الشيوعية (communism) أو الماركسية هي صورة متطرفة من الاشتراكية، تقوم على منع الملكية الفردية، وسيطرة الدولة الكاملة على وسائل وأدوات الإنتاج. والماركسية (الشيوعية) لا تؤمن بإله خالق لهذا الكون، وتزعم أن الدين أفيون الشعوب!! تدعي الماركسية أنها فلسفة شمولية لها معتقداتها وتفسيراتها للتاريخ والتغيرات الاقتصادية على مبدأ الصراع بين الأغنياء (الطبقة البرجوازية) والفقراء (طبقة البروليتاريا).
وقد وضع الأسس النظرية للشيوعية (الماركسية) اليهودي كارل ماركس مساعدة صديقه فردريك انجلز في القرن التاسع عشر، وقام بتطبيقها عملياً (لينين) في روسيا بعد قيام الثورة البلشفية، ووصول أصحاب الفكر الشيوعي إلى السلطة. وأكل المسيرة(ستالين) من بعد لينين، وعرف عهدهما بالدكتاتورية المفرطة والاستبداد بالرأي والقسوة الشديدة والعنف المتزايد.
وقد تكشفت بعد رحيلهما المآسي الفظيعة التي ارتكبت صد الملايين من المحكومين من القتل والإعدام والسجن والتعذيب الرهيب، حتى أطلق (خرتشوف) على فترة حكم ستالين وصف (مرحلة عبادة الفرد).
أقام كارل ماركس نظريته على ظروف القرن التاسع عشر الميلادي الصناعية في ظل سيطرة الرأسمالية، ولم يتصور ما شهده القرن العشرون من تطور في الرأسمالية وتقدم في العلم والتكنولوجيا، لذا فقد شهدت نهايات القرن العشرين فساد الفكر الماركسي، وخطأ تنبؤاته وتشل تطبيقه العملي في الدول التي تبنته، وبالتالي انصراف كثير من الأقلام التي كانت تؤيده، وسقوط النظام الشيوعي ي الاتحاد السوفيتي المتزعم للكتلة الشرقية الشيوعية.
وأشد مساوئ الماركسية ما أظهرته من عداء الأديان عامة والإسلام خاصة، إذ جعل ماركس بفكره الإلحادي القضاء على الأديان هدفه الأكبر، وقام أتباع الفكر الماركسي بهدم المساجد وإحراق المصاحف، وإلغاء تدريس الدين، واعتقال علمائه، وتدريس الإلحاد والماركسية كمادة إجبارية في المدارس والجامعات لإنشاء أجيال جديدة ملحدة لا تعرف الدين بل ترفضه وتعاديه، فالماركسية تنكر وجود الله، ولا تؤمن بالغيبيات، ولا تعترف بيوم القيامة، ولا تعبأ بالمحرماتن بل ترى الخروج عليها، فلم يكن غريباً أن تنادى بالفوضى الجنسية، والزواج الجماعي كصورة مثلى للحياة في الفكر الماركسي، يقول لينين: (إن من أهم الأهداف لحزب العمل الاشتراكي في روسيا هو أن يحارب بلا هوادة كل نزعة دينية في أفئدة العمال، إن مهمتنا الدعوة إلى الإلحاد على أوسع نطاق ممكن)، ويقول خلفه ستالين: (يسرني أن أعلن أن الاتحاد السوفيتي سجل نصراً كبيراً بالقضاء على العقيدة الإسلامية، واستئصالها من الوجود، فلم يبق من أتباعها إلا قلة هم في طريق التصفية والاضمحلال كما أن مساجدهم في طريق الزوال).
لقد تعرض المسلمون إلى حرب إبادة وحملات تهجير واضطهاد، وأجبروا على تربية أبنائهم في بيئة ملحدة، ولكن القهر لا يطفئ دين الله –تعالى- فما إن سقط الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا إلى الاستقلال واستعادة حريتها وتطلعت على العودة إلى إسلامها من جديد. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.