أصبحت جدة عروس البحر الأحمر والعاصمة التجارية للمملكة العربية السعودية وبوابة الحرمين الشريفين والمشتي الرئيسى للمنطقة الغربية وهى من أهم مدن المملكة العربية السعودية. وقد اكتسبت جدة أهميتها التجارية منذ زمن بعيد كما اكتسبت أهميتها السياحية باعتبارها من أكثر المدن السعودية احتواءً علي المرافق السياحية. حظيت جدة منذ وقت طويل بالمنشآت السياحية المتطورة كالفنادق والمطاعم السياحية والمراكز الترفيهية، كما تحتوى علي أكثر من 300 مركز وسوق تجارى وهى تمثل حوالى 21% من إجمالى الأسواق والمراكز التجارية بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلي الشاليهات والمنتجعات السياحية المتكاملة مثل درة العروس وخليج سلمان، لذلك تتمتع جدة بكونها أحد أهم مراكز الجذب السياحى بالمملكة العربية السعودية.
تحظي محافظة جدة بالعديد من المقومات السياحية ونذكر منها:
\ الفنادق؛ يوجد فى محافظة جدة 67 فندقاً موزعة علي مختلف الدرجات الفندقية كما يلى:
$ 8 فنادق بمستوي خمس نجوم طاقتها 1908 غرف وهى تمثل حوالى 30% من طاقة الفنادق بهذا المستوي بالمملكة العربية السعودية، و26% من طاقة الغرف.
$ 7 فنادق درجة أولي (أ) بطاقة 1373 غرفة تمثل حوالى 20% من طاقة غرف الفنادق الأولي (أ) بالمملكة العربية السعودية، 12 فندقاً درجة أولي (ب) بطاقة 1481 غرفة تمثل 42% من طاقة غرف الفنادق الأولي (ب) بالمملكة العربية السعودية.
$ 10 فنادق ثانية (أ) بطاقة 891 غرفة تمثل 17% من طاقة الغرف بالمملكة العربية السعودية لهذا المستوي، 18 فندقاً ثانية (ب) بطاقة 1183 غرفة تمثل حوالى 23% من طاقة الغرف بالمملكة العربية السعودية.
$ 11 فندقاً ثالثة (أ) بطاقة 507 غرف تمثل 28% من طاقة الغرف الثالثة (أ) بالمملكة العربية السعوية، فندق واحد من الدرجة الثالثة (ب) بطاقة 30 غرفة.
$ 67 فندقاً خاضعاً لإشراف وزارة التجارة بطاقة غرف تصل إلي 7373 غرفة. وتشير إحصائيات وزارة التجارة إلي أن نسبة الإشغال فى جدة عام 1419ه كانت علي النحو التالى؛ 61% بالفنادق الممتازة، 56% فنادق الدرجة الأولي (أ)، 43% فنادق الدرجة الأولي (ب)، 37% فنادق الدرجة الثانية (أ)، 44% فنادق الدرجة الثانية (ب)، 59% فنادق الدرجة الثالثة (أ)، و30% فنادق الدرجة الثالثة (ب).
وتعد نسب الإشغال الفندقية فى محافظة جدة من أعلي النسب بالمملكة العربية السعودية والتى بلغت فى المتوسط 58% بينما لم تتجاوز 55% فى الرياض و40% فى المنطقة الشرقية و37% فى الطائف، و38% فى المنطقة الجنوبية. يعكس ذلك أهمية القطاع الفندقى كأحد القطاعات الجاذبة للاستثمار السياحى وبما يشكل أحد أهم المقومات السياحية فى جدة.
\ الشقق المفروشة؛ تأتى الشقق المفروشة فى المرتبة التالية للفنادق من حيث توفير خدمات السكن ولكن لا توجد إحصائيات منشورة حول عدد مبانى الإسكان المفروشة سواءً فى جدة أم علي مستوي المملكة العربية السعودية. وقد بدأت وزارة التجارة حصر وتصنيف الشقق المفروشة وتوصلت إلي وجود 100 مركز شقق مفروشة تضم 20 وحدة فأكثر، 42 مركزاً تضم من 15-20 وحدة مفروشة، و66 مركزاً تضم أقل من 15 وحدة مفروشة. وبذلك يكون قد تم حصر حوالى 208 مراكز شقق مفروشة تم تصنيف مستواها تبعاً لبيانات وزارة التجارة حتي نهاية 1420ه. وتتفاوت مبانى الإسكان المفروش من حيث عدد الشقق؛ فمنها الصغير ومنها الذى يفوق 15 شقة ومنها ما يتجاوز 50 شقة. كما تتفاوت مراكز الشقق المفروشة من حيث المستوي الفندقى. ومن المتوقع تحسين كفاءة الأداء بهذه النوعية من الإسكان بعد إخضاعها لإشراف وزارة التجارة. لذلك يغطى الإسكان المفروش جانباً هاماً من الطلب علي الخدمات السكنية ويشكل أحد أهم مقومات التنمية السياحية فى جدة.
\ الشاليهات والقري السياحية؛ يوجد فى جدة عدد كبير من الشاليهات والقري السياحية منها 66 منتسبين للغرفة التجارية الصناعية بجدة، إضافة إلي منتجع "أبحر" التابع لفندق هوليدى إن. لذلك تشكل الشاليهات والقري السياحية جانباً هاماً من الخدمات السياحية التى تربط بين السياحة والترفيه أو سياحة الشواطئ والسكن والترفيه، وتقع غالبية الشاليهات والقري السياحية بجدة علي شرم أبحر وشماله وجنوبه. وتحرص الشاليهات علي توفير مجموعة متنوعة من الخدمات. وعلي هذا تعد الشاليهات أحد أهم المشروعات السياحية والترفيهية الجاذبة للمواطنين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية. ويتوقف نجاح مشروعات الشاليهات علي مدي ما توفره من عناصر وخدمات مكملة تجعل الشخص لا يحتاج إلي مغادرة المكان وقضاء معظم وقته داخل المجمع وإنفاق كامل المخصص السياحى اليومى علي مكونات المشروع مما يزيد من عدد الليالى الفندقية التى يقضيها ويرفع من نسب الإشغال، إضافة إلي مرونة التكامل فى مشاريع الشاليهات مع السائح القادم لممارسة مختلف الأنشطة السياحية الأخري فى جدة. وتحاول الشاليهات والقري السياحية تقديم خدمات مميزة تضاهى الخدمات الشاطئية المتوفرة فى أى دولة فى العالم بحيث تمثل عامل جذب هام للسياحة الداخلية. كما أن المجمعات المتكاملة مثل درة العروس ومدينة الأنشطة تمثل عوامل جذب هامة لدعم مقومات السياحة فى جدة.
\ المراكز الترفيهية؛ يوجد فى جدة أكثر من 20 مركزاً ترفيهياً منتشرة علي امتداد الكورنيش الشمالى، إضافة إلي مدن الألعاب الترفيهية بالشاليهات والمراكز التجارية والتى تحقق المتعة المزدوجة التى تجمع بين التسوق والترفيه. وقد بدأت مراكز الترفيه فى جدة منذ سنوات. كما بدأ فى جدة خلال السنوات الأخيرة ظاهرة المراكز الترفيهية المغلقة والمكيفة.
لذلك ربما تستأثر جدة بميزة نسبية فى مجال المراكز الترفيهية بما يدعم مكانتها السياحية بين باقى مدن المملكة العربية السعودية. وتشكل مراكز الترفيه المغلقة والمكيفة نمطاً جديداً بدأ ينتشر فى جدة ليتلاءم مع درجات الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف ويجعل المترددين يقضون فترات أطول داخل المراكز المغلقة.
\ خدمات الطعام؛ يوجد فى جدة عدد كبير من المطاعم منها المطاعم الخمس نجوم ومنها المطاعم الشعبية التى تقدم الأكلات المتنوعة. ويوجد 303 مطاعم منتسبة إلي الغرفة التجارية الصناعية فى جدة.
\ النقل البرى؛ تعد خدمات النقل من الخدمات الهامة لدعم النشاط السياحى؛ ويوجد فى جدة 296 شركة أجرة عامة (ليموزين) تتبعها حوالى 12 ألف سيارة، إضافة إلي 1100 ألف سيارة أجرة عامة مملوكة لأفراد، وذلك بخلاف حوالى 353 سيارة أجرة خاصة لنقل الأفراد من وإلي المطار. وتنتشر فى جدة شركات تأجير السيارات والتى يتبعها حوالى عشرة آلاف سيارة تنقل زوار جدة بما يشكل عامل دعم هام للاستثمار السياحى فى جدة.
\ التسوق؛ يوجد فى جدة أكثر من 300 مركز وسوق تجارية تمثل أكثر من 21% من إجمالى المراكز والأسواق التجارية بالمملكة العربية السعودية.
\ وكالات السفر والسياحة؛ يوجد فى جدة حوالى 70 وكالة للسفر والسياحة تقدم السفر والسياحة لسكان وزوار محافظة جدة. وتقتصر معظم خدمات هذه الشركات علي حجز تذاكر الطيران وتنظيم برامج السياحة الخارجية. ولا توجد برامج خاصة بالسياحة الداخلية تعرضها وكالات السفر والسياحة فى محافظة جدة. ويؤدى توافر وكالات السفر والسياحة إلي توفير خدمات حجز تذاكر الطيران وكذلك البرامج السياحية خارج المملكة العربية السعودية.
حظيت جدة باهتمام سياحى يفوق باقى مدن المملكة العربية السعودية، الأمر الذى انعكس علي إقبال المستثمرين علي الاستثمار فى القطاع السياحى فى جدة. وتتمتع جدة بالعديد من المقومات الطبيعية التى تساعد علي التنمية السياحية. ويمكن رصد أهم إيجابيات الوضع السياحى فى جدة فيما يلى:
$ وجود تنوع فى خدمات السكن والمبيت تتمثل فى 67 فندقاً بطاقة 7373 غرفة، إضافة إلي مبانى الشقق المفروشة والشاليهات الشاطئية والقري السياحية.
$ وجود تنوع فى خدمات الطعام من خلال مجموعة متميزة من المطاعم التى تقدم وجبات لمختلف شعوب العالم.
$ وجود شاطئ بالكورنيش يمتد لأكثر من 110 كيلو مترات إضافة إلي شرم أبحر الذى يمثل امتداداً للكورنيش فى جدة وبما يغطى الطلب علي سياحة الشواطئ وكل ما يرتبط بها من الرياضات البحرية كالصيد والغوص.
$ توجد مجموعة متنوعة من المراكز الترفيهية التى تلبى مختلف الاحتياطات الترفيهية.
$ تطور وعى المستثمرين فى جدة حول أهمية الاستثمار السياحى وإقبال المستثمرين علي الدخول فى مشروعات عملاقة مثل مدينة البحيرات ودرة العروس.
$ توافر أكثر من 300 مركز تجارى موزعة علي مختلف الأحياء بما يحقق ميزة تسويقية لمحافظة جدة كأحد أهم مراكز التسوق بالمملكة العربية السعودية.
$ دخول أنماط جديدة من السياحة البيئية كالبرامج السياحية التى تنظمها بعض الشركات.
توجد بعض السلبيات التى تؤثر علي الأداء السياحى فى جدة منها:
$ تشابه نمط المشروعات السياحية والمرافق الداعمة كمراكز الترفيه والشاليهات والمطاعم والمراكز التجارية بحيث تتلاشي الفروق بينها.
$ سيادة أنماط معينة من المشروعات السياحية مثل شاليهات البحر التى تتوجه إلي شريحة تسويقية محددة وإهمال طلب باقى الشرائح التسويقية علي سياحة الشواطئ فى جدة.
$ اختلال توزيع الاستثمارات السياحية وتركز الاستثمارات فى الكورنيش الشمالى وحرمان الكورنيش الجنوبى من المشروعات السياحية بحيث أصبح يمثل استثماراً معطلاً لا يحقق عائداً ولا يستغل من قبل المستثمرين.
$ تفتقد جدة لوجود المشروعات التى تدعم الرياضات البحرية كالصيد والرحلات البحرية والغوص وقيادة اللنشات البحرية وغيرها، كما لا توجد بواخر سياحية يتم بها تحقيق النزهة البحرية والحصول علي خدمات الطعام بشكل يدعم السياحة فى جدة.
$ عدم وجود حديقة حيوان بمستوي يتلاءم مع المكانة السياحية لمحافظة جدة.
$ عدم الاهتمام بتنمية السياحة الرياضية سواءً من خلال المسابقات الرياضية أم سباقات الخيل والهجن الدولية.
$ عدم الإفادة من الحجاج.
$ عدم الإفادة من السياحة الخارجية.
$ قصور البرامج السياحية المتكاملة.
$ اقتصار السياحة فى جدة علي مرافق ونشاطات محددة ولم تتسع لتشمل النشاطات السياحية الأخري مثل (السياحة الثقافية، سياحة المؤتمرات، السياحة العلاجية، السياحة الصحراوية، السياحة الرياضية).