كتاب المرأة عدو للكتب، وحتى لو كانت قارئة للكتب، فهي في أغلب الأحيان يختلف ذوقها عن ذوق شريكها في الكتب الذي يقرأها – ده إذا كانت تقرأ أساسا بعد الزواج- ولذلك فعندما يدخل عليها زوجها بكتاب واخده تحت إيده وبيقولها شوفتي الكتاب ده هايل جدا، ثم ينظر إليه بشغف غريب وبحلقة وهو يفر أوراقه وفي عينيه نظرة واحد في إعدادية أول مرة يشوف صورة ساخنة، ثم يقول بصوت رخيم يدل على عبقرية فظيعة وهو يقرأ عنوان الكتاب لزوجته "هل نحن بلا نظير؟" وهنا تقول زوجته في سرها "لأ طبعا انت موردتش على حد قبل كدة" ثم يستكمل الرجل قراءة عنوان الكتاب على الغلاف غير عابئ برد فعل زوجته ويقول "عالم يستكشف الذكاء الفريد للعقل البشري" وهنا تقول له زوجته بنبرة تحمل الكثير من السخرية "خش غير هدومك يا ذكي يا فريد عصرك وأوانك"، وهنا يقول لها الرجل بسذاجة "ده كتاب رائع لجيمس تريفل" ولذلك ترد عليه الزوجة "خلاص يا عم جيمس بوند صدعتنا". فالمرأة لها فلسفة غريبة جدا في موضوع الكتب، فهي تعتقد أن الكتب إللي مالية المكتبة كفاية قوي على جوزها، وأنه لا يحتاج المزيد منها، وكل شوية تلاقيها بتقوله "مش كفاية كل الكتب دي" "مش تجيب حاجة مفيدة أحسن". صديق الرجل يعزم بقلب جامد على صديقه، ويدعوه لتناول الغذاء معه، فالرجل يفكر في شيء واحد فقط "هل يوجد أكل في البيت أم لا؟" وطالما يوجد أكل فالرجل يعزم بكل قوته ولا يفكر مطلقا في تقبل زوجته للعزومة المفاجئة أو عدم طيقانها للصديق المنتظر. وهنا ترسم الزوجة على وجهها ابتسامة صفراء مفضوحة، وتقول للصديق "إيه المفاجأة الحلوة دي" وهي تعني "إيه إللي جابكوا دلوقتي هو أنا ناقصة". هدية رمزية حتى لو واخد مراتك عن حب، انسى الرومانسية والمشاعر والأحلام والخيالات والذكريات بعذ الزواج، فالرموز والتذكارات والبساطة والرقة كلها أشياء تختفي من قاموس حياتكما، ليبدأ التفكير العقلاني العملي أو بمعنى أدق المادي. فإذا كانت شريكتك تقبل منك كارت صغير شيك أو ميدالية بسيطة قبل الزواج، فإنها تنتظر منك بلوزة أو عشوة حلوة أو غسالة أطباق بعده، ولذلك لو قمت أنت بإحضار هدية رمزية بسيطة، فعليك أن تتأكد أن هذه الابتسامة المرسومة على شفاهها وأن هذه الكلمات الرقيقة التي خرجت منها، ما هي إلا حركات بركات.