شيء آخر: يقول عليه الصلاة والسلام: "إياك وما يعتذر منه" أي موقف أي سلوك أي حركة أية سكنة أي كلام تضطر معه إلى أن تعتذر وإلى أن تندم ابتعد عنه كلام جامع مانع إياك وما يعتذر منه قيل مرة لداهية من دهاة الصحابة .. قيل لعمرو بن العاص ما بلغ من دهائك قال والله ما دخلت مدخلا إلا أحسنت الخروج منه والحقيقة الذي سأله سيدنا معاوية فقال معاوية لست بداهية .. أما أنا والله ما دخلت مدخلا أحتاج أن أخرج منه فأنت حينما تنضبط أو حينما تضبط كلماتك وفق القواعد المشروعة تكون محترما ومعززا ومكرما. أيها الأخوة الكرام قرأت كتابا فيه أدعية ثلاث في الصفحة الأولى هذه الأدعية متصلة أشد الاتصال بهذه الحلقة المتعلقة بقانون العزة .. الدعاء الأول: "اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني مصيبة كبيرة أن تنطق بالحكمة .. وأن لا تطبقها فيسعد الناس بها وتشقى بعدم تطبيقها".. من أسعد الناس من سعد بعلمه "إني أعوذ بك يا رب أن يكون أحد أسعد مما علمتني مني". والدعاء الثاني: اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك يعني أنا أصبح قصة يتعظ بها الناس فلابد أن أكون مع المشاهدين .. لا أكون على خشبة المسرح وتكون قصتي موعظة للناس. اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك .. يعني هناك آية دقيقة يقول الله فيها: {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ }.. أصبحوا عبرا للخلق الإنسان حينما يستقيم على أمر الله لا يكون عبرة بل يكون عنصرا إيجابيا يقدم للمجتمع المثل الأعلى. أما الدعاء الثالث: "اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولا فيه رضاء ألتمس به أحدا سواك".. هذا هو النفاق أن أقول قولا فيه رضاك ألتمس به أحدا سواك .. المنافق يسقط من عين الله ومن عين المجتمع أن يكون لك موقفا موقف معلن وموقف حقيقي أن يكون لك سر وعلن.. شيء تفعله وحدك وشيء تفعله أمام الناس .. هذا الإنسان تسقط كرامته بين مجتمعه. أما الدعاء الرابع: "اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك".. إذا كرامة الإنسان مطلب أساسي عند كل إنسان وهذا المطلب يمكن أن يكون سببا لرقي الإنسان إلى أعلى عليين وأن يكون هذا المطلب نفسه سببا إلى سقوط الإنسان إلى أسفل سافلين .. لذلك لن نقطف ثمار هذا الدين من سلامة وسعادة وعزة وكرامة إلا إذا كنا محسنين فالإحسان طريق العزة فقد تجد موظفا متواضعا جدا لكنه محسن ويؤدي واجبه تماما يتمتع بعزة وكرامة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم .. فالإنسان حينما يخطئ يسقط أول ما يسقط من عين نفسه ويكون سقوطه دليلا على أن فطرة الإنسان فطرة سليمة أودعها الله في الإنسان لتكون رادعا ودافعا لكماله الذي يرقى به عند الله وعند الناس. أيها الأخوة الأحباب .. إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته