صدر في العاصمة السعودية الرياض كتاب اقتصادي جديد بعنوان أوراق اقتصادية. يضم الكتاب نخبة من مقالات ورؤى اقتصادية للدكتور عبد العزيز إسماعيل داغستاني، رئيس دار الدراسات الاقتصادية. وقد حاول الدكتور داغستاني في كتابه معالجة مستجدات القضايا الاقتصادية وما يطرأ من حين إلى آخر من تفاعلات وتداعيات تتطلب سبر أغوارها ومحاولة فك طلاسمها أمام القارىء في ظل عالم يموج بالتقلبات العنيفة. ويمكن القول إن الكتاب تعرض لمعظم القضايا الاقتصادية التي أثرت في حياة الناس في المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الأخيرة، حيث استعرض ظروف أزمة سوق الأسهم السعودية مؤكداً أن تلك الأزمة لفتت الانتباه إلى أهمية الاهتمام بهذا الجانب كعلم له أصوله ينبغي على من يقرر السباحة في بحاره أن يجيد فنونها وإلا سيتعرض للغرق كما حدث لكثيرين من ضحايا الأزمة. وإذا كان علم الاقتصاد هو متصدر اهتمامات عامة الناس بلا منافس، فإن الأزمة المالية العالمية الراهنة هي بطل أحداث المسلسل المأساوي الذي لم يرحم بلداً إلا وخلف فيه ضحايا. ولم تقتصر الأزمة على من فجرها، وهم الأمريكان، بل امتد لهيبها ليحرق الأخضر واليابس ويشرد ملايين العمال حول العالم. هذه القضية المهمة كانت محل اهتمام الدكتور داغستاني في كتابه مؤكدًا ومشدداً على أهمية اللجوء إلى علم الاقتصاد على اعتبار، أنه طوق النجاة الذي يقدم حلولاً ناجعة لما يتعرض له الناس من مشاكل، توصف بأنها اقتصادية. وانطلاقاً من خلفيته الاقتصادية الأكاديمية واعتقاده العميق بأهمية اللجوء إلى العلم لحل مشاكل البشر، أكد الدكتور داغستاني أن علم الاقتصاد، في حقيقته، يطرح رؤية علمية لمعالجة قضايا المجتمع الاقتصادية التي تتعلق بحسن إدارته لموارده الاقتصادية المتاحة وفق معطيات محددة وشروط ترتبط بسلوك الانسان. وشدد الدكتور داغستاني على أن غياب هذه المعطيات وانتفاء تلك الشروط يجعل النظرية الاقتصادية ترفاً فكرياً لا يسمن ولا يغني من جوع، وهو ما عبرت عنه مؤلفة كتاب سقوط علم الاقتصاد قبل عدة عقود. وتطبيقاً لتلك الرؤية، ضم كتاب أوراق اقتصادية مجموعة مقالات تتصدى للشأن الاقتصادي العام، تمت صياغتها بشكل مبسط يقربها للقارىء غير المتخصص في علم الاقتصاد، دون أن تفقد المرجعية الاقتصادية العلمية. ويعد الكتاب إضافة إلى المكتبة الاقتصادية العربية.