كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
- مقدمة: لماذا نتكلم عن رمضان قبل حلوله؟
وصف أحوال السلف مع رمضان: قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم".
وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
1- فضل من أدرك شهر رمضان:
كان اجتهاد السلف في الدعاء ببلوغ شهر رمضان لعلمهم بفضيلته؛ فعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-: (أن رجلين من بلي -وهو حي من قضاعة- قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال ارجع فإنك لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال من أي ذلك تعجبون فقالوا يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا بلى قال وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة قالوا بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
2- شعبان مقدمة لرمضان:
تطوع شعبان إعداد لواجب رمضان فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: (قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه النسائي، وحسنه الألباني.
- فضائل الصوم:
1- الصوم لا مثل له: عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: (أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا، فأتيته فقلت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ادع الله لي بالشهادة، قال: اللهم سلمهم وغنمهم قال فغزونا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، فقلت يا رسول الله مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له، فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل به ضيف) رواه أحمد، وصححه الألباني.
2- الصوم العبادة الوحيدة التي أضافها الله إلى نفسه:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -تعالى-: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.
3- الصوم سبب في صلاة الله وملائكته عليك:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه أحمد، وحسنه الألباني.
4- الصوم حصن من الفواحش:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
5- الصوم سبب في استجابة الدعاء:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي، وصححه الألباني.
6- الصوم في الشتاء والصيف غنيمة ونجاة:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
7- الصوم جنة من النار:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه.
8- الصوم صحة للبدن:
قد ثبت بالحس كثير من الفوائد الصحية بالصيام.
- ففي الصوم وقاية من أمراض المعدة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
- وفي الصوم وقاية لمرضى السكر: قال الأطباء: إن غدة البنكرياس تفرز مادة الأنسولين بالجوع أكثر من الشبع، وهي مادة يحتاجها مريض السكر، وأما مع الشبع فإنها ترهق وتضعف.
فاللهم تقبل منا الصيام وصالح الأعمال.