فى مقال الشهر الماضى، أسميت تلك الفئة من الكُتاب الذين يتسابقون إلي تأييد كل إجراء تتخذه الدولة، حتي ذلك الذى تقوم به وهى كارهة مستعرضين من الحجج والأسباب ما لم تفكر فيه الحكومة نفسها، ب"كدابين الزفة". وقلت إن من الأجدي بهؤلاء لو أنهم أغمدوا أقلامهم احتراماً لشعور الناس.. حكومة وشعباً. ولقد وصف أحد الأصدقاء كتابات هؤلاء ب"المقالات الفاسدة" ورأي أنه يجب أن نحمى الناس منهم بمثل القدر الذى نحميهم من أصحاب "السلع الفاسدة". ويتساءل صاحبنا؛ "ما الفرق بين هذا التاجر.. وتجار الكلمة الفاسدة .. لا فرق" فكما أن لدينا "إدارة حماية المستهلك" فى وزارة التجارة تقوم بمتابعة صلاحيات السلع والبضائع فى الأسواق، ينبغى أيضاً أن يكون هناك "إدارة مماثلة فى وزارة الإعلام تكون هذه مهمتها ومسؤولياتها". الرأى فى هؤلاء وأمثالهم، كما يري الصديق المثقف.. هو رأى قديم منشور.. فأغلبهم "ليس لهم دور.. وأنهم عبء علي مجتمعهم. وأنهم يدَّعون الإيمان بقضية الحرية مثلاً ولا يمارسونها ويتشدقون بالتقدمية ولا يطبقونها، ويرددون مبادئ كثيرة فى مجالس الليل.. وعندما نستيقظ نجد أمامنا إنساناً آخر.. يمارس سلوكاً عجيباً ومزدوجاً.. ليس له -أدني صلة- بحديث الليل من قريب أو بعيد". غير أننى سمعت من صديق آخر ما جعلنى أعيد التفكير فى دور هؤلاء فى المجتمع وأهمية وجودهم، وأختلف مع صديقى الأول، لأن الثانى أقنعنى بأن لهؤلاء دوراً يليق بهم. وقد شبه الصديق ضرورة وجود مثل هذه الفئة من الكتاب بقوله "خليك واقعى.. (الفرد منّا) يحتاج العقال.. ويحتاج المداس أيضاً". غير أن رد فعل صديق ثالث أعاد إلَّى حواسى حين رد علي ذلك بقوله "مستعد أمشى حفيان.. وعلي الشوك.. ولا ألبس (مداساً) كهذا"!! alsowayegh@yahoo.com abazbaz@hotmail.com Riyadh fax. (01) 470-3429