خجل الطفل الشديد موقف سلبي ولا يرغب الأهل بأن يتصف طفلهم بهذه الصفة، ويعملون جاهدين لكي يتخلص من خجله وتردده، ولكن يجب أن لا يتم التعامل مع الطفل الخجول بحذر شديد ، وألا يكون الشغل الشاغل للأهل، بل يجب تفهمه والشعور معه بما يختلج صدره من مشاعر مختلفة . فمثلاً يجب أن لا يقال للطفل الخجول بأنه خجول، فالطفل عندما يكبر وينضج يبقى كلام الأهل الذي يطلقونه عليه مطبوعاً في ذهنه، مما يجعله يصدق الصفات المتكررة التي يطلقونها عليه ويعمل من خلالها تلقائياً ودون أن يشعر، بالرغم من أنه قد يستطيع تجاوز الصفات السلبية منها. ومن المهم أيضاً تدريب الطفل منذ الصغر على القيام بمهام صغيرة ، كإعطائه النقود ليشتري ويدفع ثمن بعض الأغراض ، أو يمكن أن يطلب منه اختيار ملابسه بنفسه مع بعض الإقتراحات التي تقدم له ، ولكن يجب عدم إجباره أو فرض أي شيء عليه بل لا بد أن يتعلم الطفل كيف يمكن أن يبني شخصيته الإجتماعية بنفسه .
كما يجب الإهتمام بما يقوله الطفل وعدم التقليل من أهمية أفكاره أو مقترحاته ، لأن هذا بمثابة التقليل من أهمية الطفل نفسه ، وأيضاً على الأهل أن لا يسمحوا لأي شخص آخر بأن يؤذي مشاعر طفلهم أو يقلل من احترامه وأهميته . وإن أكثر ما يفيد الطفل الخجول هو تشجيعه على الإنخراط في النشاطات الإجتماعية و تشجيعه كذلك على المشاركة بالمسابقات المدرسية الثقافية منها و الرياضية ، وإبعاده قدر المستطاع عن النشاطات الفردية مثل مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، ومن المهم أيضاً أن ينتبه الأهل من مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين بطريقة سلبية . وأحياناً يمكن أن تسبب ضغوطات الأهل مشاعر متفاوتة من التوتر وعدم الإستقرار والأمان عند الطفل، وتجعله خجولاً أو انطوائياً أو تسبب له مشاكل نفسية أخرى أكبر من الخجل ، لهذا فيحذر الأهل من دفع الطفل للقيام بأمور لا يحبها أو لا يقدر عليها ، ويمكن الإقتراح عليه القيام بمثل هذه الأمور ومحاولة تشجيعه مع تفهم الطفل إن لم يكن مستعداً بعد . وبالتالي عندما يكون الأهل متفهمين لطبيعة أطفالهم ، ويقومون بمساعدتهم ومساندتهم وتشجيعهم، ويقفون بجانبهم لتحمل المواقف الصعبة التي قد يتعرض لها الأطفال ، ويدفعون بهم لحب المشاركة بمختلف النشاطات والأعمال مع غيرهم ، لن يتجاوز الطفل مشكلة الخجل وحسب بل ستكون له شخصية اجتماعية قوية ، تساعده وتقويه ليكمل مسيرة حياته الإجتماعية دون الإبتعاد أو الإنطواء عن الناس من حوله .