إصلاح الإدارة العامة في آسيا

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

إصلاح الإدارة العامة في آسيا
 

هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة من الدراسات والأبحاث قدمت فى ندوة "إصلاح الإدارة العامة فى آسيا" التى عقدت علي هامش المؤتمر السنوى للاتحاد الدولى لمدارس ومعاهد الإدارة فى شهر يونية 2000م، فى مدينة بكين الصينية. وقد ضمت هذه الندوة أوراق ممثلين لخمس دول آسيوية هى الصين وكوريا الجنوبية والهند واليابان والمملكة العربية السعودية، إضافة إلي ورقتى عمل قدمت الأولي من قبل الأمين العام للمنظمة الإقليمية الشرقية للإدارة العامة، كما قدمت الورقة الأخري من قبل مدير قسم الاقتصاديات العامة بإدارة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية بالأمم المتحدة. وقد حوت هذه الأوراق تجارب الدول الخمس فى مجال الإصلاح الإدارى حيث كشفت عن الكثير من القواسم المشتركة فيما بينها. أولي هذه القواسم تمثل فى وجود تاريخ طويل لدي هذه الدول ارتبط ببناءها الحديث، وإن كانت هذه الدول تختلف فيما بينها من حيث عدد مرات تكرار هذه الجهود وطول المدد الزمنية بينها. من ناحية أخري أوضحت هذه الأوراق أن هذه الدول الخمس تعمل حالياً علي مشاريع إصلاحية جاءت فى معظمها استجابة لمتطلبات خارجية تبرز فى مقدمتها تحديات العولمة والتقنية من ناحية، ومن ناحية أخري كاستجابة لدوافع داخلية نابعة من إرادة القيادات السياسية فى هذه البلدان التى آمنت بضرورة إعادة النظر فى هياكلها التنظيمية وأنظمتها المالية والبشرية وتأهيل قواها العاملة؛ وذلك بغرض مواكبة التطور العالمى، وتقديم خدماتها بأقصي درجة ممكنة من الجودة والتميز.


وقد أوضحت هذه الأوراق فى مجملها مدي انفتاح الدول المشاركة فى هذه الندوة علي العالم الآخر، ورغبتها الأكيدة فى الاستفادة من تجارب الدول الأخري فى مجال الإصلاح الإدارى، بغض النظر عن موقعها الجغرافى أو تصنيفها التنموى العالمى. غير أن هذا الانفتاح وتلك الرغبة فى الاستفادة من تجارب الدول الأخري ظلت فى جميع الحالات الخمس مؤطرة بثقافة وقيم هذه المجتمعات، الأمر الذى يجعل تجاربها أقرب إلي النجاح منها إلي الطفرات العارضة المصطنعة.


وقد قام الدكتور عبدالرحمن أحمد هيجان، أستاذ الإدارة العامة وخبير التنظيم الإدارى بمعهد الإدارة العامة بالعاصمة السعودية الرياض، بتجميع هذه الدراسات علي هيئة كتاب صدر فى 380 صفحة من القطع المتوسط. وقال المؤلف مستعرضاً أهمية هذا الكتاب؛ إننى علي يقين من أن ما تقدمه أوراق العمل الموجودة فى هذا الكتاب من تجارب سوف تكون مادة جيدة للإداريين العرب، خصوصاً أولئك الذين يعملون فى مشاريع ذات صلة بالإصلاح الإدارى؛ إذ تشكل هذه التجارب نماذج يمكن أن يستفيد منها هؤلاء الإداريون، وذلك من خلال الدروس التى يمكن أن يستنبطوها منها، ويعملوا علي توظيفها فى مشاريعهم الإصلاحية بعد أن يكيفوها لتتفق وطبيعة الثقافة الإدارية لكل مجتمع. وأضاف المؤلف؛ كما أن حدود الاستفادة من هذا الكتاب لن تقتصر فقط علي القائمين علي مشاريع الإصلاح الإدارى فى الوطن العربى فى الوقت الراهن فحسب، ولكنها سوف تمتد لتشمل الأكاديميين والطلاب والباحثين والممارسين الذين آمل أن يجدوا فى مادة هذا الكتاب ما يعينهم فى دراساتهم وأبحاثهم وممارساتهم.


واشتمل الكتاب علي أحد عشر فصلاً، عرض الفصل الأول منها موجزاً لأوراق العمل. وعرض الفصل الثانى التطورات الحديثة فى العلوم الإدارية الدولية. أما الفصل الثالث فقد تناول الموقف الحالى والنزعة للإصلاح الإدارى فى الصين. كما تناول الفصل الرابع إصلاح المنظمات الحكومية فى الصين فى عصر جديد. وتناول الفصل الخامس إصلاح القطاع العام فى كوريا. أما الفصل السادس فاستعرض آفاق حول إدارة القطاع العام والإصلاحات بالهند.


وجاء الفصل السابع بعنوان المزيد من تعزيز الحيوية وتنقيح الجودة وتحسين الخدمة فى عمليات الخدمة المدنية فى القرن الجديد. أما الفصل الثامن فكان بعنوان إعادة استثمار الحكومة اليابانية. وجاء الفصل التاسع بعنوان مسيرة الإصلاح الإدارى فى المملكة العربية السعودية. وكان الفصل العاشر بعنوان إعادة تناول إصلاح القطاع العام فى سياق العولمة. أما الفصل الحادى عشر والأخير فكان بعنوان ملاحظات ختامية ودروس مشتركة.