الربو الشعبي asthma هو مرض ينتج عن التهاب مزمن في القصبات الهوائية في الجهاز التنفسي يؤدي إلى انقباض جدران الشعب الهوائية وتضيقها وإفراز كميات كبيرة من المخاط مما يؤدي إلى صعوبة مرور الهواء عبر هذه الشعب مسبباً ضيق تنفس وأزيز في الصدر . وبالرغم من وجود الالتهاب ألتحسسي بشكل دائم في الشعب إلا أن الأعراض في معظم الحالات تأتي على شكل نوبات متكررة بعد التعرض لأحد مهيجات الربو. ويعاني مريض الربو أثناء النوبة من سعال شديد خصوصاً ليلاً أو بعد القيام بمجهود وأحياناً يتبع السعال قيء خصوصاً في الأطفال كما يعاني من ضيق نفس وأحياناً ازرقاق في الشفاه وزيادة سرعة النبض والتعرق . إن مرض الربو مشكلة طبية محلية وعالمية كبيرة حيث يعاني منه حوالي 300مليون شخص والأرقام في زيادة مستمرة مع زيادة عدد الوفيات بسبب الربو حيث زادت نسبة المصابين بالربو في العام من 1980- 1994حوالي 75%. كما تقدر نسبة الإصابة بالربو في بعض مناطق المملكة العربية السعودية حوالي 25% من عدد السكان إن العناية الطبية لمرضى الربو تكلف دولة كالولايات المتحدة الأمريكية حوالي 6بلايين دولار سنوياً وهناك أكثر من 10ملايين طفل يتغيبون عن المدارس بسبب الربو سنوياً كما أن معدل الإنتاجية لذوي الأطفال المصابين يكلف الدولة 1بليون دولار سنوياً من الخسائر وبهذا تكون كلفة الربو الاقتصادية حول العالم اكبر مما يكلفه مرض السل والايدز معاً وبالنسبة لمعدل الوفيات بسبب الربو حول العالم فتقدر بحوالي 180000شخص سنوياً حيث يتوفى في كندا 10مصابين بالربو اسبوعياً كان من الممكن تفادي وفاة 8منهم بإذن الله. ويأتي الاهتمام بمرض الربو لأنه مرض مزمن ومنتشر بكثرة في كل الأعمار خصوصاً الأطفال وغالباً مايتم تشخيصة كمرض آخر عن طريق الخطأ أو يتم علاجه بطريقة خاطئة وهو سبب رئيسي لتغيب الأطفال عن المدرسة وتغيب الآباء والأمهات عن العمل بالإضافة إلى أنه مرض يستدعي إلى اللجوء إلى مراكز الرعاية الصحية والطوارئ بكثرة مما يشكل عبء اجتماعي على الأهل وعبء مادي على الدولة خصوصاً وأنه مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه ومن الأسباب الأخرى أن الربو هو سبب رئيسي للحد من نشاطات المصابين به ومنعهم من القيام بالرياضات المختلفة مسببات الربو فهي كالتالي: - الاستعداد الوراثي وهو العامل الرئيسي حيث يمثل القابلية الموروثة للاستجابة للعوامل البيئية ويظهر هذا السبب بالتاريخ العائلي لأمراض الحساسية المختلفة كالربو نفسه أو حساسية الجلد أو حساسية الأنف )حمى القش). - الأمراض المصاحبة كالتهاب الجيوب الأنفية وارتجاع الحامض المعوي. - المثيرات البيئية مثل لقاح النباتات والحشائش والفطريات وفضلات الحيوانات كالفرو والريش وعثة غبار المنازل. - محفزات (تمهيجات) الربو مثل التدخين ، الروائح القوية من منظفات ، طلاء ، عطور والبخور وغيرها. الأهداف العامة لعلاج الربو تتمثل بالتالي : - التقليل من شدة النوبات وعددها . - تحسين نوعية الحياة للمريض بحيث يتمكن من ممارسة جميع النشاطات اليومية والرياضية بصورة طبيعية. - التعرف على العلامات المبكرة لحدوث النوبة. - معرفة الوقت الذي يجب فيه طلب المساعدة الطبية. ولتحقيق هذه الأهداف يجب اتباع الوسائل التالية: - العناية الصحية السليمة : التشخيص الصحيح والتعرف على عوامل الإصابة والعوامل المثيرة لتفاديها. - الخطة العلاجية المناسبة. - التثقيف الصحي والتوعية للمريض أو المسؤول عنه سواءً كانت العائلة أو المدرسة. - المتابعة الدورية لقياس مدى الاستجابة للعلاج. وعن علاجات الربو فهي تتلخص بنوعين رئيسيين : الأول : الموسعات السريعة المفعول كالفينتولين للحالات الطارئة. الثاني : أدوية السيطرة على الربو وتستخدم بشكل يومي تحت إشراف الطبيب المختص مع تمنياتنا للجميع بالصحة والسلامة.
د.رند خالد ارناؤوط @استشارية أمراض الحساسية والمناعة عيادة الرياض الخميس 30ربيع الآخر 1428هـ - 17مايو 2007م