السلطانية!
الناقل :
elmasry
| المصدر :
www.ecoworld-mag.com
السلطانية!
السلطانية، لمن لا يعرفها، كلمة مرادفة للوعاء أو الصحن الغويط باللهجة المصرية الدارجة. يستخدمها إخواننا فى مصر ليضعوا فيها الطعام، وعلي وجه الخصوص الفول، وأحياناً البليلة التى تصنع من القمح المسلوق والحليب.
أما حكاية "السلطانية" فهى واحدة من أشهر الحكايات التى كنا نسمعها عبر الأثير فى الإذاعة المصرية قبل انتشار التلفزيون. وملخصها، كما أذكر، أن أخوين أحدهما غنى يعيش فى قصر منيف، والثانى فقير مدقع يعيش بجانب قصر أخيه فى كوخ متواضع. الأول بخيل يحسد الغير علي كل خير يناله ويعجب من سعادة أخيه رغم وفقره المدقع.
فوجئ الأخ الغنى أن أخاه الفقير عاد بعد رحلة طويلة وقد بدت عليه معالم الثراء مما أوغر فى قلبه الغيرة والحسد. وعرف أن أخوه قد سافر إلي القارة الإفريقية حيث تعرف علي زعيم إحدي القبائل الذى أحبه وزوجه ابنته وأغدق عليه المال، بينما لم يكن لدي الأخ شيء يهديه فى المقابل سوي "سلطانية" الفول التى وضعها الزعيم الأفريقى علي رأسه واعتبرها "تاجاً للجزيرة". قرر الأخ الغنى أن يتبع خطي أخاه، فلما وصل الجزيرة شاهد أسداً يحاول افتراس أحد الأفارقة فأنقذه، ثم اتضح له فيما بعد أن ذلك الرجل هو زعيم القبيلة الذى لم يعرف كيف يجازى الأخ الغنى علي إنقاذ حياته سوي أن يهديه "تاج الجزيرة".. أى "سلطانية" الفول.
ما ذكرنى بهذه القصة هو خبر نشرته إحدي الصحف عن اختيار ملك مملكة تورو الأوغندية أحد الشخصيات العربية المشهورة "مستشاراً" لمملكته. فقد تلقت تلك الشخصية طلباً رسمياً من الملك الشاب نيمبا أويو فى لقاء عُقد فى منزل تلك الشخصية ألبس فيه الملك الشخصية العربية المشهورة اللباس التقليدى لرجال تورو كينتامبى، كما منحه قلادة وشعار مملكته. ولم يبق، كما يقول الخبر، إلا التنصيب الرسمى لتلك الشخصية العربية المشهورة ك"مستشار" لمملكة تورو فى 12 سبتمبر الجارى فى احتفال يسمي "أمبانجو".
وأعتقد من واقع التجربة الشخصية، أن أكبر رمز يتناسب مع هذه المهمة "الاستشارية" العظمي هو ... لبس السلطانية!