السابقون - الحلقة 22 - المحافظين على الوضوء
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 22:
عبدٌ آخر من عباد الله عز وجل أحبه تعالى فلما أحبّه جعله من السابقين فلما جعله من السابقين كان ملكاً من ملوك الجنة بعمل سهل ميسور لكن الله يحبه وقد ذكر في كتابه أنه يحبه (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وفي آية أخرى قال (ويحب المطهرين) اي أنه يحب المتطهرين ويحب المطهرين وتحدثنا سابقاً عن محبة الله للتوابين. الطهارة نوعان طهارة البدن بشكل لا يترتب عليها عبادة، أنت جسمك نظيف ثوبك نظيف، إذا اتسخت اغتسلت فأنت دائماً نظيف والنظافة من الإيمان فأنت تتنظف للنظافة وتتطهر للطهور نفسه وهناك تطهر وتطهير يترتب عليه عبادة وهي الوضوء للصلاة والغُسل للجنابة فهاتان الحالتان اللتان يتطهر بهما العبد لكي يؤدي صلاة وعبادة مثل ما يتعلق بالطواف وغيرها وكل اغتسال أو وضوء يترتبت على عباد من العبدات فهذا نوع آخر من التطهر والله سبحانه وتعالى يحب النوعين من الطهور. ما الفرق بين المتطهرين والمطّهرين؟ المتطهرين في ساعة ما تتوضأ عندما تتوضأ فإن الله يحبك وكلنا نعلم ماذا يفعل الوضوء إذا سميت باسم الله ثم تمضمضت ثم استنثرت تتناثر ذنوبك مع هذا الماء حتى لا يبقى عليك ذنب وهناك أحاديث كثيرة في الوضوء إذا توضأت ثم صليت ركعتين لا تحدث نفسك بهما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فساعة ما تتوضأ إن الله يحب المتطهرين فالله يحبك كلما اغتسلت للجنابة لكي تصلي أو تطوف وكذلك إذا توضأت، إن الله يحب المتطهرين ساعة التطهر. إن الله يحب المطّهرين إذا حافظت على الوضوء من ساعة ما تستيقظ إلى ساعة تنام أنت متوضيء وكلما أحدثت توضأت. يقول r: لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن، من علامة الإيمان الحق أنك متوضئ طيلة النهار ولو تعوّد العبد على ذلك فحرِص على أن يكون متوضأ من ساعة ما يستيقظ لصلاة الصبح إلى ساعة أن ينام لعلم كم أن هذه العبادة مؤثرة في العلاقة بينه وبين الله من حيث أنها تجعل لكل عبادة من العبادات طعمها ولذتها في قلبك، ما من أحد يدمن على الوضوء إلا تلذذ بالعبادات تلذذاً لا يجده من توضأ للصلاة ثم إذا أحدث لا يعود للوضوء. ولذلك لما دخل النبي r الجنة لاحظ أن بلال سبقه إليها وسمع خشخشة نعاله، فقال بم سبقتني؟ قال لا شيء، قال لا بد أن لك عبادة جعلتك تسبقني إلى الجنة قال ما عني شيء إلا أنني كلما أحدثت توضأت، قال هو ذاك، لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. من أجل هذا كان دأب الصالحين أنهم يحافظون على الوضوء والرسول r كان إذا سلم عليه أحد الناس وكان غير متوضيء لا يرد السلام حتى يتوضأ من حيث أن دوامه على الوضوء جعله لا يقوم بأي عبادة إلا وهو متوضئ ورد السلام عبادة والطعام عبادة لا يستمرئ الطعام والشراب إلا إذا كان متوضأ إن الله يحب المطهرين ويحب المتطهرين، فمن حافظ على الوضوء طيلة اليوم هو أحد المؤمنين الصادقين الذين يحبهم الله ويجعلهم من السابقين والحمد لله الآن كثير متوفر وميسر في كل مكان وصار الحفاظ على الوضوء سهلاً لأن الأمور ميسرة في كل جانب وفي كل مكان. فإذا أردت أن تكون من السابقين فهذه عبادة عظيمة سهلة لو تعودت عليها أسبوعاً أو اسبوعين فإنك لا تستطيع أن تتركها لشدة جمالها واثرها في نفسك. فاحرص على أن تكون ذلك يقول r إذا مات العبد على وضوء غفر له، ويقول r: إذا نام العبد متوضأ يبعث الله له في شغاله ملكاً يستغفر له طيلة الليل لمجرد أنك دخلت فراشك وأنت متوضئ يبعث الله في شغالك ما بين جلدك ولحمك ملكاً يستغفر لك طول الليل اللهم اغفر له اللهم ارحمه لأنك بت على طهر لأن الله يحب المطهرين وكان أثر هذا أن بعث الله لك هذه الهدية وهي ملك يستغفر لك طيلة الليل. ويقول r من اعتاد الوضوء قيّد الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه. وهكذا دوام الوضوء علاج عظيم للكآبة فالمتوضئ دائماً عو مبتهج دائماً طيب النفس وإذا كان له هم كان سهلاً، همومه تقل وتعلقه بالله يزيد وتلذذه بالعبادات مضطرد. ونسمع أن كثيراً من الناس يحرصون على أن يتوضأوا من الصباح حتى وقت النوم وكلهم يذكرون أنهم بهذه الراحة النفسية وبهذه البهجة التي يحبها الله ورسوله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والله يحب المطهرين الذين يستمرون في الطهور كيلة النهار ويقول r: استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" بشهادة رسول الله r من داوم منكم على الطهور طيلة النهار فإن النبي r يشهد له بأنه مؤمن فحافظوا على هذه العبادة لأنها ضمانة ميسرة في عصرنا هذا فاغتنموها.