يــافا الفلسطينية ارض البرتقال الحزين

الناقل : mahmoud rashed | الكاتب الأصلى : لذة غرام1 | المصدر : www.moon25.com



هل فيكم أحد لم يأكل من البرتقال اليافاوي؟ ففي الكثير من لغات العالم، تعني كلمة "يافا" البرتقال. ولا عجب في هذا ولا استغراب، لأن مدينتنا الفلسطينية العزيزة "يافا" مشهورة بإنتاج البرتقال؛ أفضل وأشهر أنواع البرتقال في العالم، فالبرتقال اليافاوي يتمتع بمزايا عديدة، تميزه عن بقية أنواع البرتقال في العالم، فقشرته غليظة سميكة، ويمكن لها أن تحفظ الثمرة جيداً، مدة طويلة من الزمن،.ومن ميزات برتقال "يافا" الأخرى، أنه كثير العصارة، وعصارته هذه زاهية بلونها البرتقالي المميز، وبطعمها الحلو السكري، فضلاً عن رائحتها العطرية الشهية.. اللذيذة، وهو منسوب إلى هذه المدينة التيبوسعها ان تملأ موسوعة تنسف بوضوح المزاعم الصهيونية التقليدية حول تطوير البلادوتحويل "قفارها" و" مستنقعاتها" و" خرائبها" الى جنات غناء ، فبيّارات البرتقال تحيط بيافا من ثلاث جهات من الشمال ، ومن الشرق ، ومن الجنوب أمّا الجهة الغربية ، فالبحر الذي تقوم على شاطئه الرملي الجميل .. البحر الأبيض المتوسط أو ليست يافا عروس البحر ... " رغم غيرة ومنافسة حيفا وعكا وغزة وسائر شقيقاتها منالمدن الساحلية في فلسطين لا بفضل جمال موقعها الجامع بين البحر والتل. عمر المدينة الآن حوالي أربعة آلاف وخمسين سنة وعبير أزهار البرتقال والليمون تنعش الأنوف والنفوس من مسافات بعيدة




((ميناء يافا))



العرب الكنعانيون هم الذين أاطلقوا عليها هذا الاسم الجميل ، لأنها



تقوم على السهل الساحلي البديع المسمى بسهل (سارونا) الخصيب الذي يرويه نهر العوجا ، ونهر (روبين) الذي تأتي مياهه من الأمطار المتساقطة على جبال القدس الشريف


من أشهر أحياءها ، حي العجمي ، والمنشية ، والجبلة ، والنزهة ، والعراقية ، والسبيل ، وحيّ المدفع ، وحيّ النقيب ، وحيّ الطالبية


ومن أشهر القرى المحيطة بها : بيت دجن ، والسافرية ، ويازور ، والسلمة ، والشيخ مونس ، والمسعودية ، والعباسية .



أمّا عن المساجد ، فحدّث عن أحزانها وآلامها ولا حرج منها : المسجد الكبير ، وجامع حسن بك ، وجامع الطالبية ، وجامع الشيخ رسلان ، وجامع أبو منون.



وكعادة الغزاة في كل العصور فقد نال يافا من التخريب والتدمير الكثير فعلى سبيل المثال:


مسجد حسن بيك في حي المنشية ، هذا المسجد الجميل المبنيعلى الطراز المعماري المملوكي تعرض حتى الان الى اكثر من 20 عملية اعتداء ومحاولةاحراق من قبل متطرفين يهود لا يحتملون شموخ مأذنته شاهدا بارزا على هوية المكان تمافتتاحه للصلاة بعد نضال شاق خاضه من تبقى من فلسطينيي يافا لكنهم لا زالوا محرومينمن رفع الاذان فيه.


ومن حوله في حي المنشية الذي بنته العائلات الثرية في يافا قبلالنكبة امثال عائلة بامية وبيدس لم تبق منها سوى بعض البيوت المستولى عليها من قبلاليهود ومصنع للصابون كانت تديره عائلة من نابلس، حول الى متحف لحركة "الايتسيل" الارهابية.


ومنازل حجرية ضخمة ومتلاصقة تبرز فيمقدمتها عمارة بطابقين كانت تعرف بمقهى المدفع قبل ان يحول إلى ملهى ليلي
(( أحد شوارع يافا القديمة))


وفي الركن الشمالي منأح الميادين بات مسجد علاء الدين مطعما وملهى ليلياوقبالته لا تزال "مصبنة دمياني" مهجورة حجيراتها غدت وكنات للغربان بجزئها الغربيفيما حولت بجزئها الشرقي الى " المسرح العربي العبري" .


وفي الطريق نحو شارع الحلوةالذي استبدل باسم عبري( ييفت) كبقية شوارع المدينة ومؤسساتها يطل مسجد يافا الكبيربمئذنته المرتفعة والذي حولت بعض جنباته إلى مراكز تجارية والى جانبه لا تزال يقع "سبيل ابو نبوت" المعد لتوفير ماء الشفة للمارة وفي اعلاه تبرز الطغراء العثمانيةمحفورة بالرخام دليلا على بنائه من العهد التركي، من هناك نرى مقرالمكتبة التوفيقية لصاحبها توفيق السمهوري الذي وضع اول معجم عربي عبري وقد تحولت إلى ناد ليلي هي الأخرى.


أما ساعة يافا الشهيرة التي بنيتتكريما للسلطان عبد الحميد الثاني فما زالت شامخة تئن من وطأة الاحتلال
وأما الجهة الشرقية من قضاء يافا حيث اقيم مطار " بنغوريون " الدولي لم تختلف حكاية المكان عن حكاية فلسطين حيث استوطنتالبيوت واهملت المقابر فيما حولت المساجد والمقامات الى كنس في احسن الاحوال.


وقبل ان ن ترك يافا سنتناول بعض الطعام من مطبخها الذي يتميز بأكلات شعبية رائعة ، نكاد نأكل أصابعنا معها ، أو بعدها ، مثل أكلة الصيّادية المكونة من الأرز مع السمك ، ومعها الفطائر الحلوة ، والمفتول .



هذه هي يافا عروس الساحل الفلسطيني الجميلة ، التي تمزج مياه البحر بدموعها ، وتكتب تاريخ أسرها ومعاناتها بدموع عينيها ، منتظرة الفرج من ربّ العباد القوي الجبار ، والفرج قريب قريب بعون الله العظيم