خير الغافرين - الحلقة 17 - كُن واحداً من أهل بدر
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 17: كُن واحداً من أهل بدر
اللهم أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. سبحانه وتعالى خير الغافرين يهيئ فرصاً لبعض عباده لا تدري لماذا؟ الناس عندنا مقول الدنيا حظوظ، لا، هذا ليس مصطلحاً إسلامياً، الدنيا توفيقات من رب العالمين. قبل 15 قرناً كانت كانت دولة فارس دولة هائلة حضارية تملك نصف الكرة الأرضية مثل أميركا وروسيا قبل، وهناك دولة الروم من العراق إلى مغرب الشمس يملكها قيصر الروم ومن العراق إلى المشرق يملكها ملك فارس وفي بيئة صغيرة تسمى طيبة أو يثرب مدينة سوداء حجارتها سوداء إلى الآن تراها من الطائرة حجارتها سوداء تسمى الحرّة، هذه المدينة مجهولة لا عليها ملك ولا عليها رئيس ناس بسطاء يذهبون للتجارة مرة إلى الشام ومرة إلى اليمن رحلة الشناء والصيف من هذه البقعة الصغيرة إلى الآن ليس فيها نشاط اقتصادي مثل نيويورك يأتي يتيمٌ يغيّر تاريخ الكون، عندما وُلِد التاريخ كله عاد إلى الصفر وبدأ يعد الحساب من جديد، يا أهل مكة ويا أهل المدينة أنتم موفقون بأن رب العالمين بعث النبي عندكم وجعلكم هذه الأمة العظيمة. هؤلاء الناس مع النبي r مجموعة أهل مكة صادروا كل أموالهم وأخذوا كل شيء وتبين أن هناك قافلة يقودها أبو سفيان آتية من الشام قالوا على الأقل نأخذ هذه القافلة مقابل الأموال التي أخذوها فجاؤا بالقافلة بالعصيّ ومنهم من كان معه سيف صغير أخذوا القافلة وإذا أمام هذه القافلة في ظروفها تقوم حرب بينهم وبين كل أمم الشرك جاءت مكة بكل قضّها وقضيضها لكي تقاتل هؤلاء الناس 300 رجل خرجوا للقافلة يقابلهم ألفين إلى ثلاثة ألف مسلحين وإذا بهم أمام معركة لا على البال ولا في الحسبان ولم يخططوا لها المعركة صارت وينتصر فيها المسلمون، هؤلاء 300 رجل يسمون البدريون أهل بدر والله تعالى قال "إفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم" دخلوا التاريخ من أبهى وأزهى وأجمل وأوسع أبوابه، هذا بدري هذا مغفور لهم لم يكن في نيتهم هذا التوفيق. نحن كيف نصير مثلهم؟ رب العالمين لا يظلم أحداً، أيّ فرصة يتيحها الله لأي إنسان إلى يوم القيامة ممكن أي إنسان أن يعمل مثله، قال كيف؟ قال بحبّه لهم، يقول r ما فرِح المسلمون الصحابة الكرام كما فرحوا بقول النبي r "والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليحب القوم لا يلحقهم بعمل فيدخل الجنة معهم بحبّه لهم" ولهذا في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله إثنان تحابا في الله، أحبِب أحداً وجيه عند الله عز وجل تدخل الجنة معه في نفس درجته. كما قال النبي r. إذن أهل بدر هؤلاء العظام الذين أعطاهم الله تعالى هذا التوفيق الذي لم يكن مخططاً له رأوا أنفسهم أمام هذه المعركة غيروا بها تاريخ الكرة الأرضية ولو انتصر المشركون حينها انتهى الإسلام وحينئذ رب العالمين بهذه المعركة غير المخطط لها سحق المسلمون قوى الكفر كلها فصار البدريون بدريين حتى الملائكة الذين قاتلوا معهم يسمون ملائكة بدر، إذا أحببتهم فأنت منهم وإذا أبغضتهم فأنت بعيد عن هذه الأمة