إن عدم قدرة الطفل على التعبير عن ألمه يجعل ذويه دائماً في حيرة من أمرهم، فهم لايعلمون إذا ما كان الألم حقيقياً ناجماً عن مرض ما، أو أنه مجرد عرض عابر يمكن تدبر أمره بسرعة، بيد أن المسألة تصبح أكثر تعقيداً إذا تداخلت الأعراض بحيث يصبح من الصعب تحديد السبب الحقيقي لها...
وعموما لابد من أي يجد الوالدين طرقاً لحل لغز ألم طفلهم.. نستعرض بعضها في السطور القادمة.
فرك الأذنين أول ما يتبادر إلى الذهن إمكانية إصابة الطفل بالتهابات في أذنيه، أو أنه قد يعاني ببساطة من ضغط فيهما جراء الزكام. لكن ثمة احتمال لأن يكون الألم ناجماً عن إصابة الطفل بالحمى أو من وجود تجمع صملاخي مزعج، والاشكال الأخير يمكن معالجته بتنظيف الأذنين برفق.
وعموماً يمكن إعطاء الطفل مسكناً بسيطاً، او ان يراجع الطبيب في حالة الالتهابات، على أنه لاينصح في الغالب باستعمال مضاد حيوي نظراً لأن الالتهاب يزول تلقائياً بعد مدة قصيرة، إلا أن بعض الحالات من الشدة بحيث تستوجب وصف المضادات خصوصاً إذا لم يتجاوز الطفل الثالثة من عمره.
ولايمكن بطبيعة الأحوال استبعاد امور أخرى لدى الطفل في سنته الأولى كالتسنين مثلاً، والذي يسبب آلاماً في الأذنين نظراً لامتداد الأعصاب الموجودة في اللثة على طول خط الحنك قرب الأذنين. وعادة ما تترافق هذه الحالة مع انتفاخ اللثة واستمرار الطفل في العض على كل ما يقع بين يديه، وبالطبع يمكن التخفيف من هذا الألم بترطيب اللثة بقطعة قماش خشنة الملمس وباردة.
الضغط على الجبهة والصدغين يرجع سبب وضع الطفل يديه على جبهته أو صدغيه والصغط عليهما أولاً إلى حالة الصداع التي قد تنجم عن مسببات عدة، كالزكام أو قلة النوم أو تشنج محيط العينين أو حتى الجوع. ويمكن مبدئياً أن يعطى الطفل القليل من العصير الطازج أو المقبلات الخفيفة إذا لم يتناول شيئاً خلال الفترة الماضية، وإذا لم يبد عليه أي تحسن، فمن الأفضل أن يوضع في غرفة مظلمة متوسطة الحرارة، وأن توضع على جبهته كمادات بارده، ويعطى مسكناً كالأستامينوفين والإيبوبروفين. وإذا ما استمر الألم لساعات أخرى أو تكرار على عدة أيام، فلا بد من استشارة مختص، فهذا الصداع قد يكون مؤشرا على التهابات السحايا مثلاً.
وبأي حال لايمكن استبعاد احتمال التهابات الجيوب، فالألم في التجاويف الجيبية غالباً ما يتجه نحو الرأس، ويترافق في الغالب مع حمى طفيفة وسيلان أنفي ورائحة نفس كريهة مع حدوث ألم في الفك العلوي، وفي هذه الحالة يمكن استعمال مسكن أو مضاد حيوي.
الضغط على المعدة إن ضغط الطفل على معدته يشير في المقام الأول إلى احتمال إصابته بالتهاب فيروسي في الجهاز الهضمي أو أنه في حالة عسر الهضم. وفي كلتا الحالتين يترافق الألم مع الإسهال أو حتى التقيؤ أحياناً. ويمكن اتخاذ إجراءات بسيطة من قبيل وضع كمادات دافئة على بطن الطفل. لكن لابد من أن يكشف الطبيب على الطفل خاصة إذا ماكان الإسهال أو الإقياء شديدين.
لكن ثمة احتمالات واردة أخرى كإصابة الطفل بالإمساك أو بحساسية من اللاكتوز أو حتى التهابات الزائدة الدودية.. في الحالة الأولى غالباً ما يعاني الطفل من ألم أسفل بطنه، مع عدم تبرزه لفترة طويلة، أما الأطفال الذين لاتتحمل معداتهم اللاكتوز (سكر اللبن) فهم يشكون من آلام في معداتهم مباشرة إثر تناولهم الحلي او منتجاته، ويصابون بعدها بالإسهال أو بغازات البطن. وأما التهابات الزائدة الدودية فهي أقل الأمراض السابقة أحتمالاً، إلا أن هذا لاينفي خصولها، وغالباً ما يحدث الألم في اسفل وأيمن البطن مترافقاً مع ارتفاع الحرارة والتعرق الشديد.