هذه إطلالة عام جديد يستقبله الناس بفرحة وتطلّع لأن يكون العام القادم أفضل من العام الذى انقضي. غير أن الواقع الذى يعيشه العالم هذه الأيام لا يحمل معه أى قدر من التفاؤل. فالأيام حبلي ولا نعرف ماذا تحمل لنا. والخوف أن تصدق فينا الحكمة التى تقول "رب يوم بكيت منه، وغداً تبكى عليه".
إننى أفضل أن أستقبل العام الجديد بالغناء لا بالبكاء. وأنشد مع الناس احتفاءً بالعام الميلادى الجديد "سنة حلوة يا جميل". غير أن ما نقرأه فى الصحف ونسمعه فى المذياع أو الحاكى، التلفزيون أو الرائى (قال يعنى تعريب!) يجعلنى أتردد فى إظهار الفرحة. ويخطر فى ذاكرتى مقولة موسيقار الأجيال اللواء أركان حرب (يا لطيف!) محمد عبدالوهاب رداً علي سؤال حول شعوره من الاحتفال بيوم ميلاده حيث يقول؛ وهل أفرح بتوديع عام انتقص من سنوات عمرى.
ولكن ما سبق لا يمنع من أن يحمل الفرد منا بعض الأمانى والآمال. فقدرات أمتنا العربية والإسلامية زاخرة بمواقع الأمل التى يمكن أن تغير المعادلات القائمة وتفرض حقائق جديدة. كل ما نحتاجه هو أن نقف برهة لنسأل أنفسنا أين نحن من ما يحدث حولنا؟ أين موقعنا علي الساحة الدولية؟
يطالب البعض بحوار مع الآخر فيما يسمونه حوار الحضارات. وهو أمر ضرورى وملح. ولكن نحن فى حاجة قبل هذا إلي معرفة أسس وقواعد هذا الحوار. وهل ندخله كأمة واحدة أو كدول وشرازم؟ كرأى واحد أو آراء متعددة.. متناقضة!!
إننا فى حاجة إذن إلي وقفة مع النفس.. إلي حوار مع أنفسنا.. نفهم فيه ماذا نريد. إن فهم أنفسنا هو المقدمة لفهم الآخر والحوار معه. إذا فهمنا أنفسنا.. فقد يفهمنا العالم. دون ذلك يصبح أى حوار مع الغير يشبه حوار الطرشان.
إن علينا أن نستمع إلي بعضنا البعض.. حتي يسمعنا العالم.