إقتباس » هذه قصة حقيقية, وقعت أحداثها في مدرستي الموقرة في المرحلة المتوسطة. عندما كنت في الصف الثاني المتوسط, كان معنا ولدٌ صامتٌ على الدوام ولا يكلم أحدا لا في الفصل ولا في الفسحة إلا نادراً. وكنا كلنا نتحاشاه بل ونسخر منه في أغلب من الأحيان. ولم يكن هو يرد على إساءة بقية الأطفال له ولا بكلمة. جلست بجانبه في إحدى المرات وتعرفت عليه وصرت أحادثه فاتضح لي أنه ولد مؤدب وخلوق, ولكن هدوءه الغريب استمر في إثارة فضولي, وبقيت أتساءل عن مشكلته؟؟؟؟ هل هي الخجل؟؟؟ أم هي غرور؟؟ أم ماذا يا ترى؟ عرفت مشكلته بعد مدة وذلك عندما أتى أحد الطلاب المتنمرين ( الأكبر منا سنا) وأخذ يتبجح أمام الجميع أنه على علاقة معه. طبعا ابتعدت عن هذا الولد وخفت على نفسي بكل صراحة. إلا أنه جلس بجانبي بعدها عندما لاحظ تغير معاملتي له, وشرح لي كيف أن ذلك المتنمر أجبره على فعل سيء يوما ما ثم أخذ يبتزه ويهدده بفضحه أمام الطلاب وإخبار أهله إن لم يفعل له ما يريد (جنسيا). طبعا كنا أطفالا ولم يخبرنا أحد بكيفية التصرف السليم في مثل هذه الحالة فسكتنا وتركنا ذلك الطفل المسكين يواجه مشكلته لوحده