إعادة الهيكلة والتطوير من منظور إداري
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
متوكل صلاح الدين بابكر
| المصدر :
www.ecoworld-mag.com
إعادة الهيكلة والتطوير من منظور إداري
متوكل صلاح الدين بابكر
متوكل صلاح الدين بابكر
> تُعتبر عملية إعادة الهيكلة، أي إعادة النظر في النظام الإداري القائم لحظة ما، أمراً ضرورياً لا غنى عنه لأي كيان من الكيانات حيث أن التأخير في إعادة الهيكلة بالشكل الصحيح تنتج عنه آثار ضارة بالجهاز الإداري ليس أقلها عملية الترهل التي تحدث لذلك الجهاز من حين لآخر، والتي تؤدي إن لم تتم معالجتها بالشكل الصحيح إلى حالة من العجز الإداري ومن فقدان ذلك الجهاز لفاعليته الإدارية. وفي هذا السياق، تُطرح عادة العديد من الأسئلة. لماذا يجب أن تتم عملية إعادة الهيكلة أصلاً؟ وكيف يجب أن يتم القيام بها؟ ومن الذي يقوم بذلك؟ وما هو الوقت المناسب للقيام بها؟ فهذه الأسئلة الملحة تقود بطبيعة الحال إلى معرفة وإدراك ما تم التعارف عليه بمحاذير إعادة الهيكلة التي تستوجب النظر إليها قبل الشروع في إعادة الهيكلة نفسها.
محاذير إعادة الهيكلة
الإفراط في إعادة الهيكلة: حيث لا تنتهي عملية إعادة هيكلة إلاَّ وتبدأ أخرى، الأمر الذي قد يترتب عليه الكثير من السلبيات مثل التكلفة الاقتصادية غير المبررة للعمليات المتكررة لإلغاء ودمج وفك وتركيب الوحدات الإدارية بشكل قد يبدو عشوائياً في أحيان كثيرة.
فقدان الجهاز للكثير من العناصر الإدارية التي تكونت عبر فترات غير قصيرة من الزمن، وهي عناصر قد تكون جيدة ولكنها لم توجّه التوجيه الصحيح من الإدارة.
فقدان أفراد الجهاز الإداري للرغبة في أداء أعمالهم بالحماسة المطلوبة نتيجة لما يشعرون به من عدم الاستقرار الوظيفي.
فقدان الجهاز الإداري لكثير من معلوماته، خاصة أن طريقة حفظ هذه المعلومات لا تزال بدائية في أغلب الأحيان.
ظاهرة الإنكفاء الذاتي
وتعني هذه الظاهرة أن أية مجموعة تقوم بمحاولة إيجاد حل لمشكلة معينة قد تعزل نفسها عن العالم الخارجي. وعليه، ينبغي على القائمين بعمليات إعادة الهيكلة أن يبتعدوا قدر الإمكان عن الوقوع في ظاهرة الإنكفاء الذاتي، حيث يقتصر طرح إعادة الهيكلة بينهم على فئة محدودة لا تنظر إلى الأمور إلاَّ من خلال منظورها الداخلي في حين أن أموراً كهذه يُفضل طرحها على جميع الأطراف ذات العلاقة بإعادة الهيكلة.
مصادر إعادة الهيكلة
السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه الآن هو، من صاحب الحق في طرح فكرة إعادة الهيكلة؟ وللإجابة على هذا السؤال.. يمكن القول إن إعادة الهيكلة تأتي من عدة مصادر يعبَّـر عنها بالأطراف ذات العلاقة، أو أصحاب المصلحة الحقيقية في عملية إعادة الهيكلة. وتنقسم هذه الأطراف عادة إلى أطراف داخلية تتمثل في الجهاز الإداري المراد إعادة هيكلته، وإلى أطراف خارجية تتمثل في بقية أصحاب المصلحة الحقيقية في الجهاز الإداري ممن يقعون خارجه. ومن أهم مصادر إعادة الهيكلة، ما يتم داخل الجهاز الإداري ذاته، حيث تقوم أجهزة الرقابة بملاحظة أوجه القصور في أداء الجهاز الإداري ومن ثم اقتراح معالجة القصور عن طريق إعادة الهيكلة.
وقد تتم إعادة الهيكلة أيضاً من خلال تبني المقترحات والتوصيات التي تقدمها بيوت الخبرة المتخصصة.
المشرف على خدمات إعادة الهيكلة والتطوير.
دار الدراسات الاقتصادية - الرياض.