واقع ومستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

واقع ومستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية
 

تؤكد العديد من المؤشرات أن التجارة الإلكترونية تواجه عوائق عديدة خاصة فى المملكة العربية السعودية. عن أسباب هذه العوائق وكيفية تجاوزها، التقت مجلة
ناصر عبدالمعين الشواف، الرئيس التنفيذى لشركة شباك الخير، إحدي الشركات العاملة فى مجال الإنترنت بالمملكة العربية السعودية، للحديث عن واقع ومستقبل التجارة الإلكترونية فى الاقتصاد السعودى. والذى أشار فى حديثه إلي أنه رغم أن الاقتصاد السعودى وصل إلي مراحل متقدمة من التطور فى كافة القطاعات، إلا أنه علي صعيد التجارة الإلكترونية، ما زال متأخراً جداً ولأسباب عديدة ذكرها فيما يلى:
$ ضعف البنية التحتية فى مجال الاتصالات والشبكات الإلكترونية بشكل عام؛ وهذا يعود بشكل مباشر لبطء شركة الاتصالات السعودية فى أخذ زمام المبادرة والبدء فى خطوات جدية فى تطوير إمكاناتها، إضافة إلي التكلفة العالية للاتصالات فى المملكة العربية السعودية.
$ عدم تركيز القطاع الخاص علي البحث والتطوير والاستثمار بتطوير وسائل الإنتاج؛ فبمجرد النجاح النسبى لبعض المنشآت تتولد القناعة بأنهم سيطروا علي السوق حاضراً ومستقبلاً، وأنهم علي دراية كاملة بكل المتغيرات.
$ إهمال أصحاب القرار فى القطاع الخاص لأهمية التدريب وتطوير القوي البشرية.
$ غياب استراتيجية حكومية لدعم التجارة الإلكترونية من خلال وضع الخطط وتبنيها وأخذ المبادرات العملية، فنحن بحاجة إلي إتاحة فرص العمل للشباب من خلال تخصصات نحن بحاجة لها، وكذلك دعم المؤسسات البحثية فى المملكة العربية السعودية سواءً فى الجامعات أم المؤسسات الحكومية الأخري، وتوفير الاستثمارات من قبل البنوك بأسلوب يساهم فى إتاحة الفرصة لتطوير هذا القطاع.
$ إن المجتمع السعودى وللأسف يتخوف من كل ما هو جديد، ويتناسي أن أصحاب الثروات فى العالم كونوا ثرواتهم من خلال ابتكاراتهم أدوات وبرمجيات وغير ذلك من الأفكار الجديدة. وبالتالى خدمت هذه المبادرات مجتمعاتها، كما أنها حققت عوائد مالية كبيرة جداً، إضافة إلي دعمها المباشر لاقتصادات دولهم. ولذلك علينا استثمار المناخ الاقتصادى الملائم فى المملكة العربية السعودية، واستثمار قدراتنا وتهيئة الفرص لأفكار وإبداعات أبناء هذا البلد.
وعن رأيه فى العديد من الندوات والمؤتمرات التى عقدت وتعقد لمناقشة التجارة الإلكترونية، قال؛ نقدر كل من ساهم فى إقامة ندوة أو مؤتمر حول التجارة الإلكترونية أو الحكومة والوزارة الإلكترونية، ولكن ومن خلال حضورى لبعضها، أري أن الأطروحات فى كل هذه الندوات والمعارض كانت نظرية بحتة، وكان هنالك العديد من الثغرات وجوانب القصور، فالعروض عن التجارب محدودة، وكانت تقريباً لتجارب الدول الأخري. وكل ما سمعناه ورأيناه بعض النوايا الحسنة والتى كان بعضها غير واضح أو غير مكتمل، وهى بمجملها بعيدة عن الواقعية. حتي أن بعض الجهات المنظمة تتناقض قراراتها مع ما تطالب وتوصى به فى المؤتمر. وفى النهاية، لا يخرج المشاركون بأى مخطط عمل للبدء فيه، اللهم إلا إثبات الحضور.
وبسؤاله عما يتردد أن شركة شباك الخير بصدد الإعلان عن مؤتمر أو ندوة دولية عن التجارة والوزارة الإلكترونية قال؛ نحن حالياً فى مرحلة متقدمة جداً من التخطيط والتحضير لهذا الحدث، وبكل تأكيد نحن جادون فى ذلك، وسيكون الموضوع عن الحكومة والوزارة الإلكترونية، ونحن بصدد التنسيق مع بعض الجهات الرسمية لذلك، وسنقوم بدعوة العديد من أصحاب القرار للمشاركة. وهدفنا واضح ومحدد هو؛ نريد مؤتمراً واقعياً بعيداً عن التنظير وأن نوصل رسالة جلية عن أهمية هذا القطاع علي مختلف الأصعدة، اجتماعياً وعلمياً وثقافياً واقتصادياً، ونصبو إلي طرح أفكار فعالة تناسب مجتمعنا ومؤسساتنا بالمقام الأول. فقد سئمنا من النظريات، والوقت حان للمبادرات العملية.