صدر عن مركز البحوث بمعهد الإدارة العامة بالرياض كتاب "دليل العمل عن بعد" من تأليف مايك جرى، نويل هدسون، وجيل جوردن. وقد قام بترجمة الكتاب عمر بن عبدالرحمن العيسي، وراجع الترجمة الدكتور وحيد بن أحمد الهندى. وقد أشار بروس بوند، مدير عام مجموعة المنتجات والخدمات بشركة الاتصالات البريطانية، فى تصديره للكتاب إلي أن كتاب "دليل العمل عن بعد" يعتبر دليلاً مفصلاً وعملياً للمديرين والأفراد، كما يعد إضافة للأدبيات المتنامية لأسلوب العمل عن بعد. وتختلف الأسماء التى تطلق علي نظام العمل عن بعد؛ كالعمل المنزلى، والعمل من مسافة بعيدة، والعمل المتفرق، والتنقل الإلكترونى. كما تختلف أماكن أدائه؛ فيمكن أن يؤدي بالمنزل، ومن مركز عمل عن بعد، ومن كوخ عمل من بعد، كذلك يمكن أداؤه من سيارة، أو عربة نقل تجارية، أو سفينة، أو طائرة أو غرفة فى فندق. إنه نظام آخذ فى النمو علي مستوي العالم كأسلوب للحياة. تنقل شبكات الهاتف الآن معلومات حول العالم بسرعة متزايدة وبدرجة وثوق عالية. الموظفون المكتبيون فى إيرلندا يعملون لصالح شركة تأمين أمريكية بدرجة عالية من الكفاءة كما لو أنهم يعملون فى الولايات المتحدة الأمريكية. وجزر مثل جمايكا وهاواى ومايوركا بدأت بتأسيس مراكز للعمل عن بعد لتعمل لصالح أصحاب العمل فى البر الرئيسى. فبمجرد توفرر خط هاتفى يعمل، يمكن أن يؤسس ذلك مركزاً محلياً للعمل عن بعد. فلأول مرة، يمكن جلب العمل العادى، مهما كان مستوي أهميته إلي الموظفين دون أى حاجة للبنية التحتية لوسائل النقل الحديثة الملموسة. وعلي الرغم من أن العمل من مسافة بعيدة ليس أسلوباً جديداً، ففى القرن التاسع عشر الميلادى عاشت مئات الآلاف من الأسر علي العمل بنظام العمل بالقطعة، حيث يحضر مندوبو المصانع من المدن إلي منازل هذه الأسر، لجمع هذه القطع؛ إلا أن التطبيقات الإلكترونية مكنت من أداء أعمال معقدة وعالية المستوي بهذه الطريقة. وقد توسع نظام العمل عن بعد، بعد أن كان مقتصراً علي فئة محدودة من خبراء الحاسب الآلى والإلكترونيات، إلي جميع الناس بمختلف الأعمار، وفى غالبية الدول وفى جميع الأحوال. وقد حول نظام العمل عن بعد التركيز من صفات ومؤهلات الموظف إلي طبيعة العمل؛ مما قلل من التحيز والتعصب فى التوظيف. وعن طريق الإلكترونيات، يمكن للأشخاص المرتبطين بالمنازل أن يكونو بنفس الفعالية والقيمة العملية التى عليها المديرون التنفيذيون المتنقلون. نظام العمل عن بعد انتشر فى جميع البلدان، ويهتم به فى الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة، حيث يعتبر كثروة للسكان ونمط حياة. سنغافورة التى عزمت فى سياساتها علي تجاوز الولايات المتحدة الأمريكية من حيث دخل الفرد، لديها أكبر شبكة أسلاك منزلية متكاملة، تليها اليابان والتى كذلك تتبني وتشجع نظام العمل عن بعد. فى المملكة المتحدة، يوجد جهاز حاسب آلى فى كل مدرسة وهى بذلك تكون قد سبقت أغلب الدول. وفى الولايات المتحدة الأمريكية، شجع الرئيس بوش ودعم نظام التنقل الإلكترونى، وأعلنت وتبنت إدارة كلينتون "طريق المعلومات السريع". نظام العمل عن بعد يوفر طريقة لاحتواء استهلاك الوقود، وما يتبع ذلك من آثار علي صناعة البترول وميزان المدفوعات لغالبية الاقتصاديات. منذ الخمسينات من القرن العشرين الميلادى عندما كان الكتَّاب يعتبرون احتمالية وصول الإنسان إلي القمر 5000 إلي 1 ضد ذلك، كتب المعلقون بأن الإلكترونيات ستغير طريقة عملنا وحياتنا. وكانوا محقين فى ذلك؛ فشبكات الاتصالات الإلكترونية الحديثة، ومعدات الحاسب الآلى، وأجهزة الفاكس، والهواتف النقالة أصبحت متوفرة لكل منزل ومكتب. نيل أرمسترونج لم يفاجئ الكتَّاب فقط بمشيه علي سطح القمر، بل كان أحد رواد نظام العمل عن بعد. يجب أن ينتبه المديرون للمسائل الإنسانية ذات العلاقة، كما يجب أن يقيسوا نتائج زيادة أعداد العاملين عن بعد. كما يجب أن تساعد الأسر علي تقبل ودمج المكاتب الحديثة فى المنزل. كما فى استطاعتهم مساعدة العامل عن بعد فى التحول إلي العمل من منزله. والزملاء فى المركز الرئيسى ملزمون بتعلم مهارات اتصالية جديدة، وبمساندة زميلهم الذى لا يرونه. نظام العمل الناجح لا يمكن الحصول عليه بالإلكترونيات والاقتصاديات فقط؛ لذلك فإن هذا الكتاب يحاول أن يكون دليلاً عملياً عن طريق تناول مجالات أخري ذات علاقة بهذا النظام؛ فهو يحتوى علي جزء لتوجيه وإرشاد القارئ فى المتاهة المعقدة لتحديد ماذا يجب شراؤه، وماذا يجب تعلمه ويجب الاحتفاظ به لتطبيق نظام العمل عن بعد. الكتَّاب الذين ساهموا فى هذا الكتاب، خططوا -وحققوا ذلك فعلاً- لتغطية جميع المسائل الرئيسية المتعلقة بنظام العمل عن بعد، للاخصائيين العاملين بالشركات وللهيئات الحكومية والشركات والأفراد.