خير الغافرين - الحلقة 13 - الشفاعة لضعيف
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 13: الشفاعة لضعيف
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. وخير الغافرين عز وجل قد يغفر لك لا من أجلك وإنما من أجل عبد من عباده محبوب لديه فيشفع لك وهذه قضية لا تنتهي. لكل صديق شفاعة، ما من أحد منا إلا ويعرف في حياته رجلاً صالحاً "رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه" كلنا نعرف ناس بسطاء قد يكون فرّاشاً أو سائقاً أو جاراً بسيطاً لا يلتفت إليه أحد هذا يوم القيامة من الملوك ماذا لو أحسنت في يوم من الأيام لواحد من هؤلاء؟ أو جعلته يحبك بطريقة ما؟ أو تقربت منه حتى صار صديقك؟ ولكل صديق شفاعة. كل من سقيته شربة ماء، كل من دعوته إلى بيتك، كل من شفعت له إلى ذي سلطة أو وجاهة، ما منا إلا ويعرف موظفاً كبيراً ما يعرف شرطياً، معاون شرطة وأحدهم عنده مشكلة فشفعت له عند أحد المسؤولين، أصلحت ذات البين، أدّيت خدمة أو فضل لواحد ويوم القيامة عندما تكون في ورطة وما أكثر الورطات يوم القيامة خاصة من هذا اللسان، كلنا سنكون أسرى ألسنتنا يوم القيامة، هذا اللسان الذي لا يبقى معه عمل، يؤتى بالصحيفة يوم القيامة فيسأل أين عملي؟ فيقال أكلتها الغيبة! حينئذ تنقذك شفاعة واحد من أصحاب الشفاعة، يتيم، محتاج، أسير، واحد شفعت له عند ذي سلطان، ناهيك عن أن الشفاعة العظمى للنبي r وشفاعته لأهل الكبائر من هذه الأمة، كلهم من أهل القبلة يصلي ويصوم ولكنه ارتكب كبيرة ولم يتب منها، هذه يوم القيامة مصيبة فالنبي r يتدخل لهؤلاء الناس "شفاعتي حقٌ لأهل الكبائر من أمتي". إتخذوا عند المساكين يداً، أوجد لك مسكيناً أو فقيراً أو قدّم فضلاً لأحدهم فإنهم دولة يوم القيامة، ملوك، هذا الشحاذ المسكين أنت إتخذ عنده يداً أو اعمل معه معروفاً ويوم القيامة سوف يشفّعه الله تعالى فيك حينئذ الشفاعة نظام عظيم من الأنظمة التي شرعها وشرّعها خير الغافرين عز وجل لكي يغفر لعباده على شرط أن تكون أولاً من أهل القبلة، ثانياً أن لا يكون مصارماً لا يوجد من لا تتكلم معه "المتصارمان لا أشفع لهما"، ثالثاً أن لا تكون ممارياً هناك أناس بينهما جدل سني شيعي، صوفي سلفي وهابي، "المماري لا اشفع له، المماري بانت خسارته" كما قال النبي r فإياك أن تكون ممارياً أو لا تكون مصليّاً فغير المصلي لا يُشفع له وأنت تكون مخاصماً أنت تموت وهناك من لا تكلّمه فإذا لم تكن واحداً من هؤلاء فأبشِر لا بد أن يكون واحداً من هؤلاء يشفع لك وفي النهاية الشفاعة الكبرى للمصطفى