الدين القيم - الحلقة 30

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الدكتور محمد هداية | المصدر : www.islamiyyat.com

الحلقة 30 (الحلقة الأخيرة):
القضاء والقدر: العقيدة الصحيحة للمسلم الواعي عليه أن يعلم أن الله تبارك وتعالى جلت قدرته له مشيئة لا ترد إلى يوم الدين، لا يمكن أن ترد مشيئة الله تبارك وتعالى لا يمكن أن تتغير إرادة الله تبارك وتعالى, ما أراده الله لا يكون الآن إنما الذي أراده الله قضى به أزلاً وما قضى الله به أزلاً لا يتبدل ولا يتغير. وحديث إن الدعاء يرد القدر مسألة تحتاج إلى كلام كثير في المتن والسند، الحديث فيه كلام ويحتاج وقفة طويلة لشرحه لكن نأخذ الأمور الواضحة التي لا تقبل المناقشة ولا الجدل. يقول تعالى (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق) يعني ما قضى الله به أزلاً لا يُرد بل هو القدر الذي يتحقق به ما قضى الله فتعريف القضاء والقدر على اختلاف الأحوال فيها وسنلخص كلام علماء وفقخاء كبار في القضاء والقدر: القضاء ما قضى الله به أزلاً ساعة قال للقلم اكتب قال ما اكتب؟ قال ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. إذن في هذه اللحظة وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة بما قاله رسول الله "كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" قبل آدم بخمسين ألف سنة قضى الله كل شيء وكتب كل شيء، هذا القضاء. القدر أن فلان يولَد، قضى الله أن فلاناً يولد ساعة ما يولد فلان هذا هو القدر إذن القدر تحقق القضاء القدر ما قضى الله به. جزئية تغيير الدعاء للقضاء هذا كلام لا يتصور عقيدة لأنه أنا وأنت قد نغير رأينا لكن الله تعالى لا يغير إرادته ولا يغير ما قضى به ثم إن الحوادث الجديدة ليست جديدة بالنسبة لله تعالى وقضى بها أزلاً وإنما هي جديدة بالنسبة لك. يقول أحدهم إذن لماذا ندعوا؟ لأنك أمرت بالدعاء، فقد قال الله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) القضية عندك في مسألة الإستجابة لكن أن تدعو الله هذا أمر أنت مكلف به ولذلك في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة عين العبادة أن تدعو لأن الله تعالى قال ادعوني استجب لكم، عندك قضية الله تعالى يعلم النتيجة وأنت لا تعلمها فعليك أنت أن تدعو فإذا تحققت النتيجة فبها ونعمة وإلا لأنك دعوت تأخذ قصراً في الجنة ولذلك الرجل في يوم القيامة يُسأل سألتني عن هذا فحصل وهذا حصل وهذا لم يحصل فالذي حصل حصل والذي لم يحصل أنت لك بيت في الجنة لمجرد أنك دعوت المولى عز وجل. في مسألة الاستجابة نقطة مهمة يجب أن نفهمها: إستجب لا تعني لبّي أنا أقول مثلاً يال رب نجّح إبني  المولى تعالى يعلم أن ابني لو نجح سيفشل بعد ذلك فلا ينجحه، استجب لكم يعني أحقق لكم ما فيه المصلحة أنت لا تعلم المصلحة فعليك أن تدعو وفي الحالتين تأخذ الأجر إما الأجر بالتلبية وإما بيت في الجنة إذا لم يحصل الشيء الذي طلبته. الرجل يقول يوم القيامة يا ليته ما أجابني في الدنيا أبداً لأن الدعوات التي أجيبت في الدنيا راحت مع الدنيا أما الشيء الذي لم يتحقق في الدنيا أنت أخذت مكانه بيتاً في الجنة فتقول يا ليته ما أجابني في الدنيا أبداً. وهذه النقطة من نقاط العقيدة فلا بد أن يستقر في عقيدتك أن لله مشيئة لا تُرد وأن لك مشيئة من باطن مشيئة الله تبارك وتعالى يجب أن يستقر في عقيدتك أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء وأن الله تبارك وتعالى قضى كل شيء أزلاً وأن القدر هو تحقق هذا القضاء بمشيئة الله تبارك وتعالى وأن لك أنت مشيئة لكنها من باطن مشيئة الله فأنت تسعى بمشيئتك والله تعالى يوفقك بإرادته ومشيئته يوفقك إلى هذا الأمر. في توصيف القرآن بالقرآن يقول تعالى (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) التكوير) هذه مشيئتكم أنتم، ثم قال (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) التكوير) يعني أنا جئت مسلماً بفضل الله فقل الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة والذي لم يخلق مسلماً لم يُظلم لأنه سيأتي من هؤلاء من يسلم فتقوم الحجة على الباقين إذن المسألة تمشي على مراد الله الرجل الذي أسلم جاء بمشيئته التي هي من باطن مشيئة الله تعالى ولذلك الذي يجد نفسه في نعمة فليبادر بحمد الله تبارك وتعالى "الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة". القضاء ما قضى الله به أولاً والقدر وقوع القضاء في اللحظة التي قضى بها الله. ولذلك في حديث الرسول r " كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة أول ما خلق الله القلم وقال له اكتب قال ما أكتب؟ قال ما كان ما سيكون إلى يوم القيامة" إذن كل شيء قُضيَ عند الله ثم يتحقق هذا القضاء بوقوع القدر لهذا يجب أن نفهم مسألة (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق). البعض يقول إذن نحن ظُلمنا كلا أنت لديك إرادة هي من باطن إرادة الله تعالى لكنك أنت لا تعلم هذا أنت توجهت بإرادتك على مراد الله (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29) الكهف) (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة) كل واحد يعمل الذي يريده بمشيئته التي هي بتوفيق مشيئة الله تبارك وتعالى ولذلك اسمعوا الآية (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق) لم يقل ظالم لأن العبيد من عهد آدم إلى يوم القيامة عدد كبير ضعّف الله الفعل لينفي الظلم.
بقي في سورة ق الآية (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30)) البعض عندما يشرحها يقول أن المعنى هات أيضاً لكن المعنى ليس كذلك القرآن ليس على هوانا، المعنى في الآية هل من مزيد يعني لا مزيد لأن للسؤال الاستفهامي هنا غرض وهو الإنكار هل من مزيد يعني لا مزيد يعني رغم أن جهنم ملئية وما زال يدخلها بعض الكفرة والمشركين والنافقين يدل على أن في النار ضيق وتضييق أما السعة ففي الجنة. يجب أن نفهم القرآن على مراد الله، الضيق في النار أما السعة ففي الجنة.
القرآن أوضح من الشمس في كبد السماء لمن أراد أن يتدبر. عشنا معكم على مدى ثلاثين حلقة نتكلم عن موضوع العقيدة وهو من أخطر المواضيع التي في إسلام كل واحد منا ما اعتقدته بقلبك وسألخص ما عشناه على مدار هذه الحلقات تكلمنا في كل أمر من أمور العقيدة تكلمنا في أصول الاعتقاد وأصّلنا درجات الاعتقاد وتكلمنا كيف تعتقد أنت الله تبارك وتعالى ولخصناها بأسئلة واضحة ستُسألها في القبر كفانا منها من ربك؟ وقلنا ليس السؤال من الله؟ من ربك أنت؟ ما هي عقيدتك عنه؟ ما دينك؟ وقلنا أن هنالك فرق كبير بين الدين والديانة ولا نقول الأديان السماوية بل الديانات السماوية لأن الدين واحد والعقيدة واحدة وقلنا ما قاله الله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ (85) آل عمران) وقلنا أن رسول الله r أرسل الله تبارك وتعالى إليه جبريل ليعلم الأمة أصول الاعتقاد فسأله أسئلة ما الإسلام؟ ما الإيمان؟ ما الإحسان؟ متى الساعة؟ كل هذه الأسئلة كان لرسول الله r إجابات عليها.
العقيدة كلمة أرجو أن نكون قد وقفنا على بعض من معانيها. رسول الله r أخذ يعلم الأمة على مدار 23 سنة أصول الاعتقاد لكن في وقت معين أرسل الله تعالى جبريل الأمين ليعلّم الأمة لأنهم قعدوا عن السؤال فسأل جبريل وأجاب الرسول r إجابات منقطعة النظير واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، سأله ما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يعني يوم القيامة يعني مستعد له لا أن تقول فقط أنا مؤمن بيوم القيامة وفي الحديث سأل جبريل الرسول r متى الساعة؟ فقال له ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، لما سُئل رسول الله r من صحابي مرة ثانية عن الساعة قال r ماذا أعددت لها؟ الذي يهمني في القيامة أو في الساعة أو أقرأ مالك يوم الدين أفكر ماذا أعددت أنا لها؟ هل أتبع عقيدة سليمة أو أتصرف بأهوائي؟ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره لا يجب أن تكون عقيدتك أن دعاءك سيرد القضاء، إن دعاءك صادف القضاء فبها ونعمة والحمد لله وإن لم يصادف القضاء فأنت في وجه الله تبارك وتعالى أطمع أن يوفقك إلى ما هو أفضل من هذا وليكن في الآخرة، هذه يجب أن تكون عقيدتك ليس دعائي الذي سيغير قضاء الله، أنا شخصياً يمكن أن أغير رأيي لكن المولى عز وجل لا يغير رأيه. ما معنى أن تؤمن بالله؟ تكلمنا ما هو الإيمان وقلنا ما وقر في القلب وصدّقه العمل يجب أن أحرك الجارحة فتفعل شيئاً تؤكد إيماني هذا الكلام يجب أن أفكر فيه وأنا أقول أؤمن بالله أو باليوم الآخر يجب أن أطبق القول مع الفعل. أنا أقول الله ما معنى الله؟ الله خالق كل شيء يخطر على بالك وأنه قضى أزلاً كل ما أراد، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن مهما حصل ولا يعتقد أحد أن الله تعالى يفعل شيئاً لم يكتبه ولذلك قلنا (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا (83) آل عمران) القضية هذه يجب أن نفهمها جيداً (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن). إذن الله خالق كل شيء وقضى أزلاً كل ما أراد وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ما يبدل القول لدى الله تبارك وتعالى وما كان الله بظلام للعبيد أنا لي مشيئة أسعى بقدرتي التي وهبني الله إياها بتوفيق الله من مشيئتي، لله مشيئة ولي مشيئة لكن مشيئتي أنا من باطن مشيئة الله تبارك وتعالى (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) التكوير) لأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل وعندنا نقطة غالية في العقيدة وهي الحمد لله عند الكرب وعند الخير عند الكرب تفرجه وعند الخير تزيده. ثم الإيمان بالملائكة في كل ما يقال عنها ثم الإيمان بالكتب يعني بكل الكتب السماوية التي أنزلها الله تبارك وتعالى والإيمان بالقرآن هو الذي سيسند إليك هذا الإيمان الحق بجميع الكتب التي أنزلها الله تبارك وتعالى قبل أن يشوبها تحريف أو تأليف، أنا مؤمن بكل الكتب التي أنزلها الله تبارك وتعالى هي التوراة والإنجيل والقرآن وعند القرآن أحمد الله تبارك وتعالى أن تصدى لهذا القرآن بالحفظ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلك اللهم الحمد على نعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة معرفة الإله الحق، نعم الله لا تعد ولا تحصى. الإيمان بالرسل إيماني بمحمد r لا ولن يتم إلا أن آمنت بآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وهؤلاء علامات في النبوءة والرسالة كدليل على إيماني لكل الرسل ما من رسول ذُكر في القرآن إلا وأنا أؤمن به إيماني بمحمد عملاً بقوله تعالى (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ (4) البقرة) (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) يجب أن نقول لله تبارك وتعالى: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. الإيمان بيوم القيامة وأذكركم ونفسي كلما نقول في سورة الفاتحة مالك يوم الدين إسأل نفسك ما سأله رسول الله r للصحابي الذي سأل ماذا أعددت لها؟ هل جهزت نفسك ليوم القيامة، أنا عندي أسئلة في القبر وأسئلة في الآخرة. يوم القيامة يبدأ من لحظة الموت فأسئلة القبر من ربك؟ ما دينك؟ ما قولك في هذا الرجل؟ ثم ما عملك؟ وأسأل الله تبارك وتعالى أن نكون من أصحاب هذا السؤال الرابع الذي لن يُسأل إلا لمن أجاب على الأسئلة الثلاثة قبله فالقضية إذن متصلة وليس فيها تجزئة والإسلام كلٌ لا يتجزأ وإيماني باليوم الآخر طالما أقول مالك يوم الدين يجب أن أعد لهذه الكلمة والرسول r يقول للصحابي ماذا أعددت لها؟ لا بد أن أعد لها الكثير والكثير من العمل والذي يرد الحديث أنا ما أعددت لها إلا حب الله ورسوله، هذا لا يعني أحب الله ورسوله وأنا جالس، لكن ما معنى هذا الحديث؟ (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (31) آل عمران) القضية في أن يحبني الله تبارك وتعالى لا أن أحبه أنا، حتى يحبني الله تعالى يجب أن أتبع هذا الرجل العظيم محمد r فإذا اتبعته أفعل كما فعل (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) الأحزاب) آمنت بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر ثم الإيمان بالقدر خيره وشره وتعرضنا للقضاء والقدر، القضاء ما قضى الله به أولاً وهو الذي خلق كل شيء قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكتب ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة والقدر هو وقوع القضاء إن حصل لي شيء جيد الحمد لله وإن حصل لي غير هذا نقول الحمد لله، الحمد لله تقال عند الخير فتزيده وتقال عند الكرب فتفرجه. الإيمان بالقضاء والقدر من مسائل العقيدة المهمة، الإيمان بالحساب والجزاء وكلمة مالك يوم الدين تلخص كل المسألة يوم الجزاء ويوم الحساب ويوم الجنة.
العقيدة مسألة تحتاج إلى تدبر افتحوا المدراك وافهموا على مراد الله ورسوله واعملوا بما أنزل الله قرآناً (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم) أيها الإخوة الأحباب التوجيه الخاتم الذي عشناه على مدار ثلاثين حلقة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الروم) اللهم إنا نسألك أن تقيمنا على الدين القيم وأن تجعلنا من أولئك الذين يقيمون الوجه على مرادك فيهم (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك أن نكون والمسلمين من أهل جنات النعيم أن نكون من أولئك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أدعو لكم بكل خير وأسألكم الدعاء ,أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه كل عام وأنت بخير سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.