من أي زمرة أنت؟ الحلقة 8 - زمرة الأسخياء

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

الحلقة 8:
زمرة الأسخياء:
السخيّ حبيب الله، فعلاً الله تعالى يحب الأسخياء، لما خلق تعالى الجنة قال لها تحدثي، قالت: يا رب هنيئاً لعبادك المؤمنين بي، قال: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل. ويقول r: "تجاوزوا عن ذنب السخي فإن الله يأخذ بيده كلما عثر". والسخي حبيب الله، قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة. وكلما عرفت موقع البخل والشُحّ في هذا الدين من القبح والطرد كما قال r: اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل. بلغ من قبحه أن النبي r يستعيذ بالله تعالى منه. والبخيل مجمع للرذائل مهما أدّى من العبادات ولذلك قال r: تجاوزوا عن ذنب السخي. والله تعالى أوحى إلى موسى u أن لا يقتل السامري مع أنه إستحق القتل لأنه إرتد وعبد العجل وضل بني إسرائيل، قال تعالى لموسى لا تقتله فإنه سخيّ واكتفى بعقابه أن يقول لا مساس.
هذا هو السخي يأني يوم القيامة لأن السخاء يورث مكارم الأخلاق فلا تجد سخياً إلا وهو رقيق القلب حليم يحب الناس ويحبه الناس ولا يذنب إلا عَرَضاً لأن السخي قريب من الله عز وجل. حينئذ رب العالمين يحاسب الناس يوم القيامة على أفضل ما فيهم من أخلاق وصفات وأعمال فإذا كنت عبدت الله بعدة عبادات لكن كان من ضمن عباداتك أنك كنت من الأسخياء تعطي عطاء بكل ما في العطاء الحسن من مواصفات من سماحة ويُسر (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) الليل) والحسنى أي الجنة. إذا علم الله تعالى منك السخاء ورغم ما فيك من أعمال صالحة، الله تبارك وتعالى إذا شاء ذلك أن يجعلك من هذه الزمرة لأن السخاء خُلُق الله الأعظم ومن العبادات التي تقربك إلى الله. والله تعالى يحب الأسخياء وإذا أحبّ الله العبد نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً. فعطاؤك من كل أنواع العطاء واجباً كان أو ركناً أو تطوعاً أو مروءة، كل أنواع العطاء تجعلك من هذه الزمرة العظيمة من حيث أن للسخاء شروطاً. كلنا نعطي ولكن قد نعطي بشيء من المِنّة (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) البقرة). السخي الذي لا ينتظر منك حمداً ولا شكراً (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) الإنسان) عطاء لوجه الله وليس في قلبك إلا الله عز وجل حينئذ شروط السخاء إذا توفرت فيك بطيبة نفس، سراً وعلانية " ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله". بهذه الشروط تصبح من الأسخياء جعلنا الله وإياكم منهم.