جورج صبري:
تعالى كدة واسأل أي شخص عن مواصفات شريكة حياته المنتظرة، سوف يجيبك على الفور "عايزها أخلاق وطيبة والجمال مش كل حاجة بالنسبالي" وهذا الكلام غير منطقي بالمرة، فالأخلاق كدة كدة يجب أن تتوافر ولا تحتاج إلى أن تطلبها بالاسم، فهل يقول أحد إنه يريد في سيارته الجديدة أن يكون فيها موتور، فمن البديهي أن يوجد الموتور فهو لا يحتاج إلى تأكيد، أما بالنسبة للطيبة فهي صفة يجب أن يطلبها الشخص ولكنه ينساها تماما أو يتناساها لو وجد الجمال الصارخ الذي ينسيه أي حاجة، فالواقع يقول إن الشكل هو المعيار الأساسي لكثير من الزيجات: وهناك 4 أشياء لا يضعها الرجل في الاعتبار في فترة الخطوبة أو حتى في فترة البحث عن شريكة الحياة، ولكنه يصطدم بها بعد الزواج:
خفة الدم عادة ما يختار الرجل الفتاة صاحبة الابتسامة الرقيقة الهادئة وسط المحيطين، والتي لا تسمع لها صوتا وسطهم، لأن هناك من يبتعدون عن الارتباط من الفتاة صاحبة الضحكة المجلجلة والقهقهة الصاخبة. ويعتقد الرجل أن هذه الفتاة التي لا تتكلم، هي الأكثر أدبا وتربية، ولا يضع في ذهنه أبدا أن هذا الصمت ربما يكون نتيجة كآبة وانطواء وعدم ثقة في النفس وقلة المعلومات ونقص المعرفة وفقدان القدرة على الاتصال بالآخرين. وحتى لو قلتلي يا عزيزي ان الرجل مسيره يخطبها ويعرفها على حقيقتها، أقول لك أن ذلك لن يحدث، لأن الرجل في فترة الخطوبة يكون كل تركيزه على كلامه هو فقط، ولا يركز كثيرا في كلامها، وهذا خطأ فادح. فالرجل يحاول دائما البحث عن الافيه والقفشة الطريفة، ويبهره جدا أن تكون خطيبته مسنتحاله – لو معرفتش يعني إيه مسنتحاله مش مشكلة – فهو يفرح بنفسه كثيرا حينما يجدها في حالة ضحك دائم على كلامه، وفي قهقهة مستمرة طول ما هو بيرمي افيهاته ويحكيلها عن بطولاته، ولا يهتم كثيرا بما تقول هي لأنه سعيد بأنها منبهرة بأحاديثة. أما بعد الزواج فسوف يحتاج الرجل أن تكون هي أكثر من زوجة، فهي شريكة أيضا، يجب أن تشاركه الحديث على أقل تقدير، وهنا يفاجأ الرجل بأنها لا تفهم النكت ولا تضع الضحك كأولوية عندها، ودايما تشتكي وتتنهد وتنعزل وعايشة في دور المغلوبة على أمرها التعبانة الشقيانة، وتتحول بذلك حياة الرجل إلى شيء لا يطاق لأنه خالي من الضحك والابتسامة والمخ المفتح.
تعاملها مع أسرتها يركز الشاب خلال فترة الخطوبة على تحسين العلاقة بين شريكته وبين أسرته والعكس، ويعتبرها إنسانة كويسة جدا إذا أحبت أسرته، كما أنه يسعد كثيرا إذا قامت أسرته بالثناء عليها، ووسط هذا المجهود والقلق تحسبا لحدوث أي شيء يعكر صفو العلاقة بين الطرفين، ينسى الرجل ملاحظة سلوك شريكة حياته مع أهلها، فهذا مؤشر خطير جدا. فربما تكون قاسية عليهم، وربما تنفعل كثيرا على والديها، أو تسيئ معاملة الأخوة، فهي قد ترسم على الشاب حب والدته في اللحظات القليلة التي تجلسها معها، ولكن المعدن الأصلي لا يظهر إلا من خلال طبيعة علاقتها بأسرتها وهي العلاقة التي لا ينظر إليها أي رجل.
الصبر يفسر الرجل استعجال خطيبته على أنه نوع من الحب والرغبة في الزواج بسرعة، فهو يفسر عدم صبرها على فقره كنوع من الرغبة في الزواج، ويفسر عدم صبرها على تأخيره كنوع من الحب والرغبة في عدم الانتظار، ولكنه في الحقيقة لا يدرك أبدا أن هذا الاستعجال هو صفة أساسية فيها ومؤثرة جدا في الحياة الزوجية وقادرة على تدمير أي علاقة، لأنها لن تصبر عليه في مرضه ولا في نقص لوازم المنزل ولا في أي شيء.
حسن معاملة الآخرين هل عمرك شفت راجل فك الخطوبة لأن خطيبته هزقت الجرسون أو نهرت في شحاتة أو مسحت بكرامة السايس الأرض؟ استحالة طبعا، فالحب يجعل الرجل يعتقد أنها بذلك شخصية قوية وصاحبة كرامة وكبرياء، ولكن الحقيقة قد تقول إنها خنقة ومتعالية ومتعنطظة وإنفة ولا يطيق الإنسان أن يجلس بجانبها أساسا لا أن يتزوجها.