الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو قصد مكة المكرمة، لأن عبادة الطواف والسعى والوقوف بعرفة وسائر المناسك استجابة لأمر الله سبحانه وتعالي، وابتغاء مرضاته. واتفق الفقهاء علي أنه يشترط لوجوبه عناصر مهمة ينفرد الحاج بها: $ أن له مواقيت زمنية هى أشهر الحج (شوال، ذى القعدة، والعشر الأوائل من ذى الحجة)، ومواقيت مكانية وهى الأماكن التى يحرم منها الحجاج ومنها تبدأ أعمال الحج، وهو ركن متكامل له أنواعه وأركانه وواجباته وسننه. $ يجتمع للحج سنوياً أكثر من مليونى مسلم ومسلمة فى إطار أكبر من أى مؤتمر أو لقاء عالمى. $ كل هذه العناصر تجعل مهمة تنظيم الحج والترتيب له مستمرة فالحجاج منذ بداية توافدهم من البر، والبحر والجو إلي المملكة العربية السعودية، حتي مغادرة آخرهم يظلون حوالى أربعة أشهر، وبذلك يبقي من السنة ثمانية أشهر يمكن أن نتصور أنها تستغل فى تقييم موسم حج معين، والإعداد للموسم التالى. وعليه، فإن تنظيم الحج مرتبط بزمان ومكان محددين، وفى هذا المجال يمكن للمستشارين أن يقدموا الأفكار التالية التى لا شك أنها لم تغب عن أذهان الجهات المعنية بالحج، وقد يكون البعض منها مطبقاً بالفعل. \ أولاً: الإعلام والتوعية عن الحج طوال العام؛ طالما أن الإعداد للحج وتنظيمه وتقييمه يستغرق طوال أشهر السنة؛ فينبغى أن يواكب الإعلام عن الحج جميع هذه المراحل، وألا يقتصر ذلك أثناء مواسم الحج الفعلية، وأن يسهم فى التعريف بمختلف شؤون الحج الدينية والتنظيمية والإجرائية، ويبرز المنجزات الكبيرة التى تقوم بها المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج سواءً فى مكة المكرمة أم فى المشاعر المقدسة (عرفات ومني ومزدلفة)، أو الخدمات الصحية وخدمات النقل والمواصلات التى توفرها لهم، أو المشروعات التى تستحدث كل عام لخدمتهم. \ ثانياً: المثاليون فى الحج؛ يشارك فى الحج أفراد عديدون وجهات مختلفة داخلية وخارجية، حكومية وأهلية؛ فهناك، عدا اللجان الرسمية للحج، جهات أمنية تتبع وزارة الداخلية مثل الجوازات والدفاع المدنى والمرور، وأيضاً هناك وزارات الحج والصحة والتجارة، وبعثات الحج التى تتباحث فى شؤون الحج مع وزارة الحج قبل قدوم الحجاج، والحجاج أنفسهم، ومؤسسات الطوافة فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والإدلاء فى المدينة المنورة، وبعثات الحج الرسمية لكل دولة التى ترافق مواطنيها فى الحج، وغير هؤلاء. ولكل من الأطراف ذات العلاقة بالحج حقوقه وواجباته وهى مكتوبة ومعلومة، وتقيّم باستمرار، ولذا حبذا لو اختير المثاليون سنوياً من هؤلاء، علي أن يبدأ مثلاً بالحاج المثالى، والحاجة المثالية من كل دولة، ومؤسسة الطوافة المثالية، ومكتب الإدلاء المثالى، ويتم ذلك وفق ضوابط محددة ومدروسة ومعايير تقبل التطبيق وتخطر بها بعثات الحج لإخطار مواطنيها بها، وكذلك مؤسسات الطوافة، ومكاتب الإدلاء. وحتي تستقر الضوابط؛ يتم الانتقال إلي الآخرين لتحديد المثاليين منهم سنوياً، ويعطي المثاليون شهادات بذلك يكون لها أثرها الطيب فى النفوس، وتستحث الهمم فى التمشى حسب الأنظمة المحددة، والتعليمات الموضوعة للحج. \ ثالثاً: ملف خاص لحجاج كل دولة؛ من المفيد أن يكون فى وزارة الحج وأيضاً فى الوزارات المسؤولة عن الحج فى مختلف الدول ملفات تضم المحاضر السنوية التى تعد لتنظيم شؤون حج رعايا تلك الدول، وفقاً للسنوات، ويلخص ما تتمخض عنه من مقترحات وتوصيات من المسؤولين فى تلك الدول الذين يردون إلي المملكة العربية السعودية للتباحث حول شؤون الحج، ويفيد جداً -لكلا الطرفين وزارة الحج ومندوبى الدول- مراجعة ما فى هذه الملفات قبل التباحث. وغنى عن القول أنه يجب استيفاء التواقيع علي هذه المحاضر لتكتسب صفة الرسمية، وللرجوع لها عند الحاجة، ويضم الملف أيضاً الكلمات الرسمية لرؤساء البعثات سواءً فى اللقاء السنوى الذى يكرمهم فيه خادم الحرمين الشريفين فى مني أم ندوة الحج التى تقيمها وزارة الحج فى مقرها بمني، أم حفل تكريم البعثات بمناسبة انتهاء موسم الحج والذى يقام فى محافظة جدة. \ رابعاً: جمع المقترحات ودراستها؛ من المفيد إيجاد وسيلة مناسبة لجمع مقترحات جميع الأطراف المشاركة فى الحج، والمتصور أن الجهات الرسمية ترفع تقريراً إلي مراجعها عن أعمالها يتضمن توصياتها، ومن ثم ترفع إلي اللجنة العليا للحج، وإن إيجاد وسيلة للوقوف علي ملاحظات الحجاج، واقتراحاتهم ودراستها وتحليلها واستخلاص المفيد منها؛ سيجعل تقييم أداء الجهات العاملة فى الحج أقرب إلي الواقعية. \ خامساً: استمرار التنسيق بين حجاج الخارج والداخل؛ من الخطوات التنظيمية الرائدة تحديد أعداد حجاج مختلف الدول وفقاً لقاعدة مقررة ومعلومة، وصادرة فى مؤتمر دولى عقد فى العاصمة الأردنية عمان. وقد أحسنت المملكة العربية السعودية صنعاً أن نظمت الحج لمواطنيها، وللمقيمين بها، وسيكون لهذا التنسيق مردوده المتميز فى الخدمات التى تقدم للحجاج، وفى تمتعهم بالإمكانات الكبيرة التى توفر لهم، وإن استمرار هذا التنسيق لا شك فى أنه سيجعل الجهات المختصة بالحج تقوم بواجباتها بصورة أكمل وأشمل، الأمر الذى سيؤدى إلي مزيد من الراحة للحجاج. \ سادساً: الهدايا التى تقدم للحجاج؛ تقدم هدايا عديدة لجميع الحجاج مجاناً من أهمها ما يلى: $ عبوات مياه مبردة من بئر زمزم هدية من خادم الحرمين الشريفين للحجاج وتبلغ عدة ملايين عبوة. $ نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة هدية من خادم الحرمين الشريفين لكل حاج لدي مغادرته إلي بلاده بعد أدائه الحج، وتزيد عن مليون نسخة سنوياً من مختلف الإصدارات (مصاحف، وترجمات معانى القرآن الكريم إلي اللغات المختلفة حسب لغة كل حاج). $ كتيبات توعية وأدعية توزعها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد علي ضيوف الرحمن لدي قدومهم إلي المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج. وقد يكون من المفيد أن يتم التنسيق فى توزيع هذه الهدايا القيمة -وما يجدّ عليها- لتحقيق أقصي الفوائد الممكنة منها للحجاج، وربما تكلف جهة معينة، أو تكون لجنة أو هيئة للإشراف مع جهات الاختصاص علي توزيعها. \ سابعاً: استخدام الوسائل الإيضاحية؛ حبذا أن تشارك مختلف مؤسسات الطوافة فى مكة المكرمة، ومكتب الإدلاء الموحد فى المدينة المنورة مع وزارة الحج، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فى إصدار مطبوعات، ووسائل سمعية، ووسائل بصرية، وأخري سمعية-بصرية بأهم اللغات. ومن الضرورى أن يكون إخراج هذه الوسائل علي أرقي مستوي توضح ما يلى: $ مناسك الحج والأماكن التى يذهب إليها الحجاج وأوقاتها. $ الأدعية المأثورة عن النبى @ فى كل منسك. $ المطلوب من الحجاج عمله فى كل خطوة. $ أهم أرقام الهواتف التى يحتاجونها عند الضرورة. $ المشروعات التى قامت بها المملكة العربية السعودية من أجل راحتهم. $ أهم الأخطاء الى يقع فيها الحجاج. $ الأسلوب الأمثل للتصرف فى مختلف المواقف والحالات. $ أهم تعليمات الحج. $ سبل المحافظة علي السلامة. ويمكن تخصيص موقع علي الإنترنت لإيضاح مثل هذه الأمور، وتلقى الاستفسارات، فالمتصور أن أى حاج أو كل من يفكر فى أداء فريضة الحج يمكن أن يدخل هذا الموقع ليستفسر عن موضوع معين، أو ليجد إجابة عن تساؤلاته حول الحج.