من أي زمرة أنت؟ الحلقة 28 - زمرة المحرومين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 28:
زمرة المحرومين
نختم هذه السلسلة من الزمر المكرمة يوم القيامة بزمرة يحبها الله تعالى حباً عظيماً وهي زمرة الفقراء المحرومين (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) المعارج). المحروم هو الذي يموت وحاجته في صدره ليس له إلا لقمة تسد جوعته وخِرقة تستر عورته يموت وحاجته في صدره مدفوع بالأبواب لا يؤبه له إذا تحدّث لا يُنصت له ولو شُفِّع لا يُشفَّع لا يدخلون إلى السدات (أي أبواب الحكام والأمراء) مدفوغون بالأبواب بلغ من صلاحهم وشكرهم لله وقناعتهم وزهدهم لو أقسم أحدهم على الله لأبرّه " رُبّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه". بهذا وأمثاله تُنصر الشعوب وتفتح الثغور ويستسقى الغمام " إنما تُنصرون بضعفائكم". هذه الطبقة المحرومة التي تأكل يوماً ولا تأكل يوماً آخر ليس لهم إلا ما على أجسادهم من السِمال وصفهم رسول الله r "الدنسة ثيابهم، الشعثة رؤوسهم، الجائعة بطونهم لا يسألون الناس إلحافاً لو أقسم أحدهم على الله لأبرّه". هؤلاء المحرومون يأتون زمرة عظيمة يوم القيامة يدخلون الجنة قبل أغنياء الأمة بأربعين خريفاً، إنهم من الزمر الأولى التي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. هذه الزمرة إذا عرفت أحداً منهم فتقرب إليه فإن شفاعته فيك لا تُردّ يوم القيامة. هؤلاء المساكين دولة فاتّخذوا عندهم يداً، هم دولة عظيمة يوم القيامة ليس لهم حاجة، أظهِر احترامهم وتقرّب منهم فإنك ستحتاجهم يوم القيامة كما تحتاج الملوك في هذه الدنيا "إتخذوا عند المساكين يداً فإنهم دولة يوم القيامة" بشرط أن تكون هذه الزمرة صابرة على ما هي فيه لوجه الله تعالى (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) البقرة) تتحيّل عليه أن تكرمه، أن تعطيه بدون أن تجرح شعوره، لا تعطه صدقة، ولك أن تدعوه لبيتك باحترام ربما لبّى لك هذه الدعوة أو تقضي له حاجة عند سلطان أو حاكم عجز هو أن يقضيها، هذا يموت وحاجته في صدره وكل حاجاته لم يستطع تنفيذها في الدنيا وهم موجودون في كل مكان. أحبّ الناس إلى الله، إن شعرة من أسمالهم تساوي تيجان الملوك في موازين الله عز وجل. هؤلاء المحرومون هم الزمرة العظيمة يوم القيامة أكثر الناس فقراً في الدنيا هم أكثر الناس عنى يوم القيامة إذا صبروا لوجه الله تلقاهم الملائكة فتقول لهم (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد).