من أي زمرة أنت؟ الحلقة 3 - زمرة المتّبعين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 3:
زمرة المتّبعين
تحدثنا في الحلقة السابقة عن زمرة الطائعين الذين لا يعصون الله أبداً فإذا فاتك أن تكون من زمرة الطائعين فلا يفوتك أن تكون من زمرة المتّبعين وأنت خطّاء قد تعصي الله وتتوب ولكن أمامك فرصة عظيمة أن تكون من الزمر المتجلية يوم القيامة وهي أن تكون متّبعاً للسُنّة بكل حركاتك وسكناتك (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) آل عمران). إن من عباد الله تعالى – وكلنا شاهدنا منهم واحداً أو اثنين في حياتنا متمسك بالسُنّة من ساعة ما يستيقظ إلى ساعة ما ينام وهذ شأنه في كل مرة، كل حركاته وسكناته موزونة بسُنّة رسول الله r. كيف يأكل؟ كيف يشرب؟ كيف يدخل المسجد؟ كيف يخرج منه؟ كيف يدخل البيت؟ وكيف يخرج منه؟ كيف يلبس؟ كيف يتعامل مع الناس؟ كيف يغتسل؟ كل حركاته وسكناته منضبطة بما ورد عن رسول الله r الذي يقول " طوبى للغرباء المتمسكين بسُنّتي عند فساد أمتي" و "من تمسّك بسُنّتي فله أجر مائة شهيد" "من أكل طيباً وعمل في سُنّة وأمِن الناس بوائقه دخل الجنة". فمن الزمرة المتجلية الأولى التي تدخل مع الرعيل الأول من الزمر زمرة المتمسكين بالسُنّة وهذه قضية سهلة اليوم فالمكتبات عامرة بكتب معنونة بعمل اليوم والليلة وما عليك إلا أن تشتري كتاباً واحداً لتقرأه بسهولة وترى كيف تتتبع السنة في كل حركة تتحركها على مدى اليوم والليلة. فإذا دخلت السوق وقلت دعاء السوق " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" محى الله عنك ألف ألف سيئة وكتب لك ألف ألف حسنة وقِس على هذا الحديث ما أن تدخل السوق وتقرأ هذه السُنّة التي أمرك بها رسول الله r إلا وقد غفر الله تعالى لك مليون ذنب وكتب لك مليون حسنة . هذا الكرم الإلهي في كل سُنّة تعملها من ساعة ما تستيقظ، ماذا تقول عند الاستيقاظ؟ عند النوم؟ ماذا تعمل لو اعتدى عليك أحد؟ ماذا تفعل إذا رأيت كسوفاً أو خسوفاً؟ إذا قرأت هذا الكتيّب الصغير وحاولت أن تتمسك بالسُنّة بكل حركاتك فأنت من المتّبعين للرسول r وأنت أقرب الناس إلى رسول الله r مجلساً يوم القيامة وحينئذ المتّبعين أحباب رسول الله r الذين يأتون زمرة واحدة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر. هكذا هي هذه الزمرة التي إن فاتك أن تكون من الطائعين فعليك أن تكون من المتّبعين على الأقل وهذا في مقدورك. إن كان ليس في مقدورك أن تكون من الطائعين فإن في مقدورك أن تتبع السُنّة وقد رأينا من عباد الله عز وجل على قِلّتهم من لا يتحرك إلا بالسُنّة جعلنا الله وإياكم منهم.