الفرق بين فرح المؤمن وفرح المنافق

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سعيد الروبى

بسم الله الرحمن الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الفرق بين فرح المؤمن وفرح المنافق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* أولا ً: فرح المؤمنين :-

 

* بشرى فرح المؤمنين فى القرآن : -

 

قال تعالى : ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون ) .

قال تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) .

قال تعالى : ( والذين آتيناهم الكتاب يفرحوا بما أُ نزل إليك ) .

قال تعالى : ( فرحين بما آتاهم الله من فضله ) .

 

* بشرى فرح المؤمنين فى السنة:-

 

قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( للصائم فرحتان يفرحهما ! إذا افطر فرح بفطره . وإذا لقى ربه فرح بصومه ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* ثانيا ً : فرح المنافقين: -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فرح المنافقين فى القرآن : -

 

قال تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) .

قال تعالى : ( جائتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ) .

قال تعالى : ( رضوا بالحياة الدنيا ) .

قال تعالى : ( قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )

قال تعالى : ( فإذا اذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ) .

قال تعالى : ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) .

قال تعالى : ( يتولوا وهم فرحون ) .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* المؤمن فى الدنيا قليل الفرح كثير الحزن و التفكر مشغول بمصيره ومستقبله يوم القيامة .

 

* وليس معنى هذا انه لا يفرح ...... كلا ........يفرح ولكن مع الفرق بين فرحه وفرح المنافق لأن المؤمن يفرح بكل ما أعانه الله عليه فى أمور الطاعة وبماوفقه الله فى العبادات. ويسبشر بذلك ويرجى أن يكون هذا التوفيق علامة على القبول.

 

* والمؤمن لا يفرح بشىء من الدنيا أقبل ....... ولا يحزن على شىء من الدنيا أدبر . بل يفرح من أجل الدين فقط ..... ومن أجل الحق . ففرحه كله لله . لا ريائا ً ولا لنفسه . يفرح إذا قل الشر والفساد ...... حتى وإن لم يزل بالكلية ...... قال الله تعالى : ( ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصرمن يشاء ) .

 

* فعندما نتأمل فى فرح المؤمن المذكور فى هذه الآيات فنجد أنهم يفرحون بأنتصار الروم على الفرس مع أن الروم كفار والفرس كفار .... ولكن كفر الفرس أغلظ من كفر الروم . والفرس ليس لهم كتاب أما الروم فلهم كتاب .... فمعنى انتصار الروم هو تغلب الكتاب وقلة الكفر و الفساد و الشر ...... ومعنى إنتصار الروم هو إنتصار أهل الحق على أهل الباطل ............... وهذا نوع من أنواع الفرح الذى يفرح بها المؤمن فى الدنيا.

 

* وهناك نوع آخر من أنواع الفرح الذى يفرح به المؤمن فى الدنيا هو الفرح بكتاب الله تبارك وتعالى ...... الفرح بقراءة وحفظه . قال تعالى : ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فاليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون ) .

 

 

* فالمؤمن يفرح بالقرآن يفرح بقراءته ويفرح بتعلمه ويفرح بهدايته ويفرح بسماعه . ويشعر بسعاده وارتياح عندما يسمع القرآن أو يقرأه أو يحفظه .......... ويعتبر أن قراءته لآيتين من كتاب الله أفضل من حصوله على بقرتين وقراءة ثلاث آيات أفضل من حصوله على ثلاث بقرات وهكذا ...... فإن القرآن أفضل من المال وأفضل من الدنيا . والعلم بالقرآن أفضل من إكتساب المال ........ وقد جاءت أحاديث صحيحة فى هذا المعنى . ففرحة المؤمن بالقرآن لا يعادلها فرحة ........... وهى فرحة محموده وفى سبيل الله .

 

* النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لم يفرح لشىء من الدنيا وإنما كان يفرح لله تعالى ففرح النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عندما وفقه الله تعالى إلى فتح خيبر ........ ولما عاد ابن عمه جعفر بن أبى طالب وكان مهاجراً إلى الحبشة فى سبيل الله وطالت هجرته وظل مهاجرا ً حوالى أربعة عشر عاما فى سبيل الله ولما عاد جعفر ثم لقى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) . فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لا أدرى بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر .

 

* ففتح خيبر نعمة من نعم الله ففيها نتخلص من شرور اليهود الذين كانوا يعادون المسلمين فلما فتح الله خيبر على المسلمين كان ذلك فرح شديد للتخلص من شر اليهود.

 

* وعندما عاد جعفر فرح هو ومن معه مع أنه لم يعود بهدايا ولا بأموال طائلة وإنما مؤمن عاد إلى حظيرة المؤمنين وعاد ‘لى إخوانة وجماعته المؤمنة .......... فكان هذا هو الفرح الذى يفرحه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ................ وهكذا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

* أما المنافقين والكفار ففرحتهم فى الدنيا فيفرحوا إذا حصلوا شيئا ً من طعام الدنيا الحقيرة الرخيصة الفانية ...... ويفرحون بالدنيا إذل أقبلت ......... ولا يفرحون بالآخرة ...... خذ على ذلك مثال : قال الله تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا ً لو كانوا يفقهون ) .

 

* وفرحوا بمقعدهم أى بقعودهم خلاف رسول الله . فرحوا بقعودهم فى المدينة خلاف رسول الله الذى خرج لملاقاة الكفار فى بلاد الشام...... تأمل أخى هذه الآية هذه هى فرح فرحة المنافقين . فرحوا أنهم لن يقتلوا الكفار ولن يتعرضوا للموت ولا للجرحات . فرحوا من أجل الدنيا .... فتأمل أخى الحبيب فى فرحهم الذى ليس له أى معنى ؟؟!!

 

* لقد كان المنافقين يفرحون إذا أصاب مصيبة وبلاء .......... شماتة فى المسلمين .... كانول يفرحون لأحزان المسلمين ....... كانوا يشعرون بسعادة لهزيمة المسلمين مع أنهم ضمن جماعة المسلمين فى الظاهر ولكن ..... فى الباطن فهم أعداء للمسلمين ....... فهذه فرحة مذمومة وسعادة وهمية تدل على مرض قلوبهم .......... أهذه هى الفرهة !!........ أهذه هى السعادة !! أهكذا تكون المشاعر و الأحاسيس !!

 

* والمؤمن يفرح لأخوانة إذا أصابتهم حسنة . ويخزن عليهم إذا أصابهم مكروه .

 

* فالمؤمن يفرح لإخوانه المؤمنين كما يفرح لنفسه ....... أما المنافق فيفرح لإخوانه الكفار.