ما زال لكل داء دواء!!

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

ما زال لكل داء دواء!!
 
ما زال العلم ولله الحمد، يحمل للإنسانية المزيد من الأخبار والبشائر والاختراعات السارة التى تعود علي حياة البشر بالخير لتضفى عليها بسمة وأملاً جديداً بالخلاص من المشاكل الصحية، وخاصة تلك التى استعصت فترات طويلة دون حلول جذرية. ومن بشائر الأخبار التى بثتها وكالات الأنباء العالمية مؤخراً تلك الدراسة البحثية التى شملت 1513 مريضاً واستمرت ثلاث سنوات وأكدت فاعلية عقار شائع لضغط الدم يمكنه أن يقلل بصورة كبيرة من تقدم أمراض الكلي لدي المصابين بالنوع الثانى من مرض السكر، مما قد يسهم فى التخفيف من مضاعفات مرض الضغط والسكر لدي الكثير من الناس.
فقد توصلت الدراسة البحثية التى قادها فريق من أطباء الكلي بمستشفي برجهام للنساء التابعة لجامعة بوسطن، ونشرت نتائجها فى طبعة المجلة البريطانية للطب الصادرة فى العشرين من شهر سبتمبر الماضى، إلي أن مركباً شائعاً لعلاج ضغط الدم ويسمي علمياً "لوسارتان" وهو المضاد الثانى لانقباض الأوعية الدموية يمكنه تخفيف خطر تدهور أمراض الكلي وتقليل فرص وصول المريض إلي المرحلة النهائية المؤدية للفشل الكلوى الكامل فى غضون عامين من استعماله فى مرض السكر من النوع الثانى المصابين بأمراض متقدمة بالكلي.
وأضافت الدراسة أن الأطباء تمكنوا من خلال هذه الدراسة من تقليل خطر الدخول فى المرحلة الأخيرة لأمراض الكلي فى مرضي النوع الثانى من السكر بنسبة 28% مشيرة إلي أن هناك ما يقرب من 146 مليون مصاب بالنوع الثانى من السكر فى العالم يصاب منهم بأمراض الكلي ما بين 20%-30%، مما يجعل مرض السكر علي رأس قائمة الأسباب المؤدية للفشل الكلوى فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت الدراسة أن التشخيص المبكر للسكر وبالتبعية للعلاج المبكر وتحقق الهدف العلاجى الأكثر دقة وصولاً للوضع الطبيعى لنسبة السكر فى الدم، هو الموضوع الرئيسى للدراسة حيث أوضحت أن تشخيص مرض السكر أصبح يتم الآن فى مرحلة مبكرة عما كان يحدث فى الماضى. فمثلاً؛ من تشير الدلائل إلي أن نسبة السكر فى دمه وصلت إلي أكثر من 26 درجة فهو الآن يعتبر مريض سكر، بينما كان يشخص فى الماضى كمريض سكر عند 135 درجة. وهذا يعنى أن التشخيص الآن يتم والحالة فى مهدها. وهذا الأسلوب يتيح عدة مزايا أهمها الحفاظ علي أطول مدة ممكنة علي البنكرياس وتحسين حالة المريض، لأن ضبط مستوي السكر فى الدم بشكل مبكر يختلف عن ضبطه متأخراً. والمقصود هنا هو الحرص علي منع حدوث المشكلة قبل أن تقع وهذا أهم من علاجها. وهذا ما سعت إليه الدراسة بالضبط، لأن الدواء يمنع حدوث وتطور الفشل الكلوى لدي مرضي الضغط والسكر من النوع الثانى وبالتالى زيادة فرص تحسين حياة المريض. وهكذا.. ما زال لكل داء دواء!!