من أي زمرة أنت؟ الحلقة 6 - زمرة أهل الفِكاك
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 6:
زمرة أهل الفِكاك
زمرة الفِكاك هذه من قوله (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة) وكم من الرقاب من هي مثقلة بقيد، رقبة مثقلة بدم كرجل قتل رجلاً فأصبح في مجال القصاص رقبته مثقلة بأن يُقتل جزاء من قَتل، رجل عليه دين وعجز عن سداده وهو مثقل بحكم من المحكمة بسجنه، رجل قذف رجلاً وهذا كما في الشرع الإسلامي بإقامة الحد عليه جلداً. ما أكثر الرقاب التي هي مثقلة بقيد. حينئذ وأنت صاحب الحق باستطاعتك أن تجعل الغِلّ يجري على رقبة هذا الغريم أو تعفو عنه لوجه الله تعالى وتفك رقبته ليعود إلى عياله. أنت حُرٌ في الحالتين إن أخذت حقك فهذا من حقك وإن عفوت فأنت في هذه الزمرة (فك رقبة). يقول r: " من كان له دين فأنظره له في كل يوم صدقة على قدر هذا الدين، مثل هذا الدين. هذا حديث صحيح وفي حديث صحيح آخر: له مثلّي هذا الدين. هذان حديثان قد يبدوان متناقضين ولكنهما ليسا كذلك ففي الحديث الأول يقول r أنه إذا أقرضت مالاً لأحد وأمهلته مدة معينة فمن ساعة ما تقرضه إلى ساعة المدة المحددة لك يومياً صدقة بقدر هذا الدين بمثل واحد، والحديث الآخر يقول مثلين وهذا لا يناقض الحديث الأول لكم ما دمت خلال المدة لك أجر بقدر هذا الدين صدقة. إذا جاء الأجل وعجز عن سداد الدين وأمهلته زمناً آخر، هذا الزمن الجديد لك بقدر مثلين ذلك الدين صدقة.
إن الدين والدم والجراحات والحقوق التي تؤدي إلى الحبس والضرب والغرامة كلها أغلال في عنق المتهم فإذا فككت رقبته من كل هذه القيود أو من بعضها كل حق لك على غيرك يُوجِب عليه دماً أو سجناً أو غرامة أو نفياً أو أي عقوبة ثم فككت رقبته من هذا الغِلّ فأنت من هذه الزمرة العظيمة الذين يأتون يوم القيامة: "من يكن حقه على الله فليقم فليدخل الجنة العافون عن الناس". والعفو نوعان: قد تعفو عن شيء لا يسبب فك رقبة كأن يكون غيبة أو ما شابه ليس فيها عقوبة لكن كلامنا في هذه الحلقة عن عفو، عن فك رقبة مدينة لك بدين أو حبس أو دم أو قصاص، هذه الحلقة متعلقة بمن رقبته مغلولة لآخر إما بدم أو حبس أو قطع يد أو قصاص أو دم فإذا فككتها فقد نجوت وأصبحت من أهل الفِكاك.