تفسير الجزء السابع والعشرين

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الدكتور/ عبد الرحمن الشهري | المصدر : www.idaleel.tv

بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أيها الإخوة المشاهدون .. أيها الأخوات المشاهدات ..
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم التفسير المباشر ... اليوم هو اليوم السابع والعشرون من شهر رمضان المبارك وسوف يكون حديثنا بإذن الله تعالى عن الجزء السابع والعشرون من القرآن الكريم واليوم لعلي سوف أنفرد بهذه الحلقة مع الشيخ/ خالد السبت باتصال هاتفي وأرجو بإذن الله ألا أكون ضيفاً ثقيلاً عليكم.

 في بداية الحلقة أريد أن أذكركم بأرقام الهواتف من داخل السعودية 012085444 ومن خارج السعودية 009612085444 .. ولاستقبال الأسئلة النصية على رقم 0096532277111 أو على موقع البرنامج على الإنترنت www.tafsir.net .

 الجزء السابع والعشرون يبدأ من الآية (31) من سورة الذاريات ومع سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة وسورة الحديد وهذه السور في مجموعها تمثل الجزء السابع والعشرون وهي سبع سور وكان السلف رحمهم الله يبدؤون من سورة ( ق) إلى نهاية المصحف ويسمونه بالجزء المفصل ويقرؤونه دفعة واحدة وكانت عناية العلماء كبيرة بهذا الحزب وهذا الجزء المفصل لأنه قد اشتمل على أكبر عدد من سور القرآن الكريم

أغلب السور التي اشتمل عليها هذا الحزب المفصل هي سور مكية تبدأ سورة الذاريات بالحديث عن مسائل العقيدة والإيمان بالله تعالى وتثبت أصول العقيدة وهذا غالب السور المكية والاستدلال بقدرة الله تعالى في خلقه سبحانه وهذا يكثر منه في السور المكية كما في سورة الأنعام والأعراف والزمر وغيرها من السور المكية ليستدل بقدرته سبحانه أنه وحده المستحق للعبادة وحدة لا شريك له فهذه من المسائل التي يجب العناية بها عند القراءة في السور المكية والمفسرون رحمهم الله قد بذلوا عناية كبيرة في كتب التفسير قديماً وحديثاً بالحديث عن السور المكية ومنهم الشيخ عبد الرحمن صنبك الميداني رحمه الله عليه في كتابه معارج التفكر ومعالم التدبر وهذا التفسير قد بناه على ترتيب النزول فانتهى من تفسير السور المكية وقد بذل في تفسيرها والعناية بها والاستنباط منها ومناسبتها للعهد المكي وما فيه من المعاناة من تكذيب المشركين للنبي  فاستطاع أن يستخرج منها فوائد وعبر ومنهجية في الدعوة إلى الله يستطيع أن يستفيد منها الداعية والمؤمن في عمله وعمره وفي ليلته وجاءت بعد سورة الذاريات وسوف يحدثنا الدكتور/ خالد السبت عن موضوع سورة الذاريات وما فيها من العبر والاستدلال وبعدها تأتينا سورة الطور وما فيها كذلك من العبر والاستدلالات وبعدها النجم والدفاع عن النبي  صلى الهل عليه وسلم والحديث عن الوحي [وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى] {النَّجم:1-3}  فسورة النجم جاءت لهذا الغرض وهو الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به ليس من عند نفسه وإنما وحي أوحى الله له به ثم يأتي بعد ذلك سورة القمر والحديث فيها عن مصارع الأمم المكذبة التي كذبت أنبياءها كل هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.


 ويسرني أيها الإخوة المشاهدين أن أرحب بفضيلة الشيخ/ خالد بن عثمان السبت «الأستاذ المساعد بجامعة الملك فيصل والمتخصص في الدراسات القرآنية ورئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين في الدمام» فحياكم الله دكتور/ خالد.

الشيخ : الله يحييك ويبارك فيك.

المقدم : دكتور/ خالد نحن في هذه الحلقة معنا الجزء السابع والعشرين وقد تعودنا مع الإخوة المشاهدين أن نتحدث عن موضوع ومقاصد سور الجزء فلو نبدأ معكم دكتور بمعرفة مقاصد سورة الذاريات ثم لعلك تختار معنا وقفة مع آيات تختارها في هذه السورة فحياك الله وبياك.

الشيخ : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فأرحب بك أخي الشيخ/ عبد الرحمن وأسأل الله أن ينفع بك ويبارك في جهودك وأن ينفع بهذا القرآن وأن يبارك فيك وأرحب أيضاً بإخواني المشاهدين وأسأل الله أن يتقبل منا ومنهم الصيام والقيام. هذه السورة وهي سورة الذاريات ويقال لها «والذاريات» بالواو أيضاً هي من السور النازلة في مكة والسور النازلة في مكة تؤكد الموضوعات المتعلقة بالاعتقاد فهذه السورة تتحدث عن تقرير المعاد والرد على المفكرين في النبوة وتبين عاقبة أهل الإيمان وعاقبة الكفار كما أنها تضمن الأمر بالتوحيد والغاية من خلق الإنس والجن هذا على سبيل الإجمال ولو نظرنا إلى صورها والأقسام التي ذكرها الله عز وجل فيها فإنها تدل على كمال قدرة الله ف(الذاريات) هي الرياح و(الحاملات وقرا) هي السحب وقوله ف(الجاريات يسراً) كالنجوم والكواكب أو بالسفن وبالمقسمات أي الملائكة التي وكلهم الله بمهام موكلة لهم كملك الجبال الموكل بالجبال وملك الموت وملك موكل بالأرزاق وهكذا فالمقصود أن هذا كله يدل على كمال قدرته سبحانه وتعالى وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير ولعلي أتحدث عن مقطع في هذه السورة ويكون هذا سبيلاً للتدبر والتفكر في آيات الله عز وجل نحن من الغبن في هذه الأيام أن ينزل الله عز وجل على هذه الأمة أعظم كتاب وأشرف كتاب ثم يموت الإنسان ولم يقرأ مختصراً في غريب القرآن فهذا لاشك خسارة كبيرة فلو قرأنا قوله تعالى [وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا] {الذاريات:1} .

المقدم : لعل الاتصال انقطع ولعل الدكتور/ خالد سوف يتحدث عن غريب القرآن وتذكرون أيها الإخوة المشاهدون أننا عرفنا في الحلقات السابقة عن الكتب التي تعينكم في هذا الجانب فعرفناكم بكتاب غريب القرآن للأصفهاني فهو من الكتب القيمة التي تنفع فيما ذكره الدكتور خالد في معرفة الذاريات الصافات التاليات الزاجرات وغيرها مما يشكل على القارئ ولا يعرفها أي أحد وأيضاً عرفنا بكتاب السراج في غريب القرآن وهو لزميلنا الدكتور الخضيري وهو كذلك كتاب مختصر في معرفة وبيان معاني كلمات القرآن وهو أيضاً يصلح أن ينتفع به المسلم ليعرف معاني مثل هذه الكلمات الغريبة ..... معنا الآن اتصال من السعودية من أحد الإخوان. تفضل يا أخي حياك الله.

المتصل : أحب أن استفسر عن قوله تعالى سورة الذاريات [نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ] {الحجر:53}  وفي سورة الصفات [فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ] {الصَّفات:101} فهل المبشر هو نفسه وكذلك الذبح هل هو نفسه أرجو التوضيح بارك الله فيكم؟

المقدم : أبشر يا أخي وحياك الله. أيضاً من القضايا التي ينتفع بها القارئ للقرآن الكريم هي قضية المدارسة والقراءة في كتب التفسير المختصرة وأيضاً عرفنا عن بعض الكتب التي تتحدث عن التفاسير المختصرة مثل التفسير الميسر وهو تفسير على هامش المصحف وهذا لا يستغنى عنه طالب علم أو أي إنسان عادي يريد أن يتعرف على معاني القرآن الكريم.

 معنا اتصال من السعودية ....... ما المناسبة في سورة النجم من الانتقال من الحديث عن الإسراء والمعارج إلى قوله تعالى [أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالعُزَّى] {النَّجم:19} أين نقطة الترابط هنا؟ والسؤال الآخر في قوله تعالى [فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ] {الذاريات:59} ما هو الذنوب هنا؟ والسؤال الثالث أريد التوضيح في أن سورة الرحمن وكذلك الرعد سورة مدنية ولكنها تتحدث عن مواضيع مكية؟
 والسؤال الأخير أريد تعليقاً على قوله تعالى [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ] {الحديد:16}  ؟
 نشكر لك يا أخي وحياك الله.

 عاد إلينا الدكتور/ خالد السبت مرة أخرى فمرحباً بكم مرة أخرى دكتور خالد.

الشيخ : أقول نحن حينما ننظر في حالنا اليوم مع كتاب الله عز وجل والآيات التي تمر معنا مثل قوله تعالى [وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ] {الذاريات:7} ما معنى الحبك وكذلك [قُتِلَ الخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ] {الذاريات:10-11} ما معنى غمرة ساهون؟ فانظروا إلى هذه المعاني رعاكم الله التي تضمنتها هذه الآيات وليكن ذلك نموذجاً للتدبر والله عز وجل يقول [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ] {ص:29}  فالله سبحانه وتعالى يقول في خبر إبراهيم عليه السلام وهي مقدمة لما يذكره بعده بما حل في قوم لوط قال [هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ] {الذاريات:24}  وذكر هذا في هود [وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ] {هود:69} قالوا سلام وكذلك في الحجر فالمقصود هنا في هذه السورة افتتح الله عز وجل هذا بالاستفهام وهذا يدل على التشويق وتنبيه على ما يذكر بعده فهذا يحتاج إلى تمعن وتدبر فالأخبار المهمة تفتح بمثل هذا وكذلك يتضمن أن هذه الأمور إنما تأتي من علام الغيوب  ما كان النبي  يعلمها هؤلاء وقومه بل جاءه علمها من الله عز وجل وهذا يعطينا درساً عظيما هو أن البشر لا يعلمون مثل هذه الغيوب وإنما يعلمون ما علمهم الله عز وجل فليس لأحد أن يضفى على أحد من البشر وصفاً أكثر مما يستحق والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يدعوا الغيب فهذا إبراهيم عليه السلام ذبح عجله وأتعب نفسه وأهله وقدمه للملائكة وهو لا يعلم أنهم ملائكة فالله سبحانه وتعالى قد قال للملائكة [أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] {البقرة:33} وهم قالوا [قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا] {البقرة:32}  وقوله [وَللهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ] {هود:123}  [وَللهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ] {النحل:77}  وهكذا [قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] {الكهف:26} وقوله [إِنَّ اللهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ] {فاطر:38} وقوله [وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ] {آل عمران:179}  وقوله [وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ] {الأنعام:59}  وقوله [قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ] {الأعراف:188} وهكذا آيات كثيرة ويدل على أن النبي  وسائر الأنبياء لا يعلمون الغيب وكذلك ينبغي للجميع ألا يذهبوا إلى السحرة والمشعوذين ويسألونهم عن طريق الفضائيات وغيرها فإن هذا أمر في غاية الخطورة على عقيدة الإنسان وفي صحيح مسلم عن النبي  «من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً»، وفي حديث أبي هريرة والحسن في مسند الإمام أحمد «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» فهذه فائدة تأخذها وفي قوله تعالى [المُكْرَمِينَ] {الذاريات:24}  هو إكرام الله عز وجل للملائكة فكون هؤلاء الكرام هم ضيوفه كما قال الله عز وجل [بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ] {الأنبياء:26}  [كِرَامٍ بَرَرَةٍ] {عبس:16} [كِرَامًا كَاتِبِينَ] {الانفطار:11} في صفة الملائكة فكون ضيوف إبراهيم بهذه الصفة فهذا دليل على الثناء على إبراهيم عليه السلام وفي حال قلنا أن إبراهيم هو الذي أكرمهم فهم مكرمين لذلك وأيضاً فيه دلالة على فضل إبراهيم عليه السلام.

المقدم : قد يسأل سائل دكتور خالد يقول لماذا قال [ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ] {الذاريات:24}  فكيف يقول ضيف ثم يقول مكرمين؟

الشيخ : لأن ضيف هنا تدل على الواحد وعلى الكثير قال [إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ] {الحجر:68} في قصة لوط عليه السلام والمفرد إذا أضيف إلى معرفة فإن هذا يكون بمعنى الجمع وفي بعض المواضع للعموم كقوله تعالى [أَوْ صَدِيقِكُمْ] {النور:61} يعني بذلك أصدقاءكم.

المقدم : لو تختم لنا دكتور خالد بفائدتين تراهم جديرتين بالوقوف في هذه القصة كما ذكر ابن القيم؟

لشيخ : الله عز وجل قال هنا [إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا] {الحجر:52} لم يستأذنوا فهذا دل على أن بيته مفتوحاً دائماً للضيوف والابتداء بالسلام قبل أي كلام بقوله الناس كحياك الله أو نحو ذلك قد تكون حياته بائسة ونحو هذا فتحية إبراهيم عليه السلام أبلغ من سلامهم فقولهم [سَلَامًا] جملة فعلية ولكن رد عليهم قائلاً [سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ] {الذاريات:25}  بجملة اسمية أي سلام دائم كان أبلغ وهكذا في التأدب مع الضيف.
* وكذلك قدرة الملائكة على التشكل.
* سرعة إبراهيم عليه السلام في إحضارها يقري به الضيف فما يتباطئ ولا تأخره أتعب الضيف.
* لم يخير ضيوفه بما يشتهونه من كتف أو غيره بل جاءهم بعجل كامل سمين فهذا دليل على كرمه وقربه إليهم وليس كما يحدث الآن من البوفيه المفتوح وخلافه مما وصلنا الآن من الأعاجم كل واحد يحمل صحنه معه حتى ينتظر ملعقة من الأرز فهذا فيه إحراج للضيوف ولكن إبراهيم عليه السلام قربه إليهم والفاء تدل على التعقيب المباشر وأيضاً في قوله [أَلَا تَأْكُلُونَ] {الصَّفات:91} فلم يأت بأسلوب الأمر «كلوا» وإنما بطريقة تلطف فيها.
* فأوجس منهم خيفة لأنهم ما أكلوا فوقع في نفسه شيء فأبانوا له وقالوا [لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ] {الذاريات:28} .
* ولكن أختم بفائدة حتى لا أطيل عليكم إن امرأة إبراهيم لما بشرت ماذا قالت [فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ] {الذاريات:29} أي في صرخة فلطمت وجهها وهذا ما يجري للنساء في بعض الأحيان وقالت عجوز عقيم فردت بكلمتين وما أطالت في الكلام وهذا يدل على أدب المرأة المسلمة في حديثها مع الرجال والله لما أدب النساء في صورة النساء قال تعالى [وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا] {الأحزاب:32} ً الذي لا يوجد فيه عبارة يمكن أن تعاب وكذلك في أداءه فيه رخاوة بدون تخنج فالعبارة التي عبرت بها فيها وصف كاف لعدم الإنجاب وكذلك المرأة المسلمة يجب أن يكون كلامها مختصراً ليس فيه غنج ولا تمايل فهذه بعض الأشياء وكثير من هذه الفوائد ذكرها الحافظ ابن القيم في رسالة له أسماها الرسالة اليتوكية وكذلك في كتاب آخر اسمه «الوابل الصيب» وعلى كل حال القرآن ملئ بالمعاني ومن تأمل ونظر وجد من ذلك الشيء الكثير ونسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم ويبارك فيكم وينفع بكم وينفع بهذه القناة ..... هذا والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : شكر الله لكم يا أبا عبد الرحمن على ما أتحفتنا به وباسمكم جميعاً عني وعن الإخوة المشاهدين نشكر ضيفنا الدكتور/ خالد بن عثمان السبت «رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالدمام».
* معنا اتصال من السعودية يسأل فيه السائل عن قوله تعالى [فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ] {الطُّور:29} فذكر هنا الكهانة والجنون وفي مواضع أخرى ذكر الجنون دون الكهانة فهل لهذا مناسبة.
* السؤال الثاني في قوله تعالى [إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ] {القمر:54} هل كلمة نهر تعتبر جمع؟ وإذا كانت مفردة فلماذا جمعت جنات وأفرد نهر؟
* السؤال الثالث في سورة الرحمن في قوله تعالى [يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ] {الرَّحمن:22} مع أن المعروف والذي ذكره بعض المفسرين أن اللؤلؤ والمرجان    لا يخرجان من المالح فهل هذا المشهور هو الصحيح؟
* سؤال آخر الأقسام في القرآن الكريم وخاصة في هذا الجزء فقد أقسم الله بالذاريات والطور والنجم فهل هناك علاقة بين القسم والمقصوم عليه؟
* معنا اتصال آخر من السعودية يسأل عن القرآن يستخدم العقل في إثبات العقيدة في قوله تعالى [أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ] {الطُّور:35} فهل ذلك أن تحدثنا عن أساليب القرآن في إثبات العقيدة يا شيخ؟
* الشفاعة المذكورة في سورة النجم ممن تنفع وممن تكون وما أنواعها؟
* السؤال الثالث في قوله تعالى [وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ] {القمر:17}  فهل يتعارض هذا مع حديث «وهو عليه شاق»؟
* السؤال الأخير أن الدكتور/ خالد ذكر في قصة إبراهيم الكرم الذي كان عليه في أقواله وأفعاله معاً فأرجوا منكم توجيه إلى بعض طلبة العلم الذين نجد منهم الكرم في القول دون الفعل مما يجعل الكثير يصد عنهم وبارك الله فيكم؟
* معنا اتصال آخر ويسأل السائل فيه عن قوله تعالى في سورة الذاريات آية 35 و36 قال فيهما تعالى [فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ المُؤْمِنِينَ] {الذاريات:35} ف[فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ] {الذاريات:36} لماذا ذكر الله في الأولى المؤمنين وفي الثانية المسلمين؟
* السؤال الثاني في سورة الواقعة ما معنى قوله تعالى [لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ] {الواقعة:19} .
* معنا اتصال آخر من الجزائر يسأل فيه السائل عن قوله تعالى [فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ] {هود:69}  أي سمين فهل هناك تعارض بين ذلك وبين ما أجمع عليه الأطباء من ضرر الأكل السمين؟
والسؤال الثاني عن قوله تعالى [وَأَنْزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ] {الحديد:25}  هل الحديد هو المعدن الوحيد الذي أنزله الله على خلاف بقية المعادن؟
المقدم : شكراً جزيلاً للإخوة المتصلين في هذه الحلقة وما شاء الله الأسئلة كثيرة وأرجوا من الله أن أستطيع أن أجيب عنها فهنا السؤال الأول من المتصل الأول من السعودية سأل فيه الأخ عن قوله تعالى في سورة الذاريات في قوله [فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ] {الصَّفات:101}  من هو المشير في هذه الآيات وهل هو الذبيح الذي بشر به في سورة الصافات؟.
 نقول أن الحديث في سورة الذاريات عن قصة إبراهيم عليه السلام عندما جاءته الملائكة وهي في طريقها لإهلاك قوم لوط عليه السلام فمروا على إبراهيم عليه السلام والمعروف أيها الإخوة أن إبراهيم عليه السلام هو عم لوط وقد أرسل إبراهيم عندما خرج من العراق واستقر في بلاد الشام وأرسل لوط إلى قرى سدوم وهذه القرى تعتبر تقريباً قريبة من الأردن من المناطق القريبة من بئر السبع وما حولها وهذه القرى هي التي كان فيها قوم لوط وكما ذكر بعض المفسرين إلى أنها كانت تقارب 600 قرية فالملائكة وهي في طريقها مروا بإبراهيم وكان هذا الحوار الذي ذكره الله في قصة الذاريات فقال الله سبحانه وتعالى [هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ] {الذاريات:24} كما ذكر الدكتور/ خالد في حديثة والحقيقة أن هذه القصة مليئة بما يمكن أن يستنبط منها من الفوائد والعبر وقد أفردها ابن القيم بحديث فهي مليئة بالفوائد ولو لاحظت هنا في قوله [فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ] {الذاريات:28}  وفي سورة الحجر قال [لَا تَوْجَلْ] {الحجر:53}  وحتى يذهبوا عنه الخوف والوجل بشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجها وقالت الحقيقة أن البشارة في هذه الآيات هي بإسحاق عليه السلام والمرأة هنا هي سارة ونكمل الحديث بعد أن نأخذ هذا الاتصال من الأخ المتصل يسأل عن قوله تعالى [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47} فهل المقصود وصفة البناء أم لا؟ والسؤال الثاني أن الله وصف العجل الذي قدمه إبراهيم عليه بالسلام بالسمين وفي آية أخرى بـ بالحنيذ فهل بينهما تقارب؟
* أيضاً معنا اتصال من السعودية يسأل فيه السائل عن قوله تعالى [لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ] {الرَّحمن:39}  هل يبنها تعارض وبين قوله تعالى [فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ] {الحجر:92} أجمعين والسؤال الثاني ما معنى كلمة «موضونة» في قوله تعالى [عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ] {الواقعة:15} والسؤال الثالث في قوله تعالى كم[كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ] {الحديد:20}  والزرع يعجب الكفار والمسلمين معاً؟
المقدم : نستأذنكم أيها الإخوة في استعراض كتاب حلقتنا الليلة فابقوا معنا:


«لسمات بيانية في نصوص من التنزيل».
 
     مؤلف ها الكتاب هو الدكتور/ فاضل بن صالح السامراني وقد اشتمل الكتاب على بيان الأوجه البيانية والأسرار البلاغية لعدد من النصوص القرآنية التي يسأل كثير من الناس عنها عن تلاوتهم للقرآن الكريم. وقد اجتهد المؤلف في بيان اللمسات البيانية البلاغية في هذه التعبيرات القرآنية البليغة وقد صدر الكتاب في طبعته الثانية عن دار عمان بالأردن في عام 1422هـ.
المقدم : أهلا بكم مرة أخرى ونستمر معكم في الإجابة على بقية الأسئلة وكنا نتحدث أيها الإخوة قبل الاتصال الأخير عن قصة إبراهيم عليه السلام مع الملائكة وبشارته بإسحاق والسائل هنا يسأل عن إسحاق هنا هو الذبيح في سورة الصافات وهو يشير إلى قوله سبحانه وتعالى [فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ] {الصَّفات:102} في سورة الصافات وجمهور المفسرين يذكرون بأنه أُمر بذبح أحد أبنيه والذي عليه الجمهور إنه إسماعيل عليه السلام وأما اليهود فيقولون بأنه إسحاق وقد حرفوا التوراة وجعلوا النص أن الذبيح هو إسحاق وبعض المفسرين وهم قلة ومنهم الطبري وابن جرير يرى أن الذبيح هو إسحاق وقد يقول قائل أن إسحاق وإسماعيل بنيان كريمان وأيهما كان الذبيح فنحن نؤمن به والأمر كذلك لكن هذه من القضايا المهمة جداً والذي يعتبر الخلاف بيننا وبين اليهود كبيراً فيها واليهود لم يحرصوا على شيء أن يخفوه من أمور التوراة مثل قضية الذبيح وقضية البشارة بالنبي  وذلك لأن قضية الذبيح مرتبطة بالنبي  ولذلك اجتهدوا اجتهاداً كبيراً في تحريم أي أمر يشير إلى قضية الذبيح لكن الخلاصة التي يمكن أن نقولها أن الأدلة من القرآن ليست صريحة ولكنها بمثابة التصريح بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وقد يظن بعض المشاهدين أن الحديث الذي ذكر فيه «أنا ابن الذبيحين» صحيح ولكنه ليس كذلك وإلا لو صح هذا الحديث لكان نصاً في مسألة الذبيح ولكن الأدلة التي يمكن أن نذكرها لكم أيها الإخوة المشاهدين والتي تثبت أن الذبيح هو إسماعيل كثيرة منها قوله تعالى [فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ] {الصَّفات:98} فخرج إبراهيم عليه السلام من بين قومه وقال [وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ] {الصَّفات:99} [رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ] {الصَّفات:100} فقال الله تعالى بعدها [فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ] {الصَّفات:101} [فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ] {الصَّفات:102} أي ذلك الغلام الحليم ..... الآن لدينا قرائن أن إبراهيم عليه السلام قال [رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ] {الصَّفات:100-101}  فكان هذا الغلام الحليم إجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل معناها الذي يسمع الدعاء فكأن إسماعيل هو إجابة دعوة إبراهيم لله عز وجل فهو أولى من يوصف بهذه الصفة فكان ابنه البكر وكان به أشد فرحاً والابتلاء بإسماعيل كان أشد من الابتلاء بإسحاق فأن يبتلي إبراهيم عليه السلام بذبح وحيده كما ذكره في التوراة والمعروف ببعض الروايات ببكره عند اليهود وعند المسلمين ولذلك قالوا بأن إبراهيم هو خليل الرحمن فلما رزق بإسماعيل تعلق قلبه بإسماعيل فأراد الله أن يمحص قلب إبراهيم فيكون خالصاً لله سبحانه وفي القصة عندما أخبره أبوه بأنه رأى في المنام أنه يذبحه قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين وإذا تأملت من وصف في القرآن بالصبر ستجده إسماعيل عليه السلام من بين أبناء إبراهيم عليه السلام وأضف إلى ذلك ما ذكره الأصمعي رحمه الله وكذلك لما سئل أبو عمر وابن العلاء قال له الأصمعي من هو الذبيح يا أبا عمرو فقال أين عقلك يا أصمعي أين إسحاق من مكة ولذلك كانت شعيرة النحر عند المروة من شعائر تلك الواقعة ولعلنا نختم ذلك بعد هذا الاتصال من السعودية ويسأل السائل فيه عن فرعون في قوله [فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ] {الذاريات:39} ما معنى هذا؟ وما معنى في [فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ] {الذاريات:40} وهل هناك ربط بينها وبين قوله تعالى عن يونس عليه السلام :( فالتقمه الحوت وهو مليم ) وهل بينهما وبين ملوم فرق؟ والسؤال الآخر عن قوله تعالى [يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ] {الطُّور:23} ما المقصود بالتنازع هنا؟
 والسؤال الأخير عن قوله تعالى [وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى] {النَّجم:34} 1ما معنى أكدى؟
* هناك اتصال آخر من السعودية تسأل فيه عن آية 73 في سورة الحج وآية في سورة ( ص) قوله تعالى [ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ] {ص:42} أريد تفسيراً لهما؟
* هناك اتصال آخر من الأخ من السعودية يسأل عن أو يقترح أن يجاب على الأسئلة من خلال الموقع الإلكتروني نظراً لضيق وقت البرنامج؟ نعم لدينا موقع يا أخي وفيه ما ذكرت ولكن أعطني سؤالك؟
* المتصل سؤالي هو عن قوله «فمن شرح بالكفر صدراً» ونحن نعلم أن الكفر يولد ضيقاً في الصدر وكذا فكيف استخدم الله لفظة شرح هنا فأرجوا التوضيح؟
* نعود أيها الإخوة للإجابة عن الأسئلة وباختصار شديد نظراً لضيق وقت البرنامج ولكن نختم الحديث حول قضية إسماعيل عليه السلام أنه هو الذبيح أن الأدلة كثيرة من القرآن الكريم ولذلك أنا أختم بقولي أن اليهود ما حرصوا على شيء كحرصهم على إخفاء قصة الذبيح في التوراة وبرغم من بعض التحريف نجد أن في التوراة أدلة أنه إسماعيل وليس إسحاق لقوله آمرك بذبح ابنك وحيدك وفي رواية بذبح ابنك بكرك وليس إسحاق هو البكر لأنه معروف أن إبراهيم رزق بإسماعيل وعمره 86 سنة وكان ابناً لهاجر فغارت سارة منها وخرجت إلى بئر السبع والمناطق التي حولها وسكنت فيها هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه السلام وبقيت سارة في مكانها ثم بعد ذلك بعد حادثة الذبح وبعد ما صبر وضحى بابنه فقال الله بعدها [وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ] {الصَّفات:112} وأضف إلى ذلك أنه يستحيل أن يؤمر بذبح ابن الثانية وهي سارة ويترك ابن الأولى وهي هاجر لذلك لها رأت سارة هذا الابتلاء لهاجر وكيف أن إبراهيم هم بذبح ابنها فأشفقن عليها ورقت لها فكافئها الله سبحانه وتعالى عن هذا فرزقها الله بإسحاق والحديث في هذا ذو شجون ولكن ما أريد أن أقوله أن اليهود ذكر لديهم في التوراة أن الذبح يكون عند المروة وقاموا بتحريفها إلى المورة وما استطاعوا أن يثبتوا أين هي المورة هل هي في أورشليم أم أين فلما جاء ذكرها في سورة البقرة [إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ] {البقرة:158}  جاء بعدها قوله تعالى [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ] {البقرة:159}
* الأخ المتصل يسأل عدة أسئلة منها ما وجه الارتباط في سورة النجم عن قضية الإسراء وقضية [أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالعُزَّى] {النَّجم:19} الذي يظهر والله أعلم أنه انتقال بين من يستحق العبادة أن الله سبحانه وتعالى هو المستحق لهذه العبادة فكر الله الأدلة من قضية الإسراء والمعراج ثم أنتم تعيدون هذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
* ثم سأل عن قوله [فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ] {الذاريات:59} سأل ما معنى ذنوب فالذنوب في اللغة هو الدلو الكبيرة الممتلئة والمقصود هنا هو النصيب.
* أما في قوله تعالى [فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ] {الطُّور:29} في سورة القلم فذكر [مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ] {القلم:2}  فيسأل لماذا ذكر هنا مجنون دون كاهن والذي يظهر والله أعلم أنهم في سورة الطور اتهموا النبي  بالسحر والكهانة فناسب أن ينفي الله عنه الكهانة والسحر والجنون وأما في سورة القلم فلم يرد اتهاماً بذلك.
* وأيضاً من أسئلة وأختم به هو سؤال عن قوله تعالى [يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ] {الرَّحمن:22} يقول المفسرون يخرج من أحدهما اللؤلؤ وهو المالح والمرجان يخرج من الماء العذب والصحيح أن المرجان يخرج من العذب ومن المالح والدليل قوله تعالى : ( ومن كل تستخرجون حلية تلبسونها ).
* الأسئلة كثيرة ودقيقة وكان بودي أن أجاوب عليها لكن يبدو أن الوقت قد انتهى لكثرة الاتصالات أسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن المتدبرين والعاملين به وأن يختم لنا شهر رمضان بالمغفرة والرضوان ولعلنا بإذن الله أن نتناول هذه الأسئلة في حلقة الغد بإذن الله تعالى حتى ألقاكم استودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،