يسائلني

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : أنس الحجار | المصدر : www.diwanalarab.com

أتى سِرّاً

و ساءلني

و لمْ أجِبِ

عنِ الأحلامِ و الأيامِ و الزمنِ

بَصيصٌ من بقايا شمعةٍ

ذهبتْ تُفتّشُ في دهاليزِ التعاسةِ

عنْ حُطامِ السعدِ في مُدُني

و يُجهِدُها المَسيرُ

فكُلّ خارِطتي

بَراكينٌ

تُحَرِّقُها

و لمْ تَذُبِ

***

يُسائلُني

و يُرهِقُ كُلَّ أجوبتي :

لماذا خلفَ قضبانِ الحياءِ يموتُ

دمعُ الحُزنِ مُحترقاً

لماذا أنتَ مُختبئٌ

وراءَ الضحْكةِ الصفراءِ

ترسُمُها

بألوانٍ مِنَ التعَبِ

تُنَمّقُها

تُأنّقُها

و تَفضَحُها انعكاساتُ المشاعرِ

فوقَ جدرانِ الحقيقةِ

حينها تبدو

بلونِ نفاقِها الشحِبِ

***

يُسائلني …

ويَلهَثُ خلفَ أجوبتي :

لماذا تَستبيحُ الحُزنَ في قلمٍ

يُغازِلُ صَفحةً شقراءَ

في كُرّاسةِ الأفراحِ

بالإسرارِ و العَلَنِ

و تَترُكُها

كسَوسَنةٍ

يُؤرّقُها ذهولُ الطلِّ عن أطلالها

وتصيرُ تائهةً

و يُلقيها لهيبُ الصبرِ

في دوامَةِ الوَسَنِ

لماذا تُوقِظُ الذكرى

و تُجْلِسُها

على خَدِّ الطريقِ المُوحِشِ الوصِبِ

و تنساها

فواعَجَبي

***

يُسائلُني …

و يَعرِفُ كُلَّ أجوبتي

يُذَكّرُني بإجهاضِ النجاحِ

على مَساحاتٍ مِنَ الفَشَلِ

ولكنْ ما يُحَيّرُني

بقاؤهُ خلفَ أزمِنتي

لماذا لا يُغادرُني

و يتركُ لوحتي ثكلى

بلا لونٍ إلى الأزَلِ

لأحيا في ظلامٍ ساكنٍ

في الطابقِ العلويِّ من جَسَدي

يُسائلُني …

و أفقدُ نِصفَ أجوبتي

و تَذرِفُني الدموعُ

على يدِ الإشراقِ و الأملِ

فأكْسُرُ صمتَ قافيتي

على كتبي

***

و ساءلني …

و لا يحتاجُ أجوبتي

و لمْ أجِبِ