فلسطين في سطور .. تاريخها حروب سوداء.. دم شهداء أحمر.. زيتونا أخضر .. بحرها البعيد أزرق. رسومات ونقوش عديدة بلمسة 20 طالب تصميم فلسطيني نطقت .. بمقاصتهم رسموا، على ماكينات التطريز جمعوا أحلامهم. لغة من الداخل نحو الخارج "لغة من الداخل نحو الخارج" .. عنوان عرض الأزياء الفلسطيني الأول من نوعه، فكرة مدروسة موجه خلقها مركز الجودة الألماني بالتعاون مع معهد الأزياء والنسيج، بيت ساحور الذي أسس عام 1994، لتجميع أعمال عدد من مصممي الأزياء من خريجي وطلاب المعهد لإخراج معروضاتهم وإبداعاتهم الخاصة للفضاء الخارجي، والذي يطلق عليه في عالم وتد-ريس الأزياء " النوع الإبداعي"، حيث يبتكر المصمم الفكرة ويحدد الأدوات ويعبر عنها بأسلوبه. هذا ما أكد عليهالصمم "طاهر زغير" قائلاً : إن المنهج الذي اتبعته المدرسة الألمانية سوزانه كومبير وقاتنا له هو معنى الإيحاء الداخلي والإيمان العميق بالفكرة وليس الخارجي، حتى لا تنسب إلى التقليد.
ووضح سيمون عوض رئيس مجلس إدارة معهد الأزياء والنسيج- أن هذا العرض جزء من عملنا في الحفاظ على كل معاني ورموز التراث الفلسطيني الأصيل، بإضافة رتوش عصرية عليه بما يتلاءم مع الأذواق العالمية دون المساس بطهارته ونقاء عرقه. فعندما نعرض تراثنا ومطرزاتنا الفلسطينية على لباس عصري يصبح تراثنا أقرب إلى الفهم السائد والملائم لحياتنا اليومية. وأضاف: ولقد طمحنا من خلال خطوتنا الأولى هذه بتاريخ الرابع من تشرين الثاني 2008 إدخال الطلاب عالم الموضة من أوسع أبوابها، على أمل أن تعرض هذه الإبداعات في عدد من الدول الأوربية لترسم أجمل صور الإبداع. ومن جهتها شددت ريم إبراهيم- خريجة معه النسيج – قائلة: أتوجه إلى الغرب ليتيقنوا أن العرب أصبح لهم اليوم إبداعات، وهي في طريقها إليكم.
" كنوز فلسطين" الثوب الفلسطيني وومطرزاته طان حاضراً وبقوة في عرض أزياء الطلاب الأول، وهي الفكرة التي عملت عليها المدرسة ومصممة الأزياء هايدي حنونة، صاحبة تصمميم "كنوز فلسطين"، والذي احتوى على 7 فساتين أرضيتهم سوداءوزينتهم التطريز الفلسطيني القديمعمره مايزيد عن 200 عاماً).. الديزاين والموديل، الألوان، التشريفات التفاصيل، الصغيرة، كل رسم وضع على التصاميم يحمل موضوعاً، فالنجمة هي نجمة الرعاة التي ذكرت في الكتاب المقدس، والتي حكلت العديد من المعاني الخاصة بالمسيحيين.. الشجرة وماتحمله من معاني الأخوة التعاضد والترابط بين الجيران، وغيرها.
وقالت: إنني وزميلتي عملنا على إحياء التراث بعد أن بدأ في الإندثار والاضمحلال شيئاً فشيئاً، فلقد استطعنا ابتكار العديد من التصميمات المتفاعلة مع صراعات الموضة اليوم، وما تحملها من ضجيج للألوان والخطوط. وأضافت:حملت هذه التصاميم كل معاني الإبداع ودمج الأصالة والتراث العصري والأمل و التفاؤل وتصميم صورة جديدة عن الفلسطيني. " تحوّلات الزجاج" اللمسة الفنية الأخرى التي دار حولها العديد من الاستفسارات والأسئلة من قبل الحضور وناقدي الأزياء الذين حضروا العرض كانت من تصميم "ريم إبراهيم" بعنوان "تحوّلات الزجاج". فكرتها فلسفية عميقة ربطت مابين الواقع والخيال واحتياجات الإنسان وتفاعلاته مع البيئة. قالت ريم: إننا نحافظ عليه من الكسر كما نحافظ عليك، نعيد تصنيع المهمل منه تماماً كما نعيد تأهيل إنسان مهمل ليصبح مبدعاً أو فناناً، فالإنسان عندما يخدش ويصسقط بمواجهته العديد من متاعب الحياة يقف قوياً متعلماً مما مضى، ولكن الخدش لا يُنسى يبقى حاضراً وبقوة في داخلك تماماً كما الزجاج، إذا كسر يلصق، ولكن آثار التفتت يبقى واضحاً، مضيفة: وهنا وجدت الترابط بين الإنسان والزجاج محاولة الحفاظ علة البيئةوالحفاظ على إنسانية الإنسان في الوقت نفسه. "الحناء" من خلال الألوان الترابية ونقش الحناء استطعت التعبير عن الجمال المرأة العربية في يوم الحناء المميز.. تقليد يسبق يوم الزفاف الفلسطيني بيوم، حمل كل معاني التراث الفلسطيني بعيداً عن السياسة .. أفكار وتقاليد آبائنا القدامى. أشارت "سهير منصور" شارحة تفاصيل تصاميمها الدفينة: حاولت إبراز المرأة في أبهى حلّة لها في جمالها ورسم الحناء على لباسها، واستخدمت العديد من الرسومات التي تعني الكثير لجداتنا الفلسطينيات، مثل الورد ، والذي كان يزين صحن الحناء من الخارج، والسنابل الخضر بما تحمله من معاني الحرية والحياة. استوحيت الفكرة من رسم الحناء على أيدي وجسم العروس للزينة فلماذا لا نزين فستان سهراتنا بنقش الحناء. "مانتمناه في منتصف الليل" سبعة فساتين سوداء اللون منتشرة عليها حبات "الستراس" بشكل هندسي مدروس يعكس جمالية السماء والنجوم. وخلال نشوة الانتصار قال طاهرالزغير، مصمم مجموعة "مانتمناه منتصف الليل" : المميز في عرضي كان الشكل الخارجي للفستان والخطوط الخارجية، فحاولت نقل عظمة وقوة الليل وتأثيره على الإنسان. وأضاف: الأبيض والأسود لا أعتبرهما من الألوان وأنما خليط راقي من الألوان عميق في معناه وضوئه، ويغير وجه العالم كله.. الليل يعطي المجال للتفكير والأمل، ومع كل هذا فالليل هادئ يفسح لك المجال للإبداع والتفكير وانطلاق الوحي دون قيود. وأكّد: السياسة لم تحتل جزءاً صغيراً في تصاميمي؛ لأن السياسة شيء والفن شيء آخر.. فصلت بينهما، ولكنني شجعت نفسي وزملائي مراراً للتفاني في عطاء هذا الوطن. فلسطين تمتلك العديد من المواهب الإبداعية، وكفانا استيراداً.. نأكل ونلبس مما يصنعه غيرنا. رسالة إلى هؤلاء المبدعين سامية رمتإلى تحقيق العديد من المطالب التي تندرج تحت بنود سلم، وهي أولوياتهم كفنانين وأبناء فلسطين، يعلنون أنهم شعب حي يملك القدرة والإبداع والتصميم والأرادة.. يحلمون كغيرهم ويبدعون إذا سنحت الفرصة ووجد الدعمالمادي لذلك.