان الأسرة،‮ ‬فالشعار لا‮ ‬يستهدف جمع رأسين فذلك منظور،‮ ‬لكن المنظور الأكبر هو صناعة وعي‮ ‬الجمع بين الرأسين واستمرارية الرأسين،‮ ‬إذ أصبحت حالات الزواج البحرينية سيما الجديدة مهددة بكثير من العوامل المربكة،‮ ‬وأرقام الطلاق والعوانس مقلقة‮.‬

ثالثاً‮: ‬إسعاف الشباب،‮ ‬خصوصاً‮ ‬من تقدم بهم العمر،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكنوا من تأمين الحاجات المالية لإنشاء حياة زوجية عزيزة،‮ ‬وعمل الممكن لصيانة شبابنا وشاباتنا من التحديات الغريزية التي‮ ‬يعانون منها‮.‬

دورات تثقيفية

‬ما هي‮ ‬الفعاليات التي‮ ‬ستصاحب المشروع؟ وهل سيشهد تزويجا جماعيا؟ وما العدد الذي‮ ‬تتوقعون الوصول إليه؟‮ ‬
‮- ‬بالنسبة للفعاليات التي‮ ‬ستُصاحب المشروع فسيتم الإعلان عنها قريبا إن شاء الله،‮ ‬وسيتضمن البرنامج السنوي‮ ‬لتفعيل الشعار مُحاضرات تحفيزية وترشيدية لقضايا المهور والتأثيث والزفاف،‮ ‬وتثقيفية بالمحرمات والتجاوزات والشرعية،‮ ‬كما سيتضمن دورات للمقبيلن والمقبلات على الزواج لبيان أسس الاختيار وإدارة العلاقة الزوجية،‮ ‬وحلقات نقاشية تعالج قضايا العنوسة والطلاق،‮ ‬ودروس في‮ ‬فقه الزواج،‮ ‬وأمور أخرى‮.. ‬وباب المقترحات مفتوح‮. ‬

أما التزويج الجماعي‮ ‬فمازال قيد الدراسة،‮ ‬وبخصوص العدد لا أستطيع أن أقول بأن العدد ليس مهماً،‮ ‬بل هو كذلك لكون زيادته تعني‮ ‬زيادة الفرحة لكن نظرتنا لتفعيل الشعار أشمل وأكبر من هذا الجانب‮.‬

هل تتوقعون تفاعلاً‮ ‬إيجابياً‮ ‬من المجتمع البحريني‮ ‬مع شعار المجلس؟ وما هو المطلوب من الجمهور للمساهمة في‮ ‬دعم المشروع؟‮ ‬
‮- ‬شعار المجلس لهذا العام ليس شعاراً‮ ‬فكرياً‮ ‬محضاً،‮ ‬بل‮ ‬يلامس معاناة المجتمع،‮ ‬والمجتمع البحريني‮ ‬من المجتمعات التي‮ ‬تتمتع بنفسية حية‮.. ‬شاعرة بألم الآخر،‮ ‬ولديه روح معطاءة رغم قلة ما في‮ ‬يده،‮ ‬ويمتلك ثقافة قرآنية جيدة ترشد مسؤوليته،‮ ‬إذ‮ ‬يعرف أن الهدية من البر،‮ ‬ولذا فهو‮ ‬يستحضر قول الله‮ »‬وتعاونوا على البرّ‮ ‬والتقوى‮« ‬وقول الإمام الصادق عليه السلام‮ »‬من زوج أعزباً‮ ‬كان ممن‮ ‬ينظر الله عز وجل إليه‮ ‬يوم القيامة‮«. ‬

أما المطلوب من المواطنين وغيرهم من مقيمي‮ ‬هذا البلد الطيب،‮ ‬ممن أحبوا البحرين وأهلها،‮ ‬هو أن‮ ‬يتحملوا مسؤوليتهم الإيمانية والوطنية والإنسانية كل من موقعه،‮ ‬وبحسب إمكانياته،‮ ‬تاجراً‮ ‬كان أو مثقفاً،‮ ‬اجتماعياً‮ ‬أو قانونياً،‮  ‬حقوقياً‮ ‬أو برلمانياً‮ ‬أو إعلامياً‮ ‬أو‮ ‬غيرهم‮.‬
سرطان التغير

هناك من‮ ‬يقول بأن المشروع أتى بعد ارتفاع حالات العنوسة في‮ ‬البحرين بشكل عام وفي‮ ‬القرى بشكل خاص كيف ترون ذلك؟‮ ‬
‮- ‬نعم،‮ ‬هو أحد الدواعي‮ ‬المنظورة،‮ ‬فالأرقام المرصودة مقلقة كما ذكرنا‮.‬

‬سمعنا في‮ ‬أكثر من موقع عن وجود نقاط لجمع التبرعات دعماً‮ ‬لمشروع المجلس العلمائي‮ .. ‬هل نفهم بأنه سيقوم على سواعد المجتمع نفسه؟
‮- ‬نعم هذا المشــروع وكــل المشاريـع نجاحها رهين بأبناء المجتمع نفسه من علماء ومثقفين وقانونيين واجتماعيين وتجار وغيرهم،‮ ‬فقد أوضحت سابقا بأن أبعاد الشعار متنوعة وهي‮ ‬بحاجة لمساهمة كل الطاقات المتنوعة‮.‬

‮ ‬كلمة أخيرة تودون ذكرها؟
‮- ‬أود أن أختم حديثي‮ ‬بما رُوي‮ ‬عن رسول الله‮ »‬صلى الله عليه وآلـه‮«: »‬منْ‮ ‬سَرّه أن‮ ‬يلقـى الـله طاهـراً‮ ‬مُطهـراً‮ ‬فليلقــه بزوجة،‮ ‬ومن تــرك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظنّ‮ ‬بالله‮«.