فلذلك الدعاة إلى الله وأي إنسان يحتل منصبا قياديا يريد أن يحقق أهدافه وأن ينصاع الله له وأن يلتف حوله فعليه بهذه الآية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}... اتصلت بنا فاشتققت منا الرحمة انعكست الرحمة لينا كان اللين سبب الفتاف الناس حولك عندئذ حققت الهدف من حياتك ورسالتك فاستعنت بهؤلاء الناس الذين أحبوك وقدروك ورفعوك، ماذا يقابل هذا القانون؟ قال: { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ }.. لو أن الإنسان انقطع عن الله عز وجل ليس في قلبه رحمة في قلبه قسوة فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله لا يرحم الآخرين يبني مجده على أنقاضهم يبني غناه على فقرهم .. يستغلهم يستعلى عليهم يؤذيهم ولو كنت فظا غليظ القلب يعني لو كان الإنسان منقطعا عن ربه فكان في غلظة ما بعدها غلظة هذه الغلظة انعكست نفورا من الناس فانفضوا من حولك .. سبحان الله!! وكأن الآية معادلة رياضية: اتصال ـــــ (رحمة .. ليـــن .. التفــاف). انقطاع ـــــ ( قسوة .. غلظة .. انفضاض). { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }. أيها الأخوة الأحباب .. هناك فكرة دقيقة لعلي أختم بها هذا اللقاء الطيب الله عز وجل يخاطب سيد الخلق وحبيب الخلق وسيد ولد آدم والذي آتاه الله الوحي والقرآن والمعجزات أنت يا محمد مع كل هذه الخصائص ومع كل هذا الميزات .. ومع كل هذه الكمالات لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .. فكيف بإنسان ليس معه وحي ولا معجزات ولا قرآن وليس فصيحا وليس جميل الصورة ومع ذلك هو فظ غليظ ولذلك من أمر بمعروف .. فليكن أمره بمعروف ومن نهى عن منكر فليكن نهيه بغير منكر. هذا قانون "الالتفاف والانفضاض" الذي يحتاجه كل الدعاة إلى الله .. بل كل أب وأم بل كل معلم بل كل من يحتل منصبا قياديا . أيها الأخوة الأحباب .. إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته