تاريخ القراء العشرة .. يعقوب الحضرمي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الشيخ / عبد الفتاح القاضي | المصدر : www.quranway.net

هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري وكنيته أبو محمد، أحد القراء العشرة.، أخذ القراءة عرضاً على أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل المزني، وعن شهاب شريفة ، وأبي يحيى، ومهدى بن ميمون، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وقيل إنه قرأ على أبي عمر ونفسه، وسمع الحروف من حمزة الكسائي .

وقرأ سلام على عاصم الكوفي وعلى أبي عمرو وتقدم سندهما، وقرأ سلام أيضاً على عاصم الجحدرى البصرى، وعلى يونس بن عبيد بن دينار البصري، وقرأ كل منهما على الحسن البصرى، وتقدم سنده وقرأ الحجدرى أيضاً على سليمان بن قتة التيمى البصرى، وقرأ على عبد الله بن عباس وقرأ على شهاب على أبي عبد الله هارون بن موسى الأعور النحوي، وعلى المعلى بن عيسى .

وقرأ هارون على عاصم الجحدري وأبي عمرو بسندهما ، وقرأ هارون أيضاً على عبد الله بن أبي إسحاق الحضري، وهو أبو جد يعقوب، وقرأ على يحيى بن يَعْمَر ونصر بن عاصم بسندهما وقرأ المعلى على عاصم الجحدرى بسنده وقرأ مهدى شعيب بن حجاب وقرأ على أبي لعالية الرياحي، وتقدم سنده، وقرأ ابو الأشهب على أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وقرأ أبو رجاء على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في النشر : ( وهذا سند في غاية من العلو والصحة ) .

* وكان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه وانتهت إليه رياسة الأقراء بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة سنين.

* قال ابو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات ،ومذاهبها، وعللها ومذاهب النجاة وهو أروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء .

* قال الحافظ أبو عمرو الداني وأئتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو، فهم أو أكثرهم على مذاهبه، قال الداني : وسمعت طاهر بن غلبون يقول : إمام الجامع بالبصرة لا يقراءة إلا بقراءة يعقوب.

ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، وكذلك أدركناهم.

وكان يعقوب فاضلاً تقياً، ورعاً زاهداً، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة .

* وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس، وروح بن عبد المؤمن، وأبو حاتم السجستاني، وايوب بن المتوكل، وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد شاذان وأبو عمرو الدورى وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء حمدان بن محمد الساجي وحدث عنه أبو حفص الفلاس وأبو قلابة، ومحمد بن عباد، قال ابن أبي حاتم : سئل أبي وأحمد بن حنبل عنه فقال كل منهما : صدوق . قال أبو الحسن بن المنادى : ( في أول كتاب الإيجاز والأقتصار في القراءات الثمان ) : كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه.

ولبعضهم فيه: أبوه من القراء كان وجده : ويعقوب في القراء كالكوكب الدرى تَفَرُّدُةُ محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته إلى الحشر.

* وله كتاب سماه " الجامع " جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كل حرف إلى من قرأ به وكتاب وقف التمام وكان يأخذ أصحابه بعد آى القرآن العزيز فإن أخطأ احدهم في العد أقامه.

* وتوفى سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة، ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه. رحمهم الله أجمعين.

* وأشهر رواته :

1- رويس. 2- رَوْح.

[ 1- رويس.]

* وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤى البصري. وكنيته أبو عبد الله، ولقبه رويس أخذ القرائة عن يعقوب الحضرمي، وهو من أحذق أصحابة .

قال الزهرى : سألت أبا حاتم عن رويس، هل قرأ على يعقوب ؟ قال نعم قرأ معناه، وختم عليه ختمات، وهو مقرئ حاذق، وإمام في القراءة عرضاً أناس كثيرون، منهم محمد بن هارون التمار، وأبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي.

* وتوفى بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/177 ) النشر ( 1/186 ) ] .

[ 2- رَوْح.]

* هو روح بن عبد المؤمن الهذلى البصري النحوي، وكنيته أبو الحسن، عرض على يعقوب الحضرمى وهو من أجل أصحابه وأوثقهم، وروى الحروف عن أحمد بن موسى وعبد الله بن معاذ، وهما عن أبي عمرو البصري وروح المقرئ جليل ثقة مشهور ضابط، روى عنه البخارى صحيحه وعرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي ، ومحمد بن الحسن بن زياد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله بن محمد الزعفراني، ومسلم بن مسلمة، والحسن بن مسلم ورجال غيرهم.

* وتوفى سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/175 ) النشر( 1/187 ) ] .

منهج يعقوب في القراءة :

1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.

2- يقرأ من رواية رويس لفظ "الصراط" كيف وقع في القرآن معرفاً أو منكراً بالسين.

3- يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، ونحو ( فيهم عليهم ) وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( عليهن وفيهن ) وبضم كل هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( فيهم ) . ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو ﴿ أو لم يكفهم، فاستفتهم﴾.

4-
يقرأ الإدغام كالسوسى في بعض الحروف المتماثلة نحو ﴿ والصاحب بالجنب﴾ بالنساء، ﴿ لا قبل لهم به﴾ بالنمل، ﴿ أتمدونن بمال به﴾.

5-
يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية ـ أى بالنطق بالهاء مكسورة كسراً كاملاً من غير إشباع ـ في لفظ«بيده» حيث وقع.

6-
يقرأ يقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات .

7-
يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة غير إدخال.

8- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ يتغيير ثانيهما كما يقرأ عمرو.

9-
يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت : ﴿ فيم، عم، مم لم بم، وهو وهي عليهن لدى، إلى، يا أسفي، يا حسرتي ثم﴾.

10-
يسكن بعض ياءات الإضافة، ويفتح بعضها.

11-
يثبت الياءات الزائدة في رؤس الآى وصلاً وقفاً نحو ﴿ فلا تفضحون، فلا تستعجلون﴾، كما يثبت غيرها مما لم يكن في رؤس الآى.

12-
يقر﴿ إن القوة لله جميعاً وإن الله شديد العذاب﴾ بكسر همزة إن في الموضعين.

13-
يقرأ ﴿ يرفع درجات من يشاء﴾ بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما.

14-
يقرأ ﴿ فيسبوا الله عدوًا ﴾ في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة.

15-
يقر﴿ من أن يقضى إليك وحيه ﴾ في طه بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ونصب الياء في وحيه.

16-
يقرأ ﴿ وكلمة الله هي العليا ﴾ في التوبة بنصب التاء