بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرة رمضانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أطلكم شهر وكم هذا بمحلوف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن الله يكتب أجره ونوافله قبل أن يُدخِلَه ويكتب أجره وشقاءه قبل أن يُدخِلَه وذلك أن المؤمن يُعد فيه القوت من النفقة للعبادة ويُعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم.
*كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحدّث أصحابه عن دخول شهر رمضان ..... وتكرر هذا الأمر فكان يبشرهم ويعلمهم ويذكرهم فقال لهم فى ذات مره : قد أطلكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه . تفتح فيه أبوب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم.
*وحديثنا هذا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أطلكم شهر وكم هذا بمحلوف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . ومحلوف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو الحلف الذى يحلف به الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لا يحلف إلا بالله وكان يقول النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : والذى نفس محمد بيده...... ولا يجوز الحلف بغير الله . فمن حلف بغير الله فقد أشرك . فمعنى حلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى الحديث أنه ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه ...... فشهر رمضان هو مصدر الخير للمسلمين وفاتحة خير للمسلمين...... فيكرمهم الله ويجود عليهم ويعطيهم ما لا يعطيهم فى غيره ....... فينزل عليهم رحماته ويعتق رقابا ً من النار ويضاعف لهم الحسنات أضعافا ً كثيرة . ويثقل لهم موازينهميوم القيامة . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (كل عمل ابن آدم يضاعفُ الحسنة ُ بعشر أمثالها ألى سبعمائة ضعف . وقال الله إلا الصوم فأنه لى وأنا اجزى به).
* كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من قرأ حرفا ً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ).
*كما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يروى عن ربه تبارك وتعالى : ( أن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بعد ذلك من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة . وأن من هم بها وعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ). والحد الأدنى للحسنة أن تضاعف بعشر أمثالها . قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الأنعام ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) وهذا من كرم الله سبحانه وجوده ثم قد تضاعف الحسنة إلى أكثر من عشر حسنات وذلك يتوقف على إخلاص العبد فى العمل الذى يقوم به. ثم قد تضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف كما فى النفقة فى سبيل الله . فالأنفاق فى سبيل الله هو أصعب شىء على النفوس .
* أما الحسنة فى شهر رمضان فجزاؤها وثوابها أكثر من سبعمائة ضعف. فالحد الأدنى للحسنة فى شهر رمضان هو سبعمائة ضعف . أما الحد الأقصى فلا حدود له .
* فالذين يبحثون عن الحسنات الكثيرة أمامهم فرصة عظيمة فى شهر رمضان فالحسنة على الأقل بسبعمائة ضعف . لا تقل عن ذلك فى شهر رمضان وإنما تزيد بإستمرار ولا يعلم مقدارها إلا الله . والحسنات الكثيرة هى سبب النجاة يوم القيامة.
* فوزن الحسنات والسيئات فى الميزان يوم القيامة .......(فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضيه وأما من خفت موازينه فأمه هاويه ) فمن ثقلت موازين حسناته دخل الجنة ومن خفت موازين حسناته دخل النار فلا بد من أن نسعى للنجاة يوم القيامة وندخل الجنة . وذلك عن طريق أمرين : فالأمر الأول : هو وجود حسنات كثيرة توضع فى كفة الميزان. و الأمر الثانى : هو عدم ضياع هذه الحسنات وانتقالها إلى أناس آخر . لأنك قد تكتسب فى الدنيا حسنات كثيرة كأمثال الجبال ولكن يأخذها منك غيرك وتنتقل إلى غيرك يوم القيامة بدلا ً من خصوم كان يطالبك بها فى الدنيا. قال تعالى : (يوم يفر المرء من اخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرىء منهم يوئذ شأنٌ يغنيه ) ففى يوم القيامة يفر المرء من ابنه حتى لا يطالبه بحسنة وفاء لحقوقه السابقة البقيه .
* فإجتهد فى أن تكتسب وتوفر حسنات فى حياتك الدنيا . وإجتهد أن تحتفظ بها لنفسك حتى لا تتعب أنت فيها ويأخذها غيرك .... إجتهد فى أن تقلل من عدد السيئات بحيث تتبقى لك حسنات توضع فى ميزانك فترجح كفة الحسنات على كفة السيئات فتدخل الجنة من أول مرة. قال الله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تـُظلم نفس شيئا ً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ اتينابها وكفى بنا حاسبين ) .
* فشهر رمضان هو شهر الحسنات الكثيرات أضف إلى ذلك ليلة القدر وثوابها لمن أحياها وأغتنمها . قال الله تعالى : ( ليلة ٌ القدر خير ٌ من ألف شهر ) ليلة واحدة ثوابها خير من ثواب ألف شهر.......... ألف شهر بمقدار ثلاثة وثمانين سنة وزياده......... ليلة واحدة من ليالى شهر رمضان يغتنمها المؤمن ويحيها خير فى ميزان الحسنات من عبادة ألف شهر ...... أكثر ثوابا ً من عبادة ثمانين سنة وزيادة .... هذا هو شهر رمضان ..... ولم يبق إلا الأستعانة بالله والأقبال على الله والحرص على إغتنام وإكتساب الحسنات والرجاء وإحتساب الأجر والثواب.
* هذا فضل الله وهذه عطية الله للمسلمين فى شهر رمضان ......فماذا أنتم فاعلون ؟ هل ستغتنموا هذا الشهر الكريم وهذه الأوقات المباركة فى الطاعات وتحصيل الحسنات أم ستضيعوها ؟؟!!
* إن اليالى فى رمضان تحتاج إلى إحياء وإغتنام أكثر من صلاة القيام .
قالت عائشة يا رسول الله هل تعرفون اهليكم يوم القيامة ؟ فقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلا فى ثلاث مواطن( – عند تطاير الصحف – وعند الميزان – وعند الصراط) . فبكت عائشة رضى الله عنها وقالت إن الأمر شديد.
*أخى الحبيب : تخيل نفسك أمام الميزان الدقيق الحساس العادل ......... وتخيل حسناتك وهى توضع فى كفة الحسنات ...... وتخيل سيئاتك وهى توضع فى الكفة الأخرى ..... وأنت تنتظر النتيجة التى يتوقف عليها إما دخولك الجنة وإما دخولك النار .
* إخوانى : ( ماذا تريدون من ربكم ؟ أتاح لكم كل أسباب الخير ميسرة وسهلة ... قريبة المنال ..... هل تضيعون كل هذه الفرص .............. ؟ أم تـُقبلون وتتنافسون ؟ إنها أيام معدودات فلا تضيعوها فتندموا أشد الندم فى الدنيا قبل الآخرة ............. ) .