قررت أميركا تعليق أنشطتها العسكرية مع هندوراس التي تزايدت عزلتها الدولية بسبب الانقلاب العسكري على الرئيس مانويل زيلايا، وأوقف البنك الدولي خطوط الاعتماد والمساعدة لها للسبب نفسه.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم "لقد جمدنا أي أنشطة عسكرية مع هندوراس حتى الآن، ونقيم الوضع هناك"، وأوضح المتحدث باسم الوزارة براين وايتمان أن تلك الأنشطة تتعلق بالعلاقات بين القوات العسكرية في البلدين. وتحتفظ الولايات المتحدة بمنشآت عسكرية في هندوراس كانت تستخدمها في حربها ضد المليشيات المسلحة في أميركا الوسطى في الثمانينيات، ومن بينها قاعدة جوية عسكرية تقع على بعد 80 كيلومترا من العاصمة تيغوسيغالبا. من جهة أخرى، توجه الرئيس المخلوع إلى بنما اليوم بعد كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يتضح ما إذا كان قد التقى مسؤولين أميركيين قبل مغادرته الولايات المتحدة. وكانت الحكومة المؤقتة التي تشكلت بعد الانقلاب العسكري أعلنت أنها سترسل وفدا من السياسيين وكبار رجال الأعمال والمحامين إلى واشنطن الأربعاء لمحادثات بشأن الأزمة.
مانويل زيلايا توجه إلى بنما بعد إلقاء خطابه بالأمم المتحدة (رويترز) عزلة وقد أدانت الأمم المتحدة الانقلاب على زيلايا وطالبت بعودته إلى منصبه، أما الجمعية العامة لمنظمة دول أميركا الوسطى فمنحت هندوراس مهلة ثلاثة أيام لإعادة زيلايا إلى الرئاسة، بعد أن أطاح به انقلاب عسكري الأحد.
وأنذرت المنظمة في قرار تبنته اليوم باستبعاد هندوراس من عضويتها إن لم يتم "إعادة زيلايا إلى مهامه في غضون 72 ساعة".
كما أوقف البنك الدولي خطوط الاعتماد مع هندوراس، وقال المتحدث باسم البنك لشؤون أميركا اللاتينية والكاريبي سيرجيو جيلينك إن البنك قرر وقف تمويل مشاريعه هناك -وتبلغ 16 مشروعا- إلى حين حل الأزمة الحالية.
أوروبيا صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر اليوم بأن بلاده قررت استدعاء سفيرها في هندوراس لإجراء مشاورات في أعقاب الانقلاب.
واتخذت إسبانيا إجراء مماثلا واعتبر وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أنه من الضروري والعاجل أن تستدعي دول الاتحاد الأوروبي أيضا سفراءها "للتشاور".
وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن الإطاحة برئيس هندوراس المخلوع تمثل سابقة خطيرة ولن تقبل به بقية دول أميركا اللاتينية. مظاهرات ويتوقع أن يشارك مناصرو زيلايا ومعارضوه بالآلاف في تظاهرات متبادلة اليوم في شوارع العاصمة بعدما انتهت تظاهرات الثلاثاء دون تسجيل أي حادث رغم التوتر الشديد الذي يسيطر على كل طرف.
وكان زيلايا قال إنه ينوي العودة غدا الخميس إلى بلاده وأعلن عدم ترشحه لولاية ثانية وأكد ثقته بولاء الجيش.
لكن الرئيس الجديد روبرتو ميتشيليتي كرر أيضا القول بأن ما حدث ليس انقلابا، فيما أكد النائب العام لويس ألبرتو روبيا أن زيلايا سيعتقل فور عودته للبلاد لارتكابه 18 جرما ذكر منها "الخيانة العظمى" و"الفساد" و"استغلال السلطة".