خير الغافرين - الحلقة 20 - الصداع والحُمّى

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

الحلقة 20: الصداع والحُمّى
 
يا رب أنت ولينا في الدنيا والآخرة توفنامسلمين وألحقنا بالصالحين أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. تحدثنا سابقاً وقلنا هذا الدين مثل الفطرة كما قال r: عجبت لمن يدخل الجنة رغم أنفه" هناك من يدخل الجنة رغم أنفه كيف؟ بالله عليكم هل منكم من لم يُصب بصداع في يوم من الأيام؟ هل منكم من لم تصبه حمّى في ليلة؟ مستحيل. قال r: "ليلة من الصداع والمليلة (أي الحمى) تذر العبد يمشي ما عليه من خطيئة"، حديث آخر "إن الرجل ليصيبه الصداع أو الحمى وإن ذنوبه كمثل أُحُد ليلة من الحمى أو الصداع تذره وليس عليه شيء من ذلك" يا الله! لولا أن ربك هو الله وهو خير الغافرين وهو وليّك وهو أحنّ عليك من أمك وأبيك، ما هذا السخاء الإلهي! كما قال رب العالمين هب أني لم أخلق جنة ولا ناراً ألا أستحق أن أُعبَد؟ رب بهذا الكرم بهذه الرحمة يعزّ عليه أن تصاب بالصداع "إن الله يكره مساءة العبد" لا يحب أن يسيئك لكن هذا قانون لا بد أن تمرض وتفقر وتحون وتغتم. إِعلم أن رب العالمين إذا ابتلاك بصداع أو بحمّى إعلم أن الله سوف يرفعك بها. حديث صحيح: "الحمى من فوح وذاك نصيب المؤمن من النار". معنى هذا لما نسمع أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة الناس لا تفهمها! لا إله إلا الله هو العهد الذي بينك وبين الله إذن أنت منتمي أنت من أهل القبلة كل ما يصيبك محسوب، إذا كان قليل من الصداع أو الحمى تغفر كل ذنوبك وهي مثل جبل أُحد ثم تزول بالتالي من قال لا إله إلا الله دخل الجنة تحقق ولذلك إذا لك تمن مصلياً من أهل القبلة فاتّقِ الله صلّ حتى لا تذهب إلى الهاوية يوم القيامة، أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن حسنت حسن سائر عمله، أعرف أن بعض المسلمين يصلي فقط في رمضان! إتقوا الله فالله تعالى موجود في كل شهر، هذا الخير خاص لأهل القبلة وبدون صلاة لا يوجد والصلاة تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. حينئذ تصوّر كرم رب العالمين! نحن عرفنا ملوكاً في الأرض مثل حكام الإمارات سخاؤهم على شعبهم يحيّر ما هذا السخاء؟ فما بالك بسخاء رب العالمين على عباده لأنه يحبهم ولأنه وليّهم؟! هو أحنّ عليهم من آبائهم وأمهاتهم. حديث صحيح: "إن الله يكره مساءة عبده المؤمن" لا يريد أن يؤذي أحداً لكن لا بد له من الموت فهذا قانون. رب العالمين يكره مساءتك بالصداع والحمى لكن لا بد لك من هذا. إذن جزاء هذا إن الله سبحانه وتعالى يأتي عليك وذنوبك مثل جل أحد ونص الحديث عن أبي الدرداء أن الرسول r قال: إن الصداع والمليلة (أي الحُمّى) لا تزال بالمؤمن وإن ذنبه مثل أُحُد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل" تصوّر ماذا يمنعك أن تدخل الجنة مع الداخلين؟! وهذا سخاء الله عليك سخاء خير الغافرين؟